ماذا يحدث في العالم؟!
الثلاثاء / 26 / شعبان / 1435 هـ الثلاثاء 24 يونيو 2014 20:50
رؤى صبري
في الآونة الأخيرة تتالت سلسلة من الجرائم المزعجة حول العالم بما فيها مجتمعنا السعودي تمثلت ما بين حوادث قتل وانتحار طيلة الأسابيع والأشهر القليلة الماضية والتي صعقت أفرادا وشرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين، ولعل من أكثر الحوادث بشاعة هي حادثة قتل مواطن مريض نفسيا لعامل هندي بمدينة الرياض والتي عرفت بحادثة «السويدي»، ثم حادثة الرجل الخمسيني الذي طعن زوجته العشرينية وأبوها في محطة وقود بجدة، والجريمتان ارتكبتا أمام الناس الذين لم يكن بأيديهم سوى ملاحقة القاتلين بكاميراتهم دون أن يجرؤ أحدهم لمد يد العون والمساعدة.
تلتها فاجعة ناهد بنت الجوف وحادثتها التي هزت الشعب السعودي، فبغض النظر عن الأسباب والمسببات التي أدت إلى مصرعها تظل هناك الرهبة التي زرعت في قلوب الناس وهي أنهم قد يودعون أحبتهم في الصباح الباكر للمرة الأخيرة دون أن يحظوا بترف الوداع أو أن يجدوا فرصة لإبراء ذمتهم قبل الممات ولعل هذا أبشع شيء في الموت المفاجئ.
وحين نعود للوراء قليلا نتذكر حادثة المراهقة التي أقدمت على الانتحار «لأسباب نفسية» وقد يكون ذلك صحيحا لكن أبسط القواعد في التعايش مع المرضى النفسيين هي إبعاد كل ما يمكن من الأدوات الحادة وكل شيء بإمكانه أن يسبب الضرر، وحينها يتجلى السؤال واضحا لماذا كان يوجد سلاح ناري بالمنزل أصلا ؟!
وحين نتذكر سلسلة الحوادث لا يمكن أن ننسى حادثة الرجل الذي تآمرت عليه زوجته ودبرت عملية اغتياله من خلال رجل كانت على علاقة معه وقتل المغدور بمساعدة من يفترض أن تكون أقرب الناس إليه.
كل هذه الحوادث تجعلني أتساءل ماذا يحدث بالعالم؟ كيف وصلنا إلى هذا الحد ؟ ما الذي جعل النفس البشرية رخيصة عند البعض إلى هذه الدرجة كي تراق الدماء في الشوارع؟ لماذا؟!
والواقع أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى هذه المشكلة لأني أرى من وجهة نظري أن النفس البشرية كالكهف المظلم لا تستطيع أن تراها أو أن تسبر غورها بسهولة وهناك عدد من العوامل النفسية التي تؤثر على الإنسان وتعبث في كيمياء عقله مما ينتهي به إلى تصرفات كهذه.
ففي حياتنا اليومية كم مرة نلاحظ شخصا غريب الأطوار والتصرفات، شخصا لا يعتبر طبيعيا أو منعزلا زيادة عن اللزوم، وكم مرة عرضنا على هذا الشخص أن نساعده أو نعرضه للاستشارة النفسية وأنا متأكدة أن الإجابة ستكون ولا مرة فعلنا ذلك.
والحقيقة أن البشر يتعلمون دائما بطريقة رجعية وحين نعود للوراء وأشاهد ما يقول الناس حين يكتشفون أن جارهم على سبيل المثال اتضح أنه قاتل متسلسل، حيث تبرز هنا «عبقريتهم»: «كنا نلاحظ عليه كذا وكذا»، طبعا لا داعي للقول إن هذه الملاحظات متأخرة جدا لأن مئات الضحايا يكونون قد دفعوا ثمن الملاحظات المتأخرة.
والمثير للسخرية هنا أننا دائما ما نقوم بعمل فحوصات مخبرية بصورة روتينية لأي موظف جديد أو للوافدين لكن لا أحد يفحصهم نفسيا، ولذلك نفجع بين حين وآخر بتلك الجرائم المنزلية التي تصل لدرجة القتل، وبالنسبة للمواطن يجب أن يكون هناك فحص إلزامي لحالته النفسية لأننا نمر بكثير من الضغوطات والحوادث التي تخلق ظلمات في داخل النفس وتجعلها تتوه، فضلا عن أنه يوجد من لديه استعداد جيني للمرض النفسي ومن جانب آخر يجب أن تكون لدينا الكوادر المؤهلة لمتابعة وعلاج أولئك الذين يحتاجون المساعدة وهذا هو الحل الحقيقي لأن في الوقاية خير ونحن لا نتحدث عن أي خير نحن نتحدث عن النفس البشرية التي أعزها الله وأكرمها ومن الواجب أن نحفظها.
تلتها فاجعة ناهد بنت الجوف وحادثتها التي هزت الشعب السعودي، فبغض النظر عن الأسباب والمسببات التي أدت إلى مصرعها تظل هناك الرهبة التي زرعت في قلوب الناس وهي أنهم قد يودعون أحبتهم في الصباح الباكر للمرة الأخيرة دون أن يحظوا بترف الوداع أو أن يجدوا فرصة لإبراء ذمتهم قبل الممات ولعل هذا أبشع شيء في الموت المفاجئ.
وحين نعود للوراء قليلا نتذكر حادثة المراهقة التي أقدمت على الانتحار «لأسباب نفسية» وقد يكون ذلك صحيحا لكن أبسط القواعد في التعايش مع المرضى النفسيين هي إبعاد كل ما يمكن من الأدوات الحادة وكل شيء بإمكانه أن يسبب الضرر، وحينها يتجلى السؤال واضحا لماذا كان يوجد سلاح ناري بالمنزل أصلا ؟!
وحين نتذكر سلسلة الحوادث لا يمكن أن ننسى حادثة الرجل الذي تآمرت عليه زوجته ودبرت عملية اغتياله من خلال رجل كانت على علاقة معه وقتل المغدور بمساعدة من يفترض أن تكون أقرب الناس إليه.
كل هذه الحوادث تجعلني أتساءل ماذا يحدث بالعالم؟ كيف وصلنا إلى هذا الحد ؟ ما الذي جعل النفس البشرية رخيصة عند البعض إلى هذه الدرجة كي تراق الدماء في الشوارع؟ لماذا؟!
والواقع أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى هذه المشكلة لأني أرى من وجهة نظري أن النفس البشرية كالكهف المظلم لا تستطيع أن تراها أو أن تسبر غورها بسهولة وهناك عدد من العوامل النفسية التي تؤثر على الإنسان وتعبث في كيمياء عقله مما ينتهي به إلى تصرفات كهذه.
ففي حياتنا اليومية كم مرة نلاحظ شخصا غريب الأطوار والتصرفات، شخصا لا يعتبر طبيعيا أو منعزلا زيادة عن اللزوم، وكم مرة عرضنا على هذا الشخص أن نساعده أو نعرضه للاستشارة النفسية وأنا متأكدة أن الإجابة ستكون ولا مرة فعلنا ذلك.
والحقيقة أن البشر يتعلمون دائما بطريقة رجعية وحين نعود للوراء وأشاهد ما يقول الناس حين يكتشفون أن جارهم على سبيل المثال اتضح أنه قاتل متسلسل، حيث تبرز هنا «عبقريتهم»: «كنا نلاحظ عليه كذا وكذا»، طبعا لا داعي للقول إن هذه الملاحظات متأخرة جدا لأن مئات الضحايا يكونون قد دفعوا ثمن الملاحظات المتأخرة.
والمثير للسخرية هنا أننا دائما ما نقوم بعمل فحوصات مخبرية بصورة روتينية لأي موظف جديد أو للوافدين لكن لا أحد يفحصهم نفسيا، ولذلك نفجع بين حين وآخر بتلك الجرائم المنزلية التي تصل لدرجة القتل، وبالنسبة للمواطن يجب أن يكون هناك فحص إلزامي لحالته النفسية لأننا نمر بكثير من الضغوطات والحوادث التي تخلق ظلمات في داخل النفس وتجعلها تتوه، فضلا عن أنه يوجد من لديه استعداد جيني للمرض النفسي ومن جانب آخر يجب أن تكون لدينا الكوادر المؤهلة لمتابعة وعلاج أولئك الذين يحتاجون المساعدة وهذا هو الحل الحقيقي لأن في الوقاية خير ونحن لا نتحدث عن أي خير نحن نتحدث عن النفس البشرية التي أعزها الله وأكرمها ومن الواجب أن نحفظها.