رمضان مختلف!
الأحد / 10 / شعبان / 1435 هـ الاحد 08 يونيو 2014 18:51
منصور الطبيقي
كم أحن لك أيها الماضي الجميل، كم أحن لمقاعد الدراسة وأصدقاء الطفولة، كم أحن لمدرستي الابتدائية مع أنني كنت أضرب فيها بالفلكة عندما كنت أتأخر، ما أجمل تلك اللحظات عندما كنت أتناول طعام الغذاء والعشاء مع والدي ووالدتي وإخوتي على سفرة واحدة، آه على ذكريات رمضان الرائعة، كان لطعام ا?فطار روعة عجيبة خاصة مع مشاهدتنا لبرنامج الشيخ الطنطاوي يرحمه الله وكلامه الممتع، ما أجمل مساء رمضان بعد التراويح، والناس تتجول في الحارة (الواسطة) وأزقة وشوارع البلد، شارع قابل وسوق الندى ورائحة البخور واللبان المستكه تعطر الأجواء والزمازمة يسقون الناس بالماء المبخر، وقبل الإفطار يزدحم سوق (اليمنا) بالمشترين بحثا عن ما لذ وطاب من المأكولات الشهية مثل الشفوت والكدر والحلبة وراس المندي والسمبوسك وألذ العصائر الباردة مثل الزبيب والسوبيا. آه على الماضي السعيد، تكاتف ا?سر والمحبة والتعاضد والتناصح التآخي، هل تباعدت القلوب في زمننا الحالي!، هل غيرتنا الحضارة ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة حتى صار يتواصل ا?خ مع أخيه والصديق مع صديقه بالواتس وتويتر أو الفيس بوك فقط!. دعونا نستمتع برمضاننا هذا العام بشكل مختلف عن الرتابة التي نشهدها كل عام مؤخرا، بعد إحياء أيامه ولياليه بالذكر والعبادة فهو الغاية والمقصد، دعونا نلتقي مع من نحب بإفطارات جماعية، نجعل في حاراتنا مجالس خارجية في الهواء الطلق يجتمع فيها الصغار والكبار سويا يستمعون لبعضهم البعض، يروي فيها الكبار للصغار قصص الماضي التي فيها القيم التي بدأت يشوبها شوائب، دعونا نتكلم عن الشهامة والرجولة وإغاثة الملهوف، شبابنا يحتاجون لنماذج مشرفة من رجالات البلد يستمعون لأخبارهم وقصص الماضي البطولية، فهناك تصدع في العلاقات بين الصغار والكبار وغياب الثقة وا?لفة، لابد أن يعيدها رمضان. لماذا لا تبدأ البلديات بتوفير (مركاز) كبير في كل حي، وتزينه بالصيوان الشعبي (التيازير) وتضع فوانيس رمضان تدخل به الفرحة والبهجة في نفوس الأطفال والكبار ، يكون مقصدا للشباب والأطفال والكبار يجتمعون فيه سويعات قليلة في النهار والليل يروون القصص ويذكرون الله ويسمعون كل مفيد ، بدلا من القعود في المنزل أمام شاشات التلفزيون متخشبين أمام بعض المسلسلات الهابطة التي تعرض كل خليع ومبتذل!. هل مازال في الأحياء أراض مخصصة للخدمات الاجتماعية والثقافية أم ذهبت كما ذهب غيرها!!. أين هم عمداء الأحياء وماهي أدوارهم، وهل لازالوا متواجدين!!، فوالله لا أعرف اسم عمدة الحي الذي انتقلت له قبل عقدين من الزمن وأين مركازه، وماهي الخدمات التي يوفرها لأبناء الحي!. ن أبناءنا تتلقفهم أيد خبيثة تمدهم بالمخدرات ومختلف الخبائث وتجعل سلوكهم عدوانيا وأخرق، لا بد لهم من مجالسة أهل الخير والفضل والحكمة والرأي السديد ، يتعلمون منهم ويقلدونهم ويكونون تحت نظرهم، عندما غاب الأمن المجتمعي حيث كل فرد فيه مسؤول عن أمن الجماعة، بالمتابعة والتبليغ عن كل مريب والنصح والتوجيه للجاهل والمسيئ بدأنا نشاهد ما لايسر من بعض شبابنا!. رمضان هذا العام فرصة أن يكون مختلفا عن الأعوام السابقة، اجتمعوا فيه وصلوا أرحامكم وأقرباءكم وجيرانكم، أعطفوا على الصغار وجهوهم بكل لطف ومحبة فهم والله يحتاجونكم، ولا تحرموا أنفسكم من التزود فيه من خيري الدنيا والآخرة. رمضان مقبل بخيره العظيم جعلني الله وإياكم فيه من المقبولين السعداء ا?تقياء، دعونا نجعله مختلفا مبهجا جميلا سعيدا كريما أكثر مما كان!.