حتى لا تقسم الخادمة طفلك إلى نصفين!!
الخميس / 30 / رجب / 1435 هـ الخميس 29 مايو 2014 18:37
نوف محمد
ما هو الشيء الذي يستحق أن يدفع ابنك حياته ثمنا له وتعيشين بحسرته مدى الحياة؟!
وما هو الشيء الذي يستحق أن تنظري إليه النظرة الأخيرة وجسده الغض قد فصل إلى نصفين؟!
بالتأكيد لا شيء يستحق.
جريمة بشعة هزت الرياض الأسبوع الماضي، عندما استفاق سكان العاصمة على خبر العثور على الطفل «عبدالله» الذي لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره مقتولا في ملحق بمنزل أسرته في حي الربيع بشمالي الرياض، وقد قامت خادمتان «سيريلانكية وإندونيسية» تعملان لدى أسرته بفصل جسده الغض بالسكين إلى نصفين من جهة البطن.
ليس في الحياة من منظر أقسى من هذا على قلب أم، كان الله في عون والدة ووالد الطفل المغدور وألهمهما الصبر والسلوان.
الطفل «عبدالله» لم ولن يكون الضحية الأخيرة في مسلسل جرائم العاملات المنزليات، وأرشيف الصحف شاهد على مآس يندى لها الجبين ويشيب لها الولدان.
وجرائم العمالة المنزلية، باتت مشكلة تؤرق المجتمع والأجهزة المعنية، ومسبباتها لا يمكن أن تكون من طرف واحد بالمجمل، ولكنها تتفاوت من حالة لأخرى، فتارة تكون معاملة الأسرة للخادمة أو للسائق تشوبها اللا إنسانية والتعنيف وعدم التهذيب في اللفظ ورفع الصوت، والنهر والزجر بسبب وبدون سبب، ما يوغر نفوسهم ويدفعهم إلى الانتقام وارتكاب جريمة بحق الأسرة أو أحد أفرادها، قد تصل إلى التصفية الجسدية، كما حدث في حالة الطفل «عبدالله»، أو في حادثة قتل الخادمة الأثيوبية للطفل السعودي في الجوف والذي لم يتجاوز عامه الرابع بأن قامت بدفعه إلى وعاء حليب مغلي، لينقل إلى المستشفى بحالة خطيرة جدا، ليفارق الحياة بعدها، أو قتل خادمة أثيوبية العام الماضي لطفلة الست سنوات في حوطة بني تميم والتي نحرتها بالساطور في دورة المياه، وجميعنا لم ننس صورة الطفلة الجميلة «تالا» التي لم تتجاوز عامها الرابع، والتي فصلت الخادمة رأسها عن جسدها بالساطور أيضا في ينبع قبل عامين، وبنفس الطريقة أجهزت خادمة نيبالية على الطفل «أسامة» في عرعر انتقاما من المعاملة السيئة لها من الأسرة، ولن ننسى الطفل «مشاري» الذي دست له الخادمة السم في حليب الرضاعة وفارق الحياة في الدمام، والقائمة طويلة ولا يمكن حصرها في هذه المساحة.
دموية مقززة لدرجة لا يمكن احتمالها، ولكنه ناقوس الخطر الذي لا بد أن نقرعه، ولا بد لوزارة العمل ومكاتب الاستقدام أن تتبنى مشروعا وطنيا متكاملا بالتنسيق مع سفارات وقنصليات الدول التي يتم استقدام العمالة المنزلية منها، لتصميم برامج تدريب وتأهيل للعمالة في بلدانها قبل استقدامها للمملكة، يتم من خلالها تدريب وتأهيل العمالة المنزلية من سائقين وخادمات في بلدانهم وفق عادات المملكة وطبيعة الأسر، بإشراف مباشر من الجهات المختصة في المملكة، ويتم توعيتهم بالأنظمة والقوانين والعقوبات قبل استقدامهم، ويتم تصميم نموذج اختبار مصغر لهم في سفاراتنا في الخارج، بحيث لا يتم منحهم تأشيرة العمل في المملكة إلا بعد اختبار مصغر يتم في السفارة للتأكد من جاهزيتهم للعمل في بلادنا.
الأمر نفسه ينطبق على ربة المنزل وعلى الأب، لا بد أن يتم إخضاعهم لبرنامج تدريبي مصغر للتأكد من جاهزيتهم للتعامل مع العمالة المنزلية، برسوم رمزية وعبر مكاتب خاصة أو بإشراف الوزارة المباشر من خلال مكاتب الاستقدام، كشرط أساسي لمنح التأشيرة والسماح باستقدام العمالة.
قد يكون هذا المقترح جزءا من الحل، ولكن لا ننسى أن هؤلاء العمالة هم بشر مثلنا، لديهم مشاعرهم وهمومهم ويمرون بضغوطات حياتية تشبه التي نمر بها جميعا، وكما نحتاج إلى من يراعينا، هم يحتاجون من يراعيهم وقتها، ولا بد أن نتحلى بقليل من الإنسانية في التعامل معهم، وبالذكاء في فهم ثقافتهم، ففي بعض الثقافات الموت أقل هيبة مما لدينا، فلنحذر، والله الموفق.
وما هو الشيء الذي يستحق أن تنظري إليه النظرة الأخيرة وجسده الغض قد فصل إلى نصفين؟!
بالتأكيد لا شيء يستحق.
جريمة بشعة هزت الرياض الأسبوع الماضي، عندما استفاق سكان العاصمة على خبر العثور على الطفل «عبدالله» الذي لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره مقتولا في ملحق بمنزل أسرته في حي الربيع بشمالي الرياض، وقد قامت خادمتان «سيريلانكية وإندونيسية» تعملان لدى أسرته بفصل جسده الغض بالسكين إلى نصفين من جهة البطن.
ليس في الحياة من منظر أقسى من هذا على قلب أم، كان الله في عون والدة ووالد الطفل المغدور وألهمهما الصبر والسلوان.
الطفل «عبدالله» لم ولن يكون الضحية الأخيرة في مسلسل جرائم العاملات المنزليات، وأرشيف الصحف شاهد على مآس يندى لها الجبين ويشيب لها الولدان.
وجرائم العمالة المنزلية، باتت مشكلة تؤرق المجتمع والأجهزة المعنية، ومسبباتها لا يمكن أن تكون من طرف واحد بالمجمل، ولكنها تتفاوت من حالة لأخرى، فتارة تكون معاملة الأسرة للخادمة أو للسائق تشوبها اللا إنسانية والتعنيف وعدم التهذيب في اللفظ ورفع الصوت، والنهر والزجر بسبب وبدون سبب، ما يوغر نفوسهم ويدفعهم إلى الانتقام وارتكاب جريمة بحق الأسرة أو أحد أفرادها، قد تصل إلى التصفية الجسدية، كما حدث في حالة الطفل «عبدالله»، أو في حادثة قتل الخادمة الأثيوبية للطفل السعودي في الجوف والذي لم يتجاوز عامه الرابع بأن قامت بدفعه إلى وعاء حليب مغلي، لينقل إلى المستشفى بحالة خطيرة جدا، ليفارق الحياة بعدها، أو قتل خادمة أثيوبية العام الماضي لطفلة الست سنوات في حوطة بني تميم والتي نحرتها بالساطور في دورة المياه، وجميعنا لم ننس صورة الطفلة الجميلة «تالا» التي لم تتجاوز عامها الرابع، والتي فصلت الخادمة رأسها عن جسدها بالساطور أيضا في ينبع قبل عامين، وبنفس الطريقة أجهزت خادمة نيبالية على الطفل «أسامة» في عرعر انتقاما من المعاملة السيئة لها من الأسرة، ولن ننسى الطفل «مشاري» الذي دست له الخادمة السم في حليب الرضاعة وفارق الحياة في الدمام، والقائمة طويلة ولا يمكن حصرها في هذه المساحة.
دموية مقززة لدرجة لا يمكن احتمالها، ولكنه ناقوس الخطر الذي لا بد أن نقرعه، ولا بد لوزارة العمل ومكاتب الاستقدام أن تتبنى مشروعا وطنيا متكاملا بالتنسيق مع سفارات وقنصليات الدول التي يتم استقدام العمالة المنزلية منها، لتصميم برامج تدريب وتأهيل للعمالة في بلدانها قبل استقدامها للمملكة، يتم من خلالها تدريب وتأهيل العمالة المنزلية من سائقين وخادمات في بلدانهم وفق عادات المملكة وطبيعة الأسر، بإشراف مباشر من الجهات المختصة في المملكة، ويتم توعيتهم بالأنظمة والقوانين والعقوبات قبل استقدامهم، ويتم تصميم نموذج اختبار مصغر لهم في سفاراتنا في الخارج، بحيث لا يتم منحهم تأشيرة العمل في المملكة إلا بعد اختبار مصغر يتم في السفارة للتأكد من جاهزيتهم للعمل في بلادنا.
الأمر نفسه ينطبق على ربة المنزل وعلى الأب، لا بد أن يتم إخضاعهم لبرنامج تدريبي مصغر للتأكد من جاهزيتهم للتعامل مع العمالة المنزلية، برسوم رمزية وعبر مكاتب خاصة أو بإشراف الوزارة المباشر من خلال مكاتب الاستقدام، كشرط أساسي لمنح التأشيرة والسماح باستقدام العمالة.
قد يكون هذا المقترح جزءا من الحل، ولكن لا ننسى أن هؤلاء العمالة هم بشر مثلنا، لديهم مشاعرهم وهمومهم ويمرون بضغوطات حياتية تشبه التي نمر بها جميعا، وكما نحتاج إلى من يراعينا، هم يحتاجون من يراعيهم وقتها، ولا بد أن نتحلى بقليل من الإنسانية في التعامل معهم، وبالذكاء في فهم ثقافتهم، ففي بعض الثقافات الموت أقل هيبة مما لدينا، فلنحذر، والله الموفق.