عندما نوقد الشموع !!

محمد عبد الواحد

•• حالات الطفو هذه يجب أن يكون لها معنى.. يجب أن تكون لها هوية وبطاقة انتساب وورقة مرور جاهزة لاختراق كل التحصينات والحواجز التي نضعها نحن بأقنعتنا ويصنعونها هم بعدم فهمنا..
•• لقد صحوت هذا الصباح لأجد كل هذه الأسئلة تتصاعد من أنفي وعيني وفمي.. إنها عملية الخلاص الوحيدة التي يمكن اتباعها لإزاحة هذه السموم.. وقد حاولت اختيار بعض الألفاظ الصباحية المناسبة عندما أقف أمامكم بكل هذا التراب في داخلي..
•• انتهيت الآن من اختيار الكلمات المناسبة للاعتذار المؤدب.. في البدء.. عندما يسقط الإنسان بالغدر والنكران عندما تتجمد وتشيب رموش عينيه.. عندما تنهار أسباب بقائه كإنسان يسهم في إعمار هذا العالم بالحب والتسامح والتعاضد والتكاتف.. حينها يفقد المرء إنسانيته ويصبح محذوفا من قائمة الذين يقفون على أبواب الفجر.
•• والإنسان بالحب.. يكون لبقائه أثر.. وخلو المكان منه أثر حزين في نفوسنا لا بد أن نتعلم من أشعة هذه الشمس التي تشرق على جباهنا كل صباح.
•• في إحدى المدن التي لا تنام ثبت مؤخرا أن أشياء كثيرة تنام.. أهمها ضمير الإنسان.. لقد فقدت هذه المدن شرف الصحو وعيون ناسها على اتساعها.. ليتكم تدركون لماذا أنا أحتج يا جمعيات حقوق الإنسان.
لا بد أن الثلاث شمعات مضاءة الآن لتسجل أحداث قصة أخرى، ولكنها ستموت قبل أن يخبو ضوء الشمعة، وهكذا حال الدنيا.. نحن نوقد الشموع لنطفئها يوما بدموعنا عندما نفترق.