الفوضى الهدامة
الأحد / 17 / شعبان / 1435 هـ الاحد 15 يونيو 2014 19:06
عبدالله السلطان
جاء في الأصل مسمى «الشرق الأوسط» من قبل بريطانيا حينما رأت أن ذلك يخدم مصالحها الاستراتيجية خلال فترة احتواء الاتحاد السوفيتي لكي لا يصل إلى المياه الدافئة جنوبا فكان أن شمل تعريف المصطلح بعض الدول العربية ودولا غير عربية وأبعد دولا عربية أخرى، وحيث إن الدول غير العربية المشمولة بتعريفه (تركيا وإيران) هما دولتان قوميتان ومستقلتان فقد رأت إسرائيل ومؤيدوها في الغرب أن لها الحق بأن تبقى مستقلة مثل تركيا وإيران ولا ينازعها منازع في شرعية وجودها على الأراضي التي احتلتها. وإلى تاريخه و «الشرق الأوسط» يستعمل من قبل علماء وخبراء وساسة الغرب على أساس أنه معمل للدراسات السياسية ولاختبار نظريات الصراع والتعاون.
وليس جديدا القول بأن الغرب يعمل بموجب سياسة تقسيم العرب، وليس ذلك فرضية، إنما هو واقع أثبتته الأحداث، والشواهد التاريخية على ذلك حاضرة (وثيقة كامبل 1907م، واتفاقية سايكس ــ بيكو 1916م، ووعد بلفور، وتقسيم فلسطين 1947م، وإعلان قيام دولة إسرائيل 1948م)، إضافة إلى دعم وتمويل الانقلابات وكل ما يفـرق العرب ويقف عثرة أمام لم شملهم وتقدمهم وتطورهم إلى الأفضل. والتاريخ يعيد نفسه اليوم، وما أشبه الليلة بالبارحة !. الذي يجري حاليا في العالم العربي مخطط له سلفا، ولا يمكن إخفاؤه ببعض المواقف ومعسول الكلام الغربي تجاه القضايا التي تؤرق العرب، مثل قضية فلسطين والوضع في ليبيا وسوريا والعراق ..، فذلك للتغرير وذر الرماد في العيون، ولا يمكن أن ينطلي ذلك على كل العرب. فالدول الغربية على العموم في وئام على ما تقوم به إيـران وإسرائيل من أعمال من شأنها تقسيم العرب وتفتيت دولهم. والبعض من العرب لازال في غفوته ويأخذ بكلام ووعود صادرة من أطراف غربية. وتاريخ تعامل الغرب مع العالم العربي منذ الحرب العالمية الأولى إلى اليوم فيه الكفاية كي يصحو العرب من سباتهم وإلا فالمصير المحتوم هو ما لا بد منه، وقد يكون رد فعل عربي لا فائدة منه إن أتى متأخرا.
ما يجري في العالم العربي حسب وصف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس، بعد غزو العراق، هو «الفوضى الخلاقة» ( creative chaos )، وبموجب واقع ما يحدث في بعض الدول العربية يمكن اعتباره الفوضى الهدامة. كانت الوزيرة كونداليزا رايس قد أدلت في حديث لجريدة «الواشنطن بوست» في ابريل 2005م وكشفت القناع عن نية بلادها بتشكيل ما يسمى بـ «الشرق الأوسط الجديد» من خلال نشرها «الفوضى الخلاقة» في الشرق الأوسط لنشر الديمقراطية والحرية في العالم العربي. كان ذلك بعد أن لاقت فكرة «الشرق الأوسط الجديد» القبول في الكونقرس الأمريكي، والكونقرس سبق أن أقر عام 1983م مشروعا لتقسيم وتفتيت الدول العربية والإسلامية إلى دويلات على أساس ديني (مذهبي وطائفي) تَقدم به اليهودي البريطاني الأصل وأمريكي الجنسية: برنارد لويس. ويقترح لويس لتنفيذ مشروعه باستخدام الديمقراطية وبذلك حسب رأيه يتم احتلال الدول العربية من جديد. تقديم المشروع المذكور كان في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريقن الذي، كما يذكر، سبق أن قال: «عداوة العرب لا تضر، وصداقتهم لا تنفع». وتأتي نظرية «صراع الحضارات» لصاحبها الأمريكي، صامويل هانتنقتون مؤيدة لمشروع برنارد لويس إذ تتضمن حتمية الصراع القادم ضد حضارة الإسلام التي برأيه لا يمكن لها أن تتعايش مع الحضارات الأخرى بل تتصادم معها. ومعلوم أن الحضارة الإسلامية مقصود بها بالدرجة الأولى العرب والدول العربية ( نشرت نظرية هانتنقتون عام 1993م في جريدة «فورين أفيرز» ـــ Foreign Affaires ــ عام 1993م).
وخطورة مصطلح «الفوضى الخلاقة» حسب ما قصدته كونداليزا رايس هي في محتواه الذي يعني تغيير واقع الدول العربية، عن طريق تعكير وتخريب علاقات العرب بينهم وبين بعض وزرع الفتن والصراعات المذهبية والطائفية بينهم وزعزعة أمنهم بقصد نشر الفوضى في بلادهم التي تنتهي بالعنف والهدم وتدمير الاستقرار والسلام الاجتماعي فيها، من ذلك يصح القول بأن «الفوضى الخلاقة» ليست أسلوبا للتغيير الإيجابي وإنما هي في الأصل منهج غير أخلاقي، وبعبارة أدق هي فوضى هدامة .. والله أعلم.
وليس جديدا القول بأن الغرب يعمل بموجب سياسة تقسيم العرب، وليس ذلك فرضية، إنما هو واقع أثبتته الأحداث، والشواهد التاريخية على ذلك حاضرة (وثيقة كامبل 1907م، واتفاقية سايكس ــ بيكو 1916م، ووعد بلفور، وتقسيم فلسطين 1947م، وإعلان قيام دولة إسرائيل 1948م)، إضافة إلى دعم وتمويل الانقلابات وكل ما يفـرق العرب ويقف عثرة أمام لم شملهم وتقدمهم وتطورهم إلى الأفضل. والتاريخ يعيد نفسه اليوم، وما أشبه الليلة بالبارحة !. الذي يجري حاليا في العالم العربي مخطط له سلفا، ولا يمكن إخفاؤه ببعض المواقف ومعسول الكلام الغربي تجاه القضايا التي تؤرق العرب، مثل قضية فلسطين والوضع في ليبيا وسوريا والعراق ..، فذلك للتغرير وذر الرماد في العيون، ولا يمكن أن ينطلي ذلك على كل العرب. فالدول الغربية على العموم في وئام على ما تقوم به إيـران وإسرائيل من أعمال من شأنها تقسيم العرب وتفتيت دولهم. والبعض من العرب لازال في غفوته ويأخذ بكلام ووعود صادرة من أطراف غربية. وتاريخ تعامل الغرب مع العالم العربي منذ الحرب العالمية الأولى إلى اليوم فيه الكفاية كي يصحو العرب من سباتهم وإلا فالمصير المحتوم هو ما لا بد منه، وقد يكون رد فعل عربي لا فائدة منه إن أتى متأخرا.
ما يجري في العالم العربي حسب وصف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس، بعد غزو العراق، هو «الفوضى الخلاقة» ( creative chaos )، وبموجب واقع ما يحدث في بعض الدول العربية يمكن اعتباره الفوضى الهدامة. كانت الوزيرة كونداليزا رايس قد أدلت في حديث لجريدة «الواشنطن بوست» في ابريل 2005م وكشفت القناع عن نية بلادها بتشكيل ما يسمى بـ «الشرق الأوسط الجديد» من خلال نشرها «الفوضى الخلاقة» في الشرق الأوسط لنشر الديمقراطية والحرية في العالم العربي. كان ذلك بعد أن لاقت فكرة «الشرق الأوسط الجديد» القبول في الكونقرس الأمريكي، والكونقرس سبق أن أقر عام 1983م مشروعا لتقسيم وتفتيت الدول العربية والإسلامية إلى دويلات على أساس ديني (مذهبي وطائفي) تَقدم به اليهودي البريطاني الأصل وأمريكي الجنسية: برنارد لويس. ويقترح لويس لتنفيذ مشروعه باستخدام الديمقراطية وبذلك حسب رأيه يتم احتلال الدول العربية من جديد. تقديم المشروع المذكور كان في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريقن الذي، كما يذكر، سبق أن قال: «عداوة العرب لا تضر، وصداقتهم لا تنفع». وتأتي نظرية «صراع الحضارات» لصاحبها الأمريكي، صامويل هانتنقتون مؤيدة لمشروع برنارد لويس إذ تتضمن حتمية الصراع القادم ضد حضارة الإسلام التي برأيه لا يمكن لها أن تتعايش مع الحضارات الأخرى بل تتصادم معها. ومعلوم أن الحضارة الإسلامية مقصود بها بالدرجة الأولى العرب والدول العربية ( نشرت نظرية هانتنقتون عام 1993م في جريدة «فورين أفيرز» ـــ Foreign Affaires ــ عام 1993م).
وخطورة مصطلح «الفوضى الخلاقة» حسب ما قصدته كونداليزا رايس هي في محتواه الذي يعني تغيير واقع الدول العربية، عن طريق تعكير وتخريب علاقات العرب بينهم وبين بعض وزرع الفتن والصراعات المذهبية والطائفية بينهم وزعزعة أمنهم بقصد نشر الفوضى في بلادهم التي تنتهي بالعنف والهدم وتدمير الاستقرار والسلام الاجتماعي فيها، من ذلك يصح القول بأن «الفوضى الخلاقة» ليست أسلوبا للتغيير الإيجابي وإنما هي في الأصل منهج غير أخلاقي، وبعبارة أدق هي فوضى هدامة .. والله أعلم.