تعزيز الدور المجتمعي للمؤسسات التعليمية

محمد بن محمد الحربي

تشكّل أيام الاختبارات هاجساً مقلقاً للأسرة، وللمؤسسات التعليمية، وبالتأكيد لبقية مؤسسات المجتمع. وتشترك هذه المؤسسات في مسؤولية المحافظة على سلامة الطلاب والطالبات، والمعلمين والمعلمات، نفسياً وجسمياً. إضافة إلى حماية الممتلكات العامة من العبث والتخريب.
وعلى خلاف المعتاد؛ فقد شهدت عدد من المدارس قبل بداية الاختبارات النهائية تصرفات عدوانية قام بها بعض الطلاب العدوانيين الذين قد يمتد عنفهم إلى أنفسهم وأقرانهم ومن حولهم، وما يترتب على هذه التصرفات من أمور لا تحمد عقباها حاضراً ومستقبلاً.
وما بين حوادث تحطيم ممتلكات المدرسة، والاعتداء على المعلمين، وتمزيق الكتب الدراسية، والتفحيط بالسيارات، ورفقة أصدقاء السوء، يتساءل التربويون وأولياء أمور الطلاب: ما سبب كل هذا العنف والتخريب؟
وهو سؤال يمكن الإجابة عنه بسؤال آخر: لم تخلت المدارس عن دورها المجتمعي، وتوجيه جهودها نحو التدريس فقط؟
وعلى الرغم من أهمية التدريس،إلا أنه لا قيمة له دون تربية على القيم الإيجابية والأخلاق الفاضلة، بحيث تكون سلوكاً معتاداً، وثقافة سائدة لدى الجميع.
وتقع على الأسرة والمدرسة مسؤولية مشتركة تجاه توعية الطلاب والطالبات وحمايتهم من الوقوع في براثن أصدقاء السوء الذين يشكلون العامل الرئيس في انحراف الشباب والمراهقين، وما الحوادث الأخيرة إلا دليل على ذلك، حيث العنف والتخريب لدى بعض الطلاب مجرد تقليد للآخرين، ومحاولة للفت الأنظار.
إنّ تعزيز الدور الاجتماعي للمدرسة يتطلب تكاملها مع بقية مؤسسات المجتمع والاستفادة من نتائج الدراسات والأبحاث والتجارب المحلية والعالمية في مجالات علم النفس والاجتماع، والإدارة التربوية. ومشاركة الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم في اقتراح الحلول المناسبة للتعامل مع هذه التصرفات الصبيانية.
ولعلّ من الحلول العلاجية التي يمكن أن تسهم في الحد من هذه الممارسات:
-تنفيذ برامج إرشادية وقائية لحماية الأبناء قبل وقوعهم في المحظور.
-حصر الحالات الموجودة، ودراستها، وعلاجها، ومتابعتها باستمرار.
-مكافأة النماذج المشرّفة من الطلاب والطالبات وإبرازهم داخل المدرسة وخارجها.
-عدم التهاون، أو المجاملة في تطبيق لوائح السلوك والعقوبات المتعلقة بها.
-إلزام الطالب وولي أمره بتعويض أي تخريب للممتلكات العامة؛ على أن تتفهم الأسرة هذه العقوبات كونها عاملا رئيسا لحماية أبنائها.
* كلمة أخيرة:
الاحتفال بالنجاح لا يعني الإسراف والبذخ والتفاخر، أو إيذاء الآخرين!