سنوات الضياع

التراجع 100 مركز .. كشفت مستور الأخضر .. ويتواصل مسلسل

سنوات الضياع

عمر الكاملي

دخلت الكرة السعودية في مرحلة انعدام الوزن منذ العام 2002 تحديدا، الذي كان برأي الكثيرين بداية السقوط الكبير للأخضر عن عرشه الآسيوي، ولعل الحضور الاسوأ له في المونديال الاسيوي وخسارته الكارثية من المانيا بثمانية أهداف كانت المؤشر الأبرز على الدخول في دوامة الاخفاق. وخلال عشرة أعوام تهاوى تصنيف المنتخب السعودي من مركزه 26 ثم 32 حتى بلغ الترتيب 126 تخللها جملة من الانتكاسات التي حركت كثيرا من التساؤلات وأسالت الكثير من الحبر، حيال مصير رياضتنا المحلية وإلى أين تتجه الكرة السعودية.
لم ينجح المنتخب السعودي في تحقيق أي لقب قاري منذ كأس أمم آسيا 1996 لكنه كان يصل إلى منصات التتويج بصفته وصيفا، كما هو الحال في كأس أمم آسيا 2000 ثم في نسخة 2007 التي خسر فيها من العراق، لكنه منذ ذلك التاريح ونتائجه مخيبة ووصل به الحال ان يغادر في النسخة الماضية من دور المجموعات ودون نقاط كأسوأ إنجاز له.


في البداية أوضح عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي باتحاد الكرة الدكتور عبداللطيف بخاري حول كيف نستعيد الهيبة، قائلا: يجب علينا أن نؤمن ان العمل المهني والاحترافي سيقودنا إلى الصواب، وعلينا بصفة دائمة إعداد الخطط والبرامج التطويرية التي تحتاج إليها رياضتنا حاليا لضمان ظهور نتائجها في المستقبل، وحتى يحقق ذلك لابد أن ننطلق من قاعدة قوية وهو ايمانك الكامل بأن كرة القدم لدينا تحتاج الى تطوير ومن ثم العمل على تقديم خطة طويلة المدى تهتم برسم الملامح الاستراتيجية لكرة القدم خلال الأعوام الـ20 المقبلة، من خلال وضع رؤية ورسالة واضحة تسعى كل الجهات ذات العلاقة من اتحاد قدم واندية ولاعبين واعلام رياضي إلى تحقيق الهدف الاسمى وهو عودة الكرة السعودية.
وتابع الدكتور عبد اللطيف بأن الخطوة الاولى تأتي من الاهتمام بالرياضة المدرسية وفتح قنوات الاتصال بينها وبين الجهات ذات العلاقة ولاسيما اتحاد الكرة من خلال تطور مراحل اللعبة، والعمل على «تحليل بيئي» لكل خطة عمل، ومناقشة نقاط القوة والضعف والفرص المتاحة والمخاطر والصعوبات في كل مرحلة، ثم ندرس كل الأمور في شكل دقيق، وفي النهاية سنصل إلى افكار والرؤى التي من شأنها أن تسهم في تطور العمل سواء في داخل المنظومة الرياضة المحترفة او البيئة المساعدة لها وهذه الاعمال لا تأتي من افراد بقدر ما تقوم بها مؤسسات تقدم الدعم المالي والاستشاري باستقطابها الخبرات الرياضية المتقدمة.
شراكة الأندية
ومضى يقول بعد الانتهاء من درس ومن تحليل البيئة الداخلية، سنتحول إلى الأندية الرياضية بصفتها الشريك الاستراتيجي الأهم، والبحث عن ابرز العوائق التي قد تصادف تقدم كرة القدم ونحاول ان نمزج العمل بين اتحاد الكرة كمشرع للعبة والجهات التي تمثل الركائز الاساسية لتطويرها بمختلف فئاتها، ولايمنع ان نشرك اولئك المعنين في دراسة مستقبل العمل في الاتحاد وواقع ومستقبل الكرة في بلادنا للوصول إلى رؤى متناسقة ومتجانسة لخدمة كرة القدم في المملكة، وسنطلب منهم معرفة أهم حاجاتهم ومتطلباتهم في الفترة المقبلة: ماذا تريد الأندية من الاتحاد؟ وما يطمح إليه الاتحاد خلال الأندية؟ ومن ثم سنضع رؤية شاملة وكاملة عن مستقبل الأندية السعودية على طاولة الاتحاد لاتخاذ قرارات جريئة تفيد هذه الأندية وتنعكس على مستقبل الكرة السعودية في الأعوام المقبلة.
العمل المستقل
الرياضي المخضرم والرئيس السابق للنادي الاهلي أحمد المرزوقي، يدلو بدلوه في هذا الامر قائلا حتى نستطيع ان نعود بالشكل الصحيح فلابد العودة من نقطة البداية، على أن يكون العمل بأساس سليم يتوافق مع المرحلة الحالية دون ربطها بالماضي والمرحلة الذهبية للكرة السعودية، فلا شك ان الأمير فيصل بن فهد رحمه الله كان له بصمته في صناعة الكرة السعودية ووضعها على قمة القارة الاسيوية بالتالي لابد ان نتعاطى معها بأن مرحلة تاريخية ولكن لابد ان نعمل للمستقبل، وأتصور بان الخطوة الاولى تكمن في تشكيل لجنة لدراسة وتطوير كرة القدم السعودية.
على ان تقضي لوائح لجنة دراسة وتطوير كرة القدم لدينا بمشاركة مجموعة المنتمين للرياضة وتنظيم ورش عمل لذلك، وأن نستقطب الخبرات الاجنبية في كرة القدم والتسويق والاحتراف وستتم خلال الاجتماع دراسة ومناقشة سبل تطوير كرة القدم في المملكة، والارتقاء بها، فضلا عن وضع تصوراتهم بشأن الصعوبات والمشاكل التي يواجهونها، حتى نخرج منها بتوصيات شاملة تساعدنا على خلق منظومة رياضية متميزة.
كما يصاحب ذلك العمل فرق مساعدة تقوم بإعداد تقارير متكاملة عن الأوضاع المتردية التي تعيشها اللعبة خلال الأعوام الماضية، ومن ذلك ارتفاع المصروفات والحاجة إلى إيجاد موارد مادية تكون كفيلة بسد حاجة أنديتهم. و طرح العقبات التي تواجهها الكرة في البلاد ووضعها أمام اللجنة، والسعي من خلال المناقشة لحلها والبحث عن طرق للمعالجة في وقت قريب، تساهم في النهوض باللعبة وجعلها حاضرة كما كانت في الثمانينات وحتى منتصف التسعينات.
أزمة الديون
ويضيف المرزوقي قائلا تفاقم معدل الديون وضعف الموارد في الوقت ذاته يشكلان خطرا على الكرة السعودية، ومن الضروري السماح بإنشاء أندية رياضية بهدف استيعاب كافة المواهب، كما سيتم العمل على وضع خطة لتحسين الاندية التي تطمح في إيجاد مقرات لها وزيادة الموازنات المالية كي تستطيع الدخول في معترك المنافسات ومقارعة الكبار، اضافة إلى العمل على تغيير جدولة البطولات الخاصة لنظام المناطق والتي لا تستمر اكثر من شهرين إلى ثلاثة أشهر، لتظل الأندية بعد ذلك في سبات عميق حتى يبدأ الموسم التالي.
واعتقد بأن مثل هذه الورش هي فرصة لجميع الرياضيين المشاركة لطرح آرائهم وأفكارهم أمام اللجنة التي من أبرزها إنشاء مدارس كروية وتوحيد المناهج التدريبية واخضاع الأندية لنظام الخصخصة الذي سيسهم في إنقاذها مادياً، مما هي عليه الآن، واستثمارها بالشكل الذي يساعدها على الاعتماد على نفسها وتفعيل العلاقة بين اتحاد الكرة والرياضة المدرسية
البداية من أستراليا
ويقول الرئيس الاسبق لنادي الاتحاد أحمد مسعود رغم سلسلة الانكسارات التي شهدتها رياضتنا في السنوات الماضية، إلا أن الخطوات التي اتخذت من شأنها التطوير والتغيير، وما يعاب عليها أن تسير ببطء لكنها مفيدة بالاجمال، ولا نزال نعول على اتحاد الكرة واللجان والاندية والجماهير والاعلام أن يتكاتفوا لاعادة الكرة السعودية إلى مسارها الصحيح.
ويضيف هناك رغبة في الشارع الرياضي لاعادة الامور إلى نصابها، ونأمل أن تكون مشاركة المنتخب السعودي في بطولة آسيا المقبلة في استراليا بداية مرحلة جديدة.
ويضيف على مدار السنوات الماضية كان هناك حراك قوي، لكن لم تكن النتائج للمنتخبات الوطنية او الاندية متوازنة مع العمل والجهد المبذول ويجب أن لا نربط الرياضة السعودية بنتائج المنتخبات والاندية، فمن الظلم أن نختزل الحركة الرياضية في إنجازات سنوات بعينها، موضوع تقييم الكرة السعودية وفق عطاءات المنتخب الوطني فإنه يعد موضوعا حساسا ولاسيما أن التقييم يأتي بعد فترة توالت فيها النكسات والخسائر التي لا تليق بسمعة المنتخب على مدار ربع قرن ماض كان للكرة السعودية حضور قوي جداً، فمنذ انطلاقة الكرة السعودية قبل ربع قرن لم يتعرض المنتخب السعودي للانتكاسة مثل التي واكبته أخيرا، فعدم التأهل الى الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم كان قاسيا ولكن نشعر حاليا بأننا قادرون على العودة اذا استطعنا ان نواكب متغيرات ثقافتنا الرياضية ولعل ابرزها تحديث الانظمة واللوائح إلى جانب تطبيق الاحتراف الكامل اداريا وفنيا والتعاطي الاعلامي لابد ان يشهد هو الاخر نقلة ايجابية تساهم في اعادة الكرة السعودية بعيدا عن الالوان.
وطالب احمد مسعود الاعلام بمنح اتحاد عيد وفريق عمله الفرصة الكافية فحجم العمل المطلوب من هذا الاتحاد عمل كبير فهناك استراتيجية تحتاج الى مساحة من التنفيذ بعيدا عن الاستعجال الذي اضر بالكرة السعودية فنحن سبق وان جربنا سياسة الاستعجال فلماذا لا نمنح القائمين على الرياضة الوقت الكافي لتقديم كل مالديهم.
واختتم حديثه بان على الاعلام مسؤولية كبيرة في التعاطي مع الكرة السعودية من زاوية المستقبل وعدم الرجوع الى الوراء وتبادل الاتهامات لن يفيدنا بشيء وانما الطرح الإعلامي الإيجابي والوقوف مع إدارة الاتحاد المنتخب سيحقق المصلحة.