المبتعثون والتحدي

نايف الرشدان

لكل وزارة خدمية وغير خدمية إعلامها الخاص بها مثل ما أن لها علاقاتها الوثيقة بوسائل الإعلام المختلفة، فلها مراسلون ومندوبون ومتحدثون، لكن على سبيل المثال نجد أن وزارة التعليم العالي ينتمي لها إعلام آخر من نوع خاص يصادق على ما يقدمه الواقع، فما من بيت إلا وفيه طالب أو طالبة يشهدان ويتحدثان وينقلان للآخر ما يدور في التعليم العالي من جهود مبذولة، وما تقدمه من تطوير وتغيير في خطوط السير لجميع من انتسب للتعليم العالي أو تعاون معه أو طلب الإفادة منه، فكل طالب وطالبة سيتحدث مصادقا على ما يعيشه من تطلعات وما لقيه من فرص وما تحقق له من طموحات.
إذ لا يختلف اثنان على أن العقد الأخير يشهد العالم بمستوييه الفردي والمجتمعي على حد سواء ويبرهن على القفزات الهائلة التي حققها التعليم العالي في كافة المجالات التنموية سواء أكانت علمية أم ثقافية أم اقتصادية أم اجتماعية أم أمنية وغير ذلك.
ففي مجال التنمية الثقافية نجد أن هناك برامج علمية ومؤتمرات ثقافية ومشروعات بحثية ودعم مستمر للحركة العلمية والثقافية لجميع منسوبي التعليم العالي.
ودعم الحركة الإبداعية للطلاب وخير شواهد على ذلك موهبة والمؤتمرات الطلابية ومراكز الابتكار والتنمية العلمية.
أما في التنمية الاجتماعية فأسهم التعليم العالي في تحقق الوعي لدى المجتمع ونشره، من تطور في الفكر والمعيشة والسكن والعائد المالي والرقي وصناعة المجتمعات المتطورة في الجوانب المعرفية والعلمية وصنع القيادات المركزية والعلمية والنخبوية، ومن فوائدها الاسهام في العمل الاداري والقيادي وكذلك تقديم الدراسات البحثية والمشورات العلمية.
إن صناعة جيل متعلم تعليما عاليا يسهم في تكريس الوعي والإيمان بالقيم والعقيدة الصافية والانتماء الصادق للوطن، ويسهم في نضج العقول وتوسيع المدارك وفتح الآفاق والنوافذ شبه المغلقة على الوافد والوارد والقدرة على تمييز النافع من الضار.
فالأستاذ الجامعي والمحاضر والباحث والموظف والطالب ومثلها العنصر النسائي يحملون في حقائبهم اليومية وفي دواخلهم وفي ذاكرتهم وفي صدورهم شواهد النجاح والتميز لهذا الكيان التعليمي العلمي الثقافي الإداري، وسواء أباحوا به أم أسروه في نفوسهم ستبقى الحقيقة ناصعة لكل ذي لب وهادية لكل ذي بصيرة وشاخصة لكل من أخلص لهذا الوطن الغالي واهتم بأمر أمته وعني بتقدمها.. فشكرا جزيلا لكل من أهرق عرقه، وبذل وقته وجهده وأوقد للوطن من ضلوعه شموع العلم والوعي والمعرفة وقدت من عمره معارج للرفعة والرقي.