التقيت بمعالي المهندس هاني أبو راس أمين أمانة جدة كثيرا، وفي كل مناسبة يجدني أقف بسؤالي:
ماذا فعلتم بملف جدة التاريخية؟
ومنذ أول لقاء بيننا وتلقيه للسؤال وعد بأن جدة ستكون (في العين) وأن الأمر بحاجة للوقت ولبعض التحسينات الواجب توفرها في وسط البلد، ومع مرور الوقت وصعود خبر بأن منظمة اليونسكو أعرضت عن ضم جدة
إلى قوائم التراث العالمي، أجزمت أن كارثة السيول التي عبرتها ستغرق ملفها أيضا.
وفي أحد لقاءات منتدى عكاظ كان حضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والأثار مناسبا لأن أجير له السؤال عن مدينة جدة التاريخية، وتحميل الهيئة مسؤولية رفض ملف ضم جدة إلى قوائم التراث العالمي، فإذا بي أجد إجابته لم تبتعد عن إجابة معالي أمين جدة بأن الأمر بحاجة للوقت ونفي خبر رفض ملف جدة التاريخية من قبل اليونسكو واعدا أن الزمن لن يطول حتى تصبح مدينة جدة ضمن قوائم التراث العالمي، وبالأمس فقط حان الموعد بإعلان انضمام جدة التاريخية لكي تكون المدينة الثالثة من مدننا تضاف لقائمة المدن التراثية العالمية بعد مدائن صالح وحي طريف بالدرعية.
وهو خبر مبهج يستحق أن نهنئ سكان جدة بهذا الوسام العالمي والذي يتوج عشقهم لمدينتهم الحالمة.
وهذا الوسام العالمي يستوجب إقامة احتفالية كبرى تليق بالحدث يدعى لها القاصي والداني وتقام الأفراح والليالي الملاح فهو عرس العروس.
وبعد ذلك نعيد تعليق مسؤولية الاهتمام بمدينة عالمية على أعناق مسؤولي هيئة الآثار وأمانة جدة، فأن تصل مدينة إلى قوائم المدن العالمية يستوجب معه توفر خطط استراتيجية والعمل لتحقيق تلك الخطط على أرض الواقع، وقد يكون من المهم استقبال المقترحات من جميع ساكنيها لكي يدلوا بدلوهم في كيفية تطوير تاريخية مدينتهم، إذ لم يغدو الأمر مقتصرا على المحافظة على مبانيها القديمة وشوارعها وأزقتها وبرحاتها، إذ أن إعلانها مدينة عالمية يحتاج جهودا تفوق جهود قبولها .. فهل نجد معالي أمين جدة يستجيب في تشكيل لجنة تعمل على استقبال المقترحات وتنفيذ المبتكر منها؟
هو سؤال لا يحتاج للوقت كما كان الأمر في قبول ملف المدينة التاريخية.. أليس كذلك يا معالي الأمين؟