تعبئة ماء زمزم

عبدالرحمن الحبيب

أولى خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز اهتماما خاصا ببئر زمزم المبارك لمكانته عند المسلمين. وأنشئ مركز لدراسات وأبحاث زمزم يتبع لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية لضمان توفير ماء زمزم المبارك من ناحية الجودة والكمية وقام المركز بسلسلة من المشاريـع للتعرف على مصادر الماء وتحديدها ومراقبتها وتوفير المعلومات الضرورية لإدارة ماء زمزم والمحافظة على توفير هذا الماء لمواجهة الطلب المتزايد من قِبل السكانِ والحجاج والمعتمرين والزوار.
ويبرز مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لسقيا زمزم بمنطقة كدي بمكة المكرمة لرفع معاناة الناس في الحصول على ماء زمزم وتوفير أفضل طرق السلامة ولضمان نقاوة مياه زمزم بأحدث الطرق العالمية إلى جانب تعبئتها وتوزيعها آليا، وبلغت تكلفة المشروع 700 مليون ريال ويعد أكبر مشروع في التاريخ لسقيا زمزم وهو امتداد لما أمر به الملك عبد العزيز ــ رحمه الله ــ في عام 1345هـ بإنشاء سبيل الملك عبد العزيز لسقيا زمزم. والمصنع الآن به أربعة خطوط إنتاج بطاقة إنتاجية قصوى تصل إلى (200) ألف عبوة يوميا، ويضم مستودعا مركزيا بمواصفات عالمية يسع لـ (1,5) مليون عبوة إضافة إلى مستودع آخر يسع لـ (200) ألف عبوة، ويعمل المصنع بشكل آلي من نقطة ضخ مياه زمزم من البئر إلى أن تصل للمستفيد. وبلغ إجمالي إنتاج المصنع منذ افتتاحه قبل أربـع سنوات وحتى الآن أكثر من 50 مليون عبوة.
هذا الاهتمام والإنجاز الكبير ينبغي المحافظة عليه وتشديد الرقابة في استخدامه كتجارة من قبل ضعفاء النفوس والسماسرة ببيعه في السوق السوداء بأضعاف مضاعفة حيث إن السعر الرمزي للعبوة (10 ليتر) من نقاط بيع بالمصنع خمسة ريالات ويجب أن يبقى هكذا لا أن يصل عن طريق هؤلاء السماسرة إلى 30 ريالا وأكثر. كما أتمنى زيادة نقاط التوزيـع على مستوى المملكة وليس في منطقة المصنع فقط وأن يكون هناك نقاط أخرى في المطارات وتكون العبوات مجهزة لنقلها بالطائرة وبنفس السعر الرمزي. كما ينبغي أيضا القضاء على ظاهرة بيع العبوات غير الصحية من قبل الباعة المتجولين وفي الطرقات السريعة.