أجبرت «لقمة العيش» كثيرا من الوافدين على قضاء شهر رمضان بعيدا عن أسرهم، ما حرمهم الحميمية التي يمتاز بها الشهر الفضيل، إلا أنهم يسلون أنفسهم بالعيش في بلاد الحرمين الشريفين، مع أبنائها الذين يتصفون بالكرم، مؤكدين أن طيبة السعوديين خففت عليهم معاناة البعد عن ذويهم.
وبين المصري مصطفى الذي يعمل في إحدى ورش السيارات بقرية دليهان غرب حائل أنه دأب على قضاء شهر رمضان في السنوات الماضية مع أهله وأصدقائه في بلده، إلا أن الظروف أجبرته على الصيام في حائل. وقال: «البحث عن الرزق هو ما يفرض علي الابتعاد عن أسرتي خلال شهر رمضان، لكني أرى أن في ذلك أمرا إيجابيا، يكمن في تعميق علاقتي مع أصدقاء جدد هنا في السعودية»، مشيرا إلى أن طيبة وكرم أبناء المملكة خففت من معاناته. إلى ذلك، وصف اليمني محمد الذي يعمل في إحدى البوفيهات في حائل، الصوم بعيدا عن أسرته بالصعب، مشيرا إلى أنه افتقد للطابع الأسري الذي كان يجده مع عائلته خلال شهر رمضان. وقال: «يسير برنامجي اليومي هنا بشكل رتيب ما بين عملي ولقاء أصحابي الذين تعرفت عليهم مؤخرا في القرية التي أعمل بها من خلال البوفيه التي يقدم وجبات سريعة»، مبينا أنهم يستقبلون رمضان بمشاركة الأهل في وجبة الإفطار. وذكر أن طيبة الشعب السعودي وكرمه خففت عليه كثيرا من معاناة الغربة، سائلا الله أن يعيد عليهم شهر رمضان سنين عديدة وأعواما مديدة وهم في صحة وتطور وازدهار، لافتا إلى أنه يحرص على أداء العمرة كل رمضان لما فيها من أجر.