تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا
الاثنين / 27 / رجب / 1435 هـ الاثنين 26 مايو 2014 18:58
عبدالمحسن هلال
تذكرون صورا انتشرت قبل مدة للرئيسين الأمريكي والروسي يتناولان وجبة خفيفة بمطعم متواضع يعج بالزبائن حولهما، وهما في استراحة بين جولة مفاوضات حول سوريا، في صورة منها ظهر الرئيس الأمريكي مادا يده يريد أن يأخذ قارورة كاتشب أو مايونيز من أمام الرئيس الروسي، تذكرت هذه الصورة تحديدا مع تتابع أحداث أوكرانيا، تخيلت أنهما يلعبان شطرنج على تلك الطاولة الصغيرة بينهما وأن يد أوباما امتدت لعمل نقلة نوعية على رقعة اللعبة ليقول بعدها لبوتين «كش ملك»، حسنا تريد سوريا، سآخذ أنا أوكرانيا، وأوكرانيا شبه مقتل لروسيا.
بالطبع قصة أوكرانيا بدأت قبل ذلك، منذ تحذير الرئيس بوش الأب لها في العام 1991م مما سماه بالقومية الانتحارية إن هي اختارت الخروج من الاتحاد السوفيتي، صحيح أن تتابع الأحداث السريع أدى لإعلان استقلال أوكرانيا بعد التحذير بأسابيع، إلا أن أوكرانيا ظلت تراوح مكانها بين رغبة أمريكا ضمها لحلف شمال الأطلسي وبين خشية أوروبا من أوكرانيا مقسمة على حدود اتحادها، وهو ما يهدد به حاليا الرئيس بوتين كرد على «كش ملك» الرئيس أوباما، وهناك شبه جزيرة القرم التي كان الرئيس السوفيتي الأسبق خروتشوف قد أهداها لأوكرانيا في العام 1954م، وهنا وضعت روسيا خطا أحمر معلنة بشكل واضح أنها ستدخل حربا لحمايتها تماما كما فعلت في جورجيا، ولا أحد في أوروبا أو أمريكا يريد ــ أقله حاليا ــ دفع روسيا لسياسة حافة الهاوية، وقد ذهل الغرب من اتفاق الغاز الروسي الصيني الأخير بعد أن ظن الغرب أنه ماسك بخناق روسيا وخط غازها إلى أوروبا.
هي عودة للحرب الباردة إذن ولكن بسيناريوهات وأسماء مختلفة، بل بمصطلحات مختلفة، مناطق النفوذ أصبحت تسمى مناطق المصالح المميزة، توارث المناطق صار تأجيرا ربما ينتهي بالتمليك، أمريكا المتعبة من الشرق العربي تريد التخلي عنه أو تأجيره مؤقتا لروسيا، حتى الحرب الباردة أصبحت هادئة وتدار بواسطة «الأسلحة الصامتة» بتطبيق استراتيجيات «التحكم في البشر» حسب نعوم تشومسكي. لن أزعجكم بأسئلة من نوع أين نحن من كل هذا؟، لم يعد الوقت يتسع لأسئلة ترفية كهذه، ندعو الله أن يوفق قادتنا للعبور بنا من هذه الأمواج المتلاطمة إلى بر الأمان، وما ذلك على الله ببعيد.
بالطبع قصة أوكرانيا بدأت قبل ذلك، منذ تحذير الرئيس بوش الأب لها في العام 1991م مما سماه بالقومية الانتحارية إن هي اختارت الخروج من الاتحاد السوفيتي، صحيح أن تتابع الأحداث السريع أدى لإعلان استقلال أوكرانيا بعد التحذير بأسابيع، إلا أن أوكرانيا ظلت تراوح مكانها بين رغبة أمريكا ضمها لحلف شمال الأطلسي وبين خشية أوروبا من أوكرانيا مقسمة على حدود اتحادها، وهو ما يهدد به حاليا الرئيس بوتين كرد على «كش ملك» الرئيس أوباما، وهناك شبه جزيرة القرم التي كان الرئيس السوفيتي الأسبق خروتشوف قد أهداها لأوكرانيا في العام 1954م، وهنا وضعت روسيا خطا أحمر معلنة بشكل واضح أنها ستدخل حربا لحمايتها تماما كما فعلت في جورجيا، ولا أحد في أوروبا أو أمريكا يريد ــ أقله حاليا ــ دفع روسيا لسياسة حافة الهاوية، وقد ذهل الغرب من اتفاق الغاز الروسي الصيني الأخير بعد أن ظن الغرب أنه ماسك بخناق روسيا وخط غازها إلى أوروبا.
هي عودة للحرب الباردة إذن ولكن بسيناريوهات وأسماء مختلفة، بل بمصطلحات مختلفة، مناطق النفوذ أصبحت تسمى مناطق المصالح المميزة، توارث المناطق صار تأجيرا ربما ينتهي بالتمليك، أمريكا المتعبة من الشرق العربي تريد التخلي عنه أو تأجيره مؤقتا لروسيا، حتى الحرب الباردة أصبحت هادئة وتدار بواسطة «الأسلحة الصامتة» بتطبيق استراتيجيات «التحكم في البشر» حسب نعوم تشومسكي. لن أزعجكم بأسئلة من نوع أين نحن من كل هذا؟، لم يعد الوقت يتسع لأسئلة ترفية كهذه، ندعو الله أن يوفق قادتنا للعبور بنا من هذه الأمواج المتلاطمة إلى بر الأمان، وما ذلك على الله ببعيد.