عزيزي الرجل
الثلاثاء / 19 / شعبان / 1435 هـ الثلاثاء 17 يونيو 2014 18:55
رؤى صبري
من المعروف جدا أن المجتمعات العربية ذكورية بحتة ، شخصية الرجل فيها مقدمة على كل شيء لدرجة لا توصف، وبالتالي يصبح محاسبا على كل تصرفاته وحركاته وبدقة، ومن ثم يجد نفسه مسجونا في قفص قضبانه كلام الناس وحكمهم على ما يفترض أن يفعله وليس ما يريد أن يفعله.
وقد يرى البعض أنه لا ضير في ذلك، وأن هذه هي الرجولة الحقيقية، ولهذا يضيع الكثيرون في هذه التفاصيل التي تبدأ بحث الطفل على وأد دموعه حتى قبل أن يصبح رجلا وتستمر عملية صنع الرجولة كما يحلو لي أن أسميها على مدار فترات العمر، ففي المراهقة يحثه أبوه على أخذ حقه بيده، ويصور له أن سر الرجل الحقيقي يكمن في عضلاته وقوته الجسدية ولا أكثر من ذلك.
وينتقل بعدها الرجل المسكين إلى مرحلة أخرى حيث يصبح رجلا ناضجا يستعد لتكوين أسرته وتبدأ هنا أفكار جديدة للرجولة يغذيها فيه المجتمع ،عندما يصور له أن الرجل الحقيقي (الحمش) هو الرجل الأكثر غيرة، وبالتالي الرجل الأكثر شكا وهنا تكمن المعضلة، لأن ما يمر به الرجل من كبت عاطفي في طفولته وشحن عاطفي آخر في مراهقته عبارة عن مراحل مؤقتة يتجاوزها بمرور الوقت، لكن ما أن يعلن الرجل استقلاليته حتى يبدأ بممارسة الضغوط والاضطهاد على غيره، كما مورس عليه يوما ما، ولعل جزءا كبيرا من المشاكل الزوجية تقع بسبب السيطرة، فالرجل يريد أن يتحكم بزوجته وأولاده ويرى أن منطقه هو الصحيح، وما عداه مجرد هراء لا فائدة منه، و «الرجل الحقيقي» هذا يرى نفسه كالمحقق البارع فهو يحاول دائما كشف الأسرار والخبايا أو ما يظنها كذلك، وقد يخيل له عقله المريض أبعادا غير صحيحة لظنونه المجنونة، فكل شيء بالنسبة له عبارة عن مؤامرة مدروسة ومخططة من قبل زوجته أو أولاده، بل إن هناك من يتصور أن الزوجة قد تلعب دور المحرض ضده، وقد تساهم في جعل أولاده ينقلبون ضده، ومن هنا نجد أنه قد تكونت وصفة سحرية لتدمير الأسرة خاصة أننا نعيش اليوم أزمة علاقات أسرية حادة يشهد بها ارتفاع معدلات الطلاق بحسب الإحصائيات السنوية التي كثيرا ما نفجع بأرقامها العالية، دون أن نعي أننا نحن من نساهم في صنع مكونات هذه الأزمة، فالحقيقة أننا نحن من نزرع هذه الأفكار ونعمد إلى ترسيخها مع الأيام، فالرجل الذي لا يشك هو رجل من ورق والرجل الذي لا يغير غيرة عمياء هو عار على مجتمع الذكور بأكمله، ويقع الرجل المسكين في حيرة بين كل ما يقنعه بأنه رجل وبين حياته التي تنهار أمامه بسبب حماقته.
نعم.. المجتمع مسئول لدرجة كبيرة عن التخلف الكامن في عقول بعض الرجال، لكن الله ميز الإنسان بنعمة العقل ولذلك يجب أن يعرف كيف يجب أن يعيش حياته بالطريقة السليمة التي يستخدم فيها مشاعره بحسب الداعي والحاجة وليس ليمثل صورة متداعية حفرها الأقدمون في الأذهان.
ولذلك فإني أقول عزيزي الرجل دع الغيرة العمياء والشك والسيطرة جانبا لأنها لن تجعل منك أسطورة بل على العكس ستجد نفسك يوما ما مجرد أضحوكة لا أكثر.
وقد يرى البعض أنه لا ضير في ذلك، وأن هذه هي الرجولة الحقيقية، ولهذا يضيع الكثيرون في هذه التفاصيل التي تبدأ بحث الطفل على وأد دموعه حتى قبل أن يصبح رجلا وتستمر عملية صنع الرجولة كما يحلو لي أن أسميها على مدار فترات العمر، ففي المراهقة يحثه أبوه على أخذ حقه بيده، ويصور له أن سر الرجل الحقيقي يكمن في عضلاته وقوته الجسدية ولا أكثر من ذلك.
وينتقل بعدها الرجل المسكين إلى مرحلة أخرى حيث يصبح رجلا ناضجا يستعد لتكوين أسرته وتبدأ هنا أفكار جديدة للرجولة يغذيها فيه المجتمع ،عندما يصور له أن الرجل الحقيقي (الحمش) هو الرجل الأكثر غيرة، وبالتالي الرجل الأكثر شكا وهنا تكمن المعضلة، لأن ما يمر به الرجل من كبت عاطفي في طفولته وشحن عاطفي آخر في مراهقته عبارة عن مراحل مؤقتة يتجاوزها بمرور الوقت، لكن ما أن يعلن الرجل استقلاليته حتى يبدأ بممارسة الضغوط والاضطهاد على غيره، كما مورس عليه يوما ما، ولعل جزءا كبيرا من المشاكل الزوجية تقع بسبب السيطرة، فالرجل يريد أن يتحكم بزوجته وأولاده ويرى أن منطقه هو الصحيح، وما عداه مجرد هراء لا فائدة منه، و «الرجل الحقيقي» هذا يرى نفسه كالمحقق البارع فهو يحاول دائما كشف الأسرار والخبايا أو ما يظنها كذلك، وقد يخيل له عقله المريض أبعادا غير صحيحة لظنونه المجنونة، فكل شيء بالنسبة له عبارة عن مؤامرة مدروسة ومخططة من قبل زوجته أو أولاده، بل إن هناك من يتصور أن الزوجة قد تلعب دور المحرض ضده، وقد تساهم في جعل أولاده ينقلبون ضده، ومن هنا نجد أنه قد تكونت وصفة سحرية لتدمير الأسرة خاصة أننا نعيش اليوم أزمة علاقات أسرية حادة يشهد بها ارتفاع معدلات الطلاق بحسب الإحصائيات السنوية التي كثيرا ما نفجع بأرقامها العالية، دون أن نعي أننا نحن من نساهم في صنع مكونات هذه الأزمة، فالحقيقة أننا نحن من نزرع هذه الأفكار ونعمد إلى ترسيخها مع الأيام، فالرجل الذي لا يشك هو رجل من ورق والرجل الذي لا يغير غيرة عمياء هو عار على مجتمع الذكور بأكمله، ويقع الرجل المسكين في حيرة بين كل ما يقنعه بأنه رجل وبين حياته التي تنهار أمامه بسبب حماقته.
نعم.. المجتمع مسئول لدرجة كبيرة عن التخلف الكامن في عقول بعض الرجال، لكن الله ميز الإنسان بنعمة العقل ولذلك يجب أن يعرف كيف يجب أن يعيش حياته بالطريقة السليمة التي يستخدم فيها مشاعره بحسب الداعي والحاجة وليس ليمثل صورة متداعية حفرها الأقدمون في الأذهان.
ولذلك فإني أقول عزيزي الرجل دع الغيرة العمياء والشك والسيطرة جانبا لأنها لن تجعل منك أسطورة بل على العكس ستجد نفسك يوما ما مجرد أضحوكة لا أكثر.