أول خريجي دكتوراة من جامعة الملك عبدالله يحققان حلم خادم الحرمين

تخصصا في التحلية الخضراء ومقاومة التآكل

أول خريجي دكتوراة من جامعة الملك عبدالله يحققان حلم خادم الحرمين

صالح شبرق (جدة)

نال الدكتوران السعوديان المهندسان أحمد سالم الصاعدي وخالد عبدالرحمن الجبر، درجة الدكتوراة من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، كأول مهندسين سعوديين ينالان هذه الدرجة الرفيعة من الجامعة البحثية العالمية الجديدة. وأبدى الصاعدي والجبر سعادتهما الكبيرة بحصولهما على شهادتي الدكتوراة من هذه الجامعة، ووصفا في حديث خاص لـ «عكاظ»، شعورهما بأنه «إحساس بالإنجاز» لأن يكونا أول منتج لحلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.

خدمة وطن
وأكد الدكتور المهندس خالد الجبر، أن أول شيء فعله بعد التخرج هو إرساله برقية لمقام خادم الحرمين يشكره فيها ويهديه تخرجه، كونه أول مهندس سعودي يتشرف بتحقيق حلمه حفظه الله في الثالث من أبريل 2014، بعد 4 سنوات من البحث والجد في موضوع الرسالة الذي يتحدث عن «دراسة تآكل المادة وتأثيرها على الجودة والموثوقية»، مضيفا إنها عبارة عن دراسة تحسب العمر الافتراضي للمعدات الميكانيكية بناء على العوامل المحيطة بها وبالتالي يبعدنا عن الخسائر البشرية والمالية الكبيرة، مبينا أن سنوات الدراسة كانت جميلة لأنها تصب في إطار خدمة الوطن الغالي. وزاد «لو تم تطبيق هذا البرنامج أو الدراسة في شركة مثل أرامكو السعودية، فإنه سيتيح لها توفير الوقت والمال الكثير، إذ علمنا أن تكلفة تآكل المادة في الولايات المتحدة الأمريكية تصل إلى قرابة 300 مليار دولار سنويا، وفي بعض معامل الشركة تمثل مشكلات التآكل 70% من تكلفة مبالغ الصيانة كما ورد في بعض الدراسات الصادرة من الشركة. وذكر الجبر أنه يمكن الاستفادة من هذه الدراسة في التخطيط المبكر لصيانة المعدات قبل تأثرها بالبيئة المحيطة، وكذلك فإنه يمكن الاستفادة منها في مجال شركات التأمين، والتنبؤ بكثير من الأعطال قبل حدوثها، وكذلك المساعدة في تحديد جودة وموثوقية المعدات المتوفرة في المعامل، كما يمكن تطبيقها في أكثر من مجال.

حلم رائع
وقال الجبر «بعد رجوعي إلى أرض الوطن من المملكة المتحدة، في 23 سبتمبر 2009 صادف اليوم الوطني التاسع والسبعين للمملكة العربية السعودية سمعت الكلمة الرائعة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حفل افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول بحضور عدد من قادة الدول العربية والإسلامية والصديقة وممثليهم، والتي زرعت في قلوب الشباب السعودي الحماس والتشجيع، وعندئذ تمنيت أن أكون أول من يحقق هذا الحلم الرائع حلم خادم الحرمين الشريفين ويثبت للعالم أجمع ان الشباب السعودي قادر على الإنتاج، والرقي بهذه البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، والتعبير عن وفائه وحبه لهذا البلد وقيادته».
وشكر الجبر شركة أرامكو السعودية، على إتاحتها الفرصة له لدراسة الدكتوراة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ليتحقق له ما كان يصبو إليه ليكون طالبا في برنامج الدكتوراة في قسم الهندسة الميكانيكة الساكنة ويختار موضوعا يخدم جميع المرافق الصناعية والمعامل في الشركة، مستفيدا من خبرته الميدانية والتي استمرت لأكثر من 10 سنوات ورسالته في الماجستير، ليتخصص في هذا الجانب النادر «التفكك الهيدروجيني وتآكل المادة وآثارها على جودة وموثوقية المعدات الميكانيكية».

ولاء ووفاء
وأشار الجبر إلى اعتزازه الكبير بمشاركته في معرض أقامته جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ضمن برنامجها السنوي «الإثراء الشتوي لعام 2013»، ليقدم لائحة عرض تبين مدى أهمية الدراسة التي تناقشها أبحاثه في مجال صناعة الغاز، والبترول والمعادن، مبينا أن عودته لشركة أرامكو السعودية محاولة لرد الوفاء والجميل، وخدمة الوطن في كل مكان وفي شتى القطاعات، موجها شكره وتقديره إلى إدارة وأساتذة، وموظفي وطلبة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وداعيا جميع الشباب السعودي للاستفادة من هذه المكرمة الملكية الرائعة «جامعة الملك عبدالله» لأنها حلم كل مواطن صالح يتمنى الارتقاء لهذا الوطن الغالي.
جائزة تميز
الدكتور المهندس أحمد الصاعدي والذي استغرق في رسالته لنيل درجة الدكتوراة في هندسة وعلوم البيئة أربع سنوات ونصف تحت عنوان: «تحلية المياه بواسطة التقطير بالأغشية» أكد أنه استقال من عمله رغبة منه في التفرع للدراسة وتحقيق حلمه، وبدأ الدراسة في العام 2012 في تحلية المياه إلى أن تخرج في 15 ابريل 2014، مضيفا «كانت فترة مهمة جدا عملت فيها مع مدير مركز تحلية المياه البروفيسور قاري إيمي، والدكتور نور الدين غفور أحد الخبراء في المركز، كما حصلت خلالها على تمويل من صندوق التمويل التأسيسي في الجامعة لإنشاء شركة تحلية مياه مبنية على نفس أسس البحث الذي قدمته لنيل درجة الدكتوراة، هذه الشركة اسمها «التحلية الخضراء» أي التحلية المتوائمة مع البيئة وفي بداية 2013 حصلت على جائزة التميز من الجامعة». وامتدح الصاعدي الإمكانات البحثية داخل الجامعة، مؤكدا أن ما شاهده وعمل عليه هو وزملاؤه، من مختبرات ومعامل هو شيء متطور جدا حتى عن الجامعات الكبيرة والشهيرة في العالم.

طاقة بديلة
وأردف الصاعدي «الاستهلاك المحلي من الطاقة لتحلية المياه يبلغ حوالى 300000 برميل يوميا، لكن تقنيتنا تعمل على استخدام الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية وعوادم المصانع والحرارة المنتجة من باطن الأرض»، مؤكدا أن «المملكة تسير على خطة مركز الطاقة في الرياض وهي نقل الاعتماد على الطاقة الناتجة من حرق البترول إلى الاعتماد الكلي على الطاقة البديلة بحلول عام 2050. وأبان عن علاقة مركز أبحاث تحلية المياه في جامعة الملك عبدالله مع المؤسسة العامة لتحلية المياه، أجاب الصاعدي أنه تم توقيع مذكرة تعاون مع المؤسسة التي بدأت ترسل طلابا للدراسة في الجامعة، كما أبدوا تجاوبا بتطبيق الوحدات التجريبية في مرافقهم، مشددا على أن طموحه لن يتوقف عند هذا الحد وإنما سيمضي للأمام في تحقيق أحلامه، إذ قدم مؤخرا طلب عمل في الجامعة على برنامج ما بعد الدكتوراة لمواصلة الأبحاث.