حادثه شرورة .. شرر اليائسين!

تركي الدخيل

ظاهرة الإرهاب كغيرها من الظواهر المستعصية التي تمرض، ولكنها لا تموت. في السعودية عشنا منذ جماعة جهيمان «الجماعة السلفية المحتسبة»، وإلى تنظيمات القاعدة، ومن ثم «داعش» الآن كل أنواع الإرهاب!
استهداف للمدنيين على أساس فتوى «التترس» الكارثية والتي ترعرعت إبان غزو المغول للشام حينها كانت الفتاوى «ظرفية» ليست ملزمة لنا، والفتوى ليست هي الدين وبالتالي فهي ليست صالحة لكل زمانٍ ومكان. امتدت أيادي الإرهاب لتشمل تكفير كل الموظفين الحكوميين، وتجهيل المجتمعات وتكفيرها وتبرير قتل العسكريين ورجال المباحث، والتنظير حول ذلك، وتدشين حال تكفير الحكام كما يطرح منظرهم الأكبر أبو محمد المقدسي في كتابه : «الكواشف الجلية» كل تلك المرحلة تجدد نفسها تبعا للتحديات والظروف المعاشة، والقضايا السياسية التي تجدد الإرهاب وتغذيه وتجعل منه كائنا حيا يواجه ويقاتل.
بعد الربيع الأصولي انفجر الإرهاب من جديد، نراه يضرب هذه الأيام في لبنان ومصر وسوريا والعراق وليبيا، والأخطر أن يمتد إلى الخليج. ثمة محاولات يائسة من أناس يائسين لضرب السعودية واستقرارها، وقد آلمنا الخبر الذي نقلته جريدة «الشرق» بشكلٍ عاجلٍ عن مصدر من مصادرها وتضمن مقتل جندي يمني وأصيب آخر بجروح ــ يوم الجمعة الماضي ــ في هجوم شنه مسلحون قد يكونون من القاعدة على الجانب اليمني من موقع الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية!
كما تصدى يوم الجمعة رجال الأمن السعوديون، لهجوم إرهابي في شرورة، أسفر عن مقتل اثنين من الفئة الضالة واستشهاد رجل أمن!
هذه الحالات الإرهابية قد نستمع إلى بعض أحداثها الصغيرة والمحدودة في قادم الأيام، وبخاصة أن تنظيم داعش له طموحات كبيرة في السعودية والخليج، غير أن الانتشار الاستثنائي والقوي سيحد ويصد هذه الخلايا الفتاكة الآثمة التي تريد أن تهلك الحرث والنسل!
لئلا يعود الإرهاب مجددا، فلنضرب الينابيع التي تنتج هذه الكائنات.