انتخابات مصر.. طي صفحة الظلاميين.. وبداية الاعتدال

فهيم الحامد (جدة)

لم يكن الوصول لمرحلة الاستحاق الانتخابي الرئاسي سهلا على المصريين، الذين عانوا الكثير خلال حقبة حكم الإخوان الظلامية، حيث دخلت مصر بنجاح واقتدار أمس هذه المرحلة التي جاءت وفق خارطة الطريق، منهية بذلك مرحلة حكم جماعة الإخوان الظلامي، وأضحت مصر التي رفضت ثقافة التهميش والإقصاء والتطرف تتجه نحو الاعتدال والوسطية، ملقية وراء ظهرها مرحلة سوداء لا ترغب حتى في استعادة ذكرياتها المقيتة.
ومن المؤكد أن نجاح المصريين في المضي في تنفيذ خارطة الطريق بسلاسة والدخول في ذروة مرحلة الاستحقاق الانتخابي، يعني أن جماعة الإخوان تكون سقطت في مزبلة التاريخ وخرجت من المشهد السياسي تماما وبدأت حقبة الاعتدال والتعايش السلمي الذي افتقدته مصر خلال حكم الإخوان.
ومن المؤكد أيضا، أن الطريق أمام الرئيس السابع المنتخب لمصر الجديدة، لن يكون سهلا، فأمام الرئيس الجديد العديد من التحديات الكبيرة والأجندات الداخلية والخارجية المعقدة، خاصة أن الفترة التي حكم فيها الإخوان مصر لم تكن فقط مدمرة بل أعادت مصر لحقبة الظلام والعصور الحجرية، لأن الإخوان اختطفوا مكتسبات المصريين ووضعوها رهينة، وفرضوا رؤيتهم الضيقة بالقوة على الشعب المصري المعتدل والمسالم.
المشير عبدالفتاح السيسي الذي أدلى بصوته أمس، يبدو أنه واثق من الخروج منتصرا لرئاسة الدولة المصرية الجديدة، فيما يشعر حمدين صباحي أن حظوظه متوفرة للحصول على أصوات الشعب المصري المتعب من حالة عدم الاستقرار، والمحبط من الاقتصاد البائس خلال الفترة التي عاشوها إبان حكم الإخوان، وأصبحوا يستنجدون برئيس لمصر الجديدة ينقذهم من حالة التطرف والتهميش والإقصاء البائدة.
وأكبر دليل على حرص المصريين في انتخاب قائد جديد لمصر الجديدة يحافظ على مكتسباتهم ويستعيد مصر التي اختطفت من فئة ظلامية، الصفوف المسالمة الممتدة على طول عدة طرقات في مراكز الاقتراع في عموم مصر للإدلاء بأصواتهم في عرس ديمقراطي حقيقي وفي أجواء حرية تنافسية لانتخاب رئيس مصر السابع، لاستعادة الثورة المصرية التي سرقها الظلاميون، وإبعاد مصر من الفوضى السياسية والتدهور الاقتصادي والأمني، حيث أصبح المصريون تواقين للاستقرار والأمن والسلام.
مصر الجديدة تنجز خطوة أخرى على الطريق الطويل نحو الديمقراطية وتنفيذ خارطة الطريق التي اختارها الشعب المصري طريقا مستقيما لمصر الجديدة.
الطريق لن يكون سهلا، ولكن بوجود الإرادة السياسية وحرص عقلاء مصر على بلادهم ومكتسباتهم، سترسو السفينة المصرية على الجودي سريعا.