للبيت رب يحميه وللوطن شعب يكفيه

عبدالرحمن الحبيب

عندما تشتد المحن وتكثر المخاطر والقلاقل تبرز أصالة ومعادن الرجال بل يتنبه الشعب ويعي دوره ويقف جميعا بكافة أجناسه وأطيافه وأعماره صفا واحدا وإن اختلفت مناصبهم ومستواياتهم واتجاهاتهم وتوجهاتهم.. فأمن الوطن خط أحمر لايمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه أو الاقتراب منه.. وكذلك لايقبل المساومة عليه أو تقبل أنصاف الحلول أو القسمة على اثنين.. فمكتسبات الوطن لاتقدر بثمن.. وعطاء ونهضة وتنمية هذا البلد لايمكن أن تذهب سدى.. وقبل كل شيء تمسك هذا الشعب النبيل الوفي الأبي بدينه ومليكه ووطنه.. فما أحوجنا في هذا الزمن أكثر من غيره من الأزمان إلى تعزيز اللحمة الوطنية والتكاتف والترابط والتآلف.. وترسيخ وحدتنا وتلاحمها ونبذ كل مايعكر صفوها.. والوقوف ضد دعاة الفتنة والفساد والضلال وضد كل من تسول له نفسه المساس بكرامة هذه البلاد الطاهرة النقية.. بل وينبغي كشف وتعرية أهل الحسد والضغائن والأحقاد وقوى الشر المتلونة.. فالاعتداء على هذا الوطن هو اعتداء على العالم الإسلامي أجمع.. وهو اعتداء على مليار مسلم يحمل في قلبه المحبة والسلام لبلاد الحرمين الشريفين وبيت الله العتيق.. إن زرع الفتن والتشويش العقدي والطائفي والسياسي لا يمكن أن تنطلي على شعبنا الذكي والوفي.. فاللعب بالنار ستطال مشعليها.. وما يدور في الساحة الإقليمية من أخطار تستوجب تلبية دعوة القائد الرائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اتخاذ كافة الخطوات الاحترازية التي تكفل أمن واستقرار هذا الوطن وشعبه الأبي.. كما أن استنفار الأجهزة الأمنية والدفاعية العسكرية يعد أمرا طبيعيا في ظل ماتشهده المنطقة من أوضاع مضطربة.. ولعل هذه الخطوات الاحترازية هي جزء من الخطط الإستراتيجية التي تتبعها المملكة تكفل أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وسلامة شعبها بوجه خاص والمنطقة بوجه عام.. فالمملكة حريصة كل الحرص على استتباب الأمن ومكافحة الإرهاب بكافة ألوانه وصوره وأشكاله ومنظماته سعيا لاقتلاع جذروه مهما كلف الأمر.. وقد نجحت في ذلك المملكة فالتاريخ والضربات الاستبقاية خير شاهد على ذلك.. حماك الله يابلاد الحرمين الشريفين وكفاك شعبا بهذا النبل والتضحية والفداء.