أشجار معدنية بدل جسر الفنون لتعليق الأقفال
الجمعة / 08 / شعبان / 1435 هـ الجمعة 06 يونيو 2014 20:50
أسماء كوار
باريس الخلابة.... عاصمة العالم وعاصمة الرومانسية.... كل شيء يوحي بثقل تأثيرها في العالم.. وكل شيء يمنح الانطباع بذاك الحلم العابر في أزقتها وعبر معالمها السياحية والتاريخية... لكن باريس أيضا مثقلة برواسب و«مخلفات» سياحية، تصنع الفرجة والتساؤل وتمنح الزائر متعة الوقوف على جسر الفنون أو «جسر العشاق» حيث ثقل الأقفال المعلقة عليه شاهد على أن كل أجناس العالم مرت من هنا.
وسواء مررت بالمدينة الباريسية أم لا، فإنك بالتأكيد قد سمعت عن تلك الطقوس الممارسة على جسر الفنون، حيث يترك كل سائح بصمته هناك المتمثلة في ترك قفل عليه اسم صاحبه أو اسمان وحتى أسماء متعددة. ولن يكتمل التقليد المتعارف عليه إلا برمي مفتاح القفل في نهر السين العابر تحت الجسر، باعتباره رمزا للعاطفة الأبدية التي تربط أصحاب القفل بهذا المكان. فخصوصية المكان تضفي عليه طابعا رومنسيا وفنيا وإبداعيا ولا يمكن لسائح أن يحط الرحال في باريس دون أن يمر بالمكان ويسجل حضوره هناك.
في قلب العاصمة الفرنسية باريس وفي محيط الدائرة السادسة، بالقرب من مترو اللوفر ريفولي، يقع جسر الفنون الذي يربط رصيف مالاكي وكونتي على مستوى المعهد الفرنسي في الدائرة السادسة، برصيف فرانسوا ميتران ومتحف اللوفر على مستوى مربع قصر اللوفر، الذي كان يدعى قصر الفنون في الدائرة الأولى.
جسر الفنون أو جسر «العشاق» كما يسمى، معلم يحمل رمزية خاصة ليس لتصميمه الكلاسيكي المصنوع من الخشب والمعدن، ولكن لكونه مكانا ذا رمزية عالمية، يعتبر محجا للسياح وللفرنسيين، وذلك لما يفرضه من حضور سياحي يستقطب اهتمام السائح والفنان والمثقف والمواطن العادي وقبلة للفنانين والرسامين والطلاب والسياح من كل أقطار العالم. وعلى جسر الفنون، يلتقي الإبداع وتلتقي الثقافات، ويلتقي الرسامون من كل الأجناس لمعانقة لوحاتهم الزيتية التي انتشرت على الرصيف المحاذي للجسر، فتحضر اللوحة والورق الأبيض وتحضر الألوان الزيتية ويحضر قلم الرصاص لرسم البورتريهات في لوحة فحمية رائعة. وبين الرسامين والفنانين وبائعي الكتب على الأرصفة المحاذية، يرتسم تصميم جمالي من نوع آخر تصنعه ملايين الأقفال المعلقة على أطراف الجسر. الأقفال الحديدية التي يعلقها كل زائر يمر بالمكان ويلقي بالمفتاح في النهر العابر تحت الجسر، تحولت إلى أطنان من الحديد راسبة على أطراف الجسر ورغم كونها أصبحت تشكل تهديدا على البنية التحتية للجسر، إلا أن هناك من يعتقد أن إزالتها إخلال بتقليد دخل في أبجديات السياح الزائرين لباريس.
على هذا الجسر، تمتزج الأجناس والثقافات، ويكتشف الزائر الحضور المكثف للأجانب والسياح من مختلف الأعمار.
بدأ بناء الجسر المخصص للمشاة في 1801 وانتهي من بنائه 1804. وذلك بفضل قرار اتخذه نابليون بونابرت عندما قرر إنجاز جسر للمشاة محاذ لقصر الفنون وكان يضم تسعة أقواس. وقد كلف كلا من المهندسين لويس ألكسندر دي سيزار وجاك فانسون دو لا كروا ديلون لهندسة الجسر حيث صمم وكأنه حديقة معلقة مع أحواض وزهور، ومقاعد وشجيرات صغيرة. ولكن مع القصف الذي تعرض له الجسر في 1918 و1944 أصبح الجسر هشا وآيلا للسقوط في أي لحظة. لذلك سعت السلطات آنذاك إلى إعادة بنائه. لقد كان بوابة للفنون كمعظم جسور باريس، وجسرا مدفوع الثمن لاستعماله. فعندما دشن لأول مرة، دفع أكثر من 65000 زائر مرورهم عليه. وفي عام 1976، عندما خضع للمراقبة التقنية والتفتيش اكتشفت هشاشة هذا الجسر نتيجة القصف الذي تعرض له في الحربيين العالميتين. فتقرر غلقه أمام حركة المرور في عام 1977 وبعدها بسنتين، أي العام 1979 انهار الجسر بحوالى 60 مترا بعد تعرضه لاصطدام بارجة بحرية ببنيته التحتية. بعد ذلك تمت إعادة بناء الجسر بمواد مغايرة من فولاذ وتم تخفيض أقواسه إلى سبعة بدل التسعة.
ومرور سنوات أصبح الجسر يستقطب اهتمام المشاة من السياح لوقوعه في منطقة استراتيجية. وفي سنة 2008 ظهر تقليد جديد على الجسر الذي يربط معهد باريس بمتحف اللوفر، وهو وضع أقفال يجلبها السياح معهم على أطراف الجسر وترمى المفاتيح في النهر العابر تحت الجسر. ويقال إن أول من وضع القفل على الجسر هما سائحان وابنهما في 2008، حيث وضعا القفل على الفولاذ الموجود في أطراف الجسر واعطيا المفتاح لابنهما الذي قام برميه في النهر العابر تحت الجسر.
ويبدو أن هذا التقليد انتشر بسرعة البرق في كل أنحاء العالم ولم يستثن جسورا أخرى ولكن ليس بنفس الوقع الذي يعرفه جسر الفنون. وقبله كانت هذه الممارسة معروفة في بعض بلدان العالم. إذ تشير بعض المصادر إلى أن أصل هذه الممارسة، ظهر في أوروبا الشرقية بين 1980و1990، ثم امتدت إلى أوروبا الغربية في عام 2000. لكن أصل هذه الممارسة يعود إلى تقليد سائد في الصين، حيث يعلق الأزواج الجدد الأقفال على قمة الجبل المقدس، إيذانا باستمرار الحياة الزوجية في سعادة واستقرار.
كل الأقفال التي كانت تزين جسر العشاق بباريس تمت إزالتها مؤخرا من قبل بلدية باريس وذلك خوفا من انهيار الجسر بعد أن أصبح وزن الأقفال يقدر بالأطنان. ورغم ذلك، فكل قفل ينزع يعوض بآخر، ويظل المكان يحتفظ بتقليده ورومنسيته وجوه الدافئ. ويبدو أن بلدية باريس أصبحت تفكر في إيجاد بديل للجسر وذلك بغرس أشجار معدنية تعلق فيها الأقفال من قبل الزوار والسياح قبالة متحف اللوفر.
باريس الخلابة.... عاصمة العالم وعاصمة الرومانسية.... كل شيء يوحي بثقل تأثيرها في العالم.. وكل شيء يمنح الانطباع بذاك الحلم العابر في أزقتها وعبر معالمها السياحية والتاريخية... لكن باريس أيضا مثقلة برواسب و«مخلفات» سياحية، تصنع الفرجة والتساؤل وتمنح الزائر متعة الوقوف على جسر الفنون أو «جسر العشاق» حيث ثقل الأقفال المعلقة عليه شاهد على أن كل أجناس العالم مرت من هنا.
وسواء مررت بالمدينة الباريسية أم لا، فإنك بالتأكيد قد سمعت عن تلك الطقوس الممارسة على جسر الفنون، حيث يترك كل سائح بصمته هناك المتمثلة في ترك قفل عليه اسم صاحبه أو اسمان وحتى أسماء متعددة. ولن يكتمل التقليد المتعارف عليه إلا برمي مفتاح القفل في نهر السين العابر تحت الجسر، باعتباره رمزا للعاطفة الأبدية التي تربط أصحاب القفل بهذا المكان. فخصوصية المكان تضفي عليه طابعا رومنسيا وفنيا وإبداعيا ولا يمكن لسائح أن يحط الرحال في باريس دون أن يمر بالمكان ويسجل حضوره هناك.
في قلب العاصمة الفرنسية باريس وفي محيط الدائرة السادسة، بالقرب من مترو اللوفر ريفولي، يقع جسر الفنون الذي يربط رصيف مالاكي وكونتي على مستوى المعهد الفرنسي في الدائرة السادسة، برصيف فرانسوا ميتران ومتحف اللوفر على مستوى مربع قصر اللوفر، الذي كان يدعى قصر الفنون في الدائرة الأولى.
جسر الفنون أو جسر «العشاق» كما يسمى، معلم يحمل رمزية خاصة ليس لتصميمه الكلاسيكي المصنوع من الخشب والمعدن، ولكن لكونه مكانا ذا رمزية عالمية، يعتبر محجا للسياح وللفرنسيين، وذلك لما يفرضه من حضور سياحي يستقطب اهتمام السائح والفنان والمثقف والمواطن العادي وقبلة للفنانين والرسامين والطلاب والسياح من كل أقطار العالم. وعلى جسر الفنون، يلتقي الإبداع وتلتقي الثقافات، ويلتقي الرسامون من كل الأجناس لمعانقة لوحاتهم الزيتية التي انتشرت على الرصيف المحاذي للجسر، فتحضر اللوحة والورق الأبيض وتحضر الألوان الزيتية ويحضر قلم الرصاص لرسم البورتريهات في لوحة فحمية رائعة. وبين الرسامين والفنانين وبائعي الكتب على الأرصفة المحاذية، يرتسم تصميم جمالي من نوع آخر تصنعه ملايين الأقفال المعلقة على أطراف الجسر. الأقفال الحديدية التي يعلقها كل زائر يمر بالمكان ويلقي بالمفتاح في النهر العابر تحت الجسر، تحولت إلى أطنان من الحديد راسبة على أطراف الجسر ورغم كونها أصبحت تشكل تهديدا على البنية التحتية للجسر، إلا أن هناك من يعتقد أن إزالتها إخلال بتقليد دخل في أبجديات السياح الزائرين لباريس.
على هذا الجسر، تمتزج الأجناس والثقافات، ويكتشف الزائر الحضور المكثف للأجانب والسياح من مختلف الأعمار.
بدأ بناء الجسر المخصص للمشاة في 1801 وانتهي من بنائه 1804. وذلك بفضل قرار اتخذه نابليون بونابرت عندما قرر إنجاز جسر للمشاة محاذ لقصر الفنون وكان يضم تسعة أقواس. وقد كلف كلا من المهندسين لويس ألكسندر دي سيزار وجاك فانسون دو لا كروا ديلون لهندسة الجسر حيث صمم وكأنه حديقة معلقة مع أحواض وزهور، ومقاعد وشجيرات صغيرة. ولكن مع القصف الذي تعرض له الجسر في 1918 و1944 أصبح الجسر هشا وآيلا للسقوط في أي لحظة. لذلك سعت السلطات آنذاك إلى إعادة بنائه. لقد كان بوابة للفنون كمعظم جسور باريس، وجسرا مدفوع الثمن لاستعماله. فعندما دشن لأول مرة، دفع أكثر من 65000 زائر مرورهم عليه. وفي عام 1976، عندما خضع للمراقبة التقنية والتفتيش اكتشفت هشاشة هذا الجسر نتيجة القصف الذي تعرض له في الحربيين العالميتين. فتقرر غلقه أمام حركة المرور في عام 1977 وبعدها بسنتين، أي العام 1979 انهار الجسر بحوالى 60 مترا بعد تعرضه لاصطدام بارجة بحرية ببنيته التحتية. بعد ذلك تمت إعادة بناء الجسر بمواد مغايرة من فولاذ وتم تخفيض أقواسه إلى سبعة بدل التسعة.
ومرور سنوات أصبح الجسر يستقطب اهتمام المشاة من السياح لوقوعه في منطقة استراتيجية. وفي سنة 2008 ظهر تقليد جديد على الجسر الذي يربط معهد باريس بمتحف اللوفر، وهو وضع أقفال يجلبها السياح معهم على أطراف الجسر وترمى المفاتيح في النهر العابر تحت الجسر. ويقال إن أول من وضع القفل على الجسر هما سائحان وابنهما في 2008، حيث وضعا القفل على الفولاذ الموجود في أطراف الجسر واعطيا المفتاح لابنهما الذي قام برميه في النهر العابر تحت الجسر.
ويبدو أن هذا التقليد انتشر بسرعة البرق في كل أنحاء العالم ولم يستثن جسورا أخرى ولكن ليس بنفس الوقع الذي يعرفه جسر الفنون. وقبله كانت هذه الممارسة معروفة في بعض بلدان العالم. إذ تشير بعض المصادر إلى أن أصل هذه الممارسة، ظهر في أوروبا الشرقية بين 1980و1990، ثم امتدت إلى أوروبا الغربية في عام 2000. لكن أصل هذه الممارسة يعود إلى تقليد سائد في الصين، حيث يعلق الأزواج الجدد الأقفال على قمة الجبل المقدس، إيذانا باستمرار الحياة الزوجية في سعادة واستقرار.
كل الأقفال التي كانت تزين جسر العشاق بباريس تمت إزالتها مؤخرا من قبل بلدية باريس وذلك خوفا من انهيار الجسر بعد أن أصبح وزن الأقفال يقدر بالأطنان. ورغم ذلك، فكل قفل ينزع يعوض بآخر، ويظل المكان يحتفظ بتقليده ورومنسيته وجوه الدافئ. ويبدو أن بلدية باريس أصبحت تفكر في إيجاد بديل للجسر وذلك بغرس أشجار معدنية تعلق فيها الأقفال من قبل الزوار والسياح قبالة متحف اللوفر.