وماذا بعد العشرة آلاف؟

وليد عرب هاشم

مؤشر سوق الأسهم يقترب من العشرة آلاف نقطة ويكاد يصل لهذا الحاجز الهام ثم يتراجع ليعيد كرة الارتفاع وبعده التراجع، ففي الأسبوع الماضي ارتفع المؤشر بحوالى مئة نقطة في يوم واحد ولكنه عاد وتراجع بحوالى ثمانين نقطة في يوم يليه وأكمل تراجعه ليخسر كل ما كسب، وهذه التذبذبات قد تشعرنا بالقلق خصوصا في ظل الاضطرابات الإقليمية وخصوصا أن سوق الأسهم قد صعد خلال السنوات القليلة الماضية بأكثر من الضعف وبالتالي ربما يكون وصل لحده الأعلى وليس أمامه سوى التذبذب حوله إن لم ينخفض عنه. ولعلنا نتعظ بما حدث لسهم شركة تهامة حيث صدر أخيرا من هيئة السوق المالية توجيه للتحقيق في أداء هذا السهم مما يدل على أن ارتفاعه بهذا المقدار لم يكن مبررا أو مفهوما وربما ما ينطبق على سهم تهامة قد ينطبق على أسهم شركات أخرى ولذا قد يقلق الفرد من الاستمرار في سوق الأسهم ويكتفي بما وصل إليه ويرضى بما حققه من أرباح، وخصوصا ونحن مقبلون على فصل الصيف وشهر رمضان المبارك حيث تخف الاستثمارات وتزيد المصاريف ولكن ومع تقديرنا لأهمية هذه التطورات وتقديرنا لوجوب الحرص والحذر وبالذات في الأسواق التي ترتفع فهنا ممكن أن تباع الأسهم التي ليست لها قيمة تبرر أسعارها وإنما تستفيد من ارتفاع السوق ككل وتصعد على أكتاف التفاؤل والحماس فالجميع يربح وبالتالي يقل الحذر والتأني وهذا خطأ ولكن ومع ذلك ومع أهمية كل ما ورد إلا انني أرى أن سوق الأسهم لم يصل بعد إلى مداه وأنه من المتوقع بإذن الله أن يكسر حاجز العشرة آلاف بل ويستمر في الارتفاع.
وأبرر قناعتي بأن السوق حاليا ليس بسوق مضاربة، صحيح أن هناك شركات ارتفعت وتنخفض بسبب المضاربة وصحيح أنه في الماضي عانى السوق من المضاربة ولكن حاليا لم تدخل بعد البنوك بقوة لتمول عمليات شراء الأسهم وما زالت مكررات الأرباح معقولة بل وهناك عدة شركات تحقق نسب أرباح جيدة جدا وبالتالي فهي استثمارات جذابة وبالتأكيد أكثر جاذبية من تجميد الاموال كودائع بنكية فهذه الأسهم هي لشركات قوية وكبيرة ومربحة وبالتالي فإن سوق الأسهم بصفة عامة لا يزال يعتبر استثمارا جيدا وجذابا. وثانيا فإن السيولة في هذا السوق ما زالت مرتفعة، ويبدو أنها تكمل اتجاها تصاعديا بدأ منذ سنوات فلقد كنا قبل سنوات قليلة لا نتصور تحقيق تداولات بمقدار العشرة مليارات وهذا تحقق وزاد بحيث قد يصل للضعف مما يدل على وجود طلب قوي على الأسهم وخصوصا في ظل ارتفاع السوق، وأخيرا فإن وضع الاقتصاد الوطني ما زال قويا وينمو والحمد لله، وتدل المؤشرات الاقتصادية ومراكز الأبحاث على استمرار هذا النمو بإذن الله مما ينعكس على نمو الشركات المساهمة وأرباحها.
بالتالي فإنه من المتوقع أن يغطي مؤشر سوق الأسهم فجوة المئتي نقطة ليصل ويجتاز حاجز العشرة آلاف نقطة بإذن الله، بل من المحتمل أن يتعدى ذلك بمراحل.
وهذا لا يعني أن يأخذنا الحماس للاستثمار في أي شركة، فهناك مصايد لشركات لا تسوى، ولكنه يعني ألا نكون حذرين أكثر من اللازم، وحتى ولو لا سمح الله انخفض السوق خلال فصل الصيف أو شهر رمضان المبارك فإن هذه قد تكون فرصة للشراء والاستمرار وليس للبيع والخروج.
فصعود السوق لحاجز العشرة آلاف وكسره قادم أمامنا بإذن الله ويتبقى أن نحلل ما الذي يحدث بعده فهل يستمر ليصل إلى حد الأحد عشر ألفا.. الله أعلم.