ماذا سيحدث بعد الفوضى؟
السبت / 06 / شوال / 1435 هـ السبت 02 أغسطس 2014 20:33
صالح إبراهيم الطريقي
كانت وما زالت الأحزاب التي ترفع شعار «الإسلام هو الحل» الأكثر شعبية في العالم العربي، دون تقديم برنامج سياسي واضح تشرح فيه عمليا آلية عمل دولتها، سوى كلام إنشائي يداعب مشاعر الشعوب، إذ يكفي أن يوضع شعار «الشريعة» ليؤيدها الغالبية دون معرفة كيف سيتحقق العدل؟
وكانت هذه الأحزاب تلعب دور المعارضة بطريقتها، فأي اتفاقيات بين الحكومات العربية ودول الغرب تواجهها بتهمة وحيدة لا غير: «العمالة أو الخيانة»، وطوال بداية نشأة الدول العربية بعد سقوط «الخلافة العثمانية» لم تختبر الشعوب هذه الأحزاب، حتى في التسعينات حين فاز حزب «الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائري» بالانتخابات، قبل أن يتصادم مع الجيش ويزيحه عن السلطات، كان هناك من يقول: لماذا لم يمنحوهم الفرصة لتجربهم الشعوب العربية؟
الآن، وبعد 40 عاما، أصبح لدى من يريد رؤية الواقع ثلاثة نماذج تساعد على القياس، وهل هم مختلفون بإدارة الدولة؟
النموذج الأول «دولة إيران الإسلامية» أو «الشريعة» على طريقة «الخميني» التي لا تختلف كثيرا عن «دولة الشاه»، فالدولة تعمل بنفس الطريقة: شخص واحد يحكم ويحدد كل شيء، وميزانية الدولة تذهب للتسليح العسكري، فزاد عدد الفقراء في الشعب، وزاد القمع.
النموذج الثاني «الإخوان» الذي بدأ بأقصاء الأحزاب بذريعة «أنهم ضد الشريعة»، إلى أن وصل لحزب «النور» الذي يرفع نفس شعاره «الشريعة»، وتصادم معه ليستفرد بالسلطة، كما فعل قبله «الحزب الوطني» الذي ثار عليه الشعب.
النموذج الثالث حاملو شعار «شرعية الجهاد في سبيل الله» الذين فجروا وما زالوا داخل المجتمعات العربية، ثم تصادموا مع بعض متطرفي المذاهب الأخرى، قبل أن يتصادموا مع بعضهم البعض كما يحدث بين «داعش وجبهة النصرة» الذين يقتلون بعضهم البعض باسم «شريعة الجهاد».
اليوم، هذه النماذج أو الأحزاب تلعب كثيرا على نشر الفوضى؛ لأن شعبيتهم ستوصلهم للسلطة بعد الفوضى، ولكن هل ستنتج الفوضى ما هو أفضل، أو هل نظام الخميني كان أفضل من «الشاه»، والإخوان الذين أقصوا حتى حزبا يحمل نفس شعارهم «الشريعة» أفضل من «الحزب الوطني»، أم قتلى «داعش» هم من سيدخلون الجنة فيما «جبهة النصرة» سيكونون بالنار؟
بقي أن أقول: إن المأزق العربي مأزق فكري يرفض التعددية؛ لهذا إن انتصرت الفوضى لن يتغير شيء، ما لم تكن الثورة ضد الفكر الذي لا يؤمن بالتعددية والحرية وتداول السلطة.
S_alturigee@yahoo.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة
وكانت هذه الأحزاب تلعب دور المعارضة بطريقتها، فأي اتفاقيات بين الحكومات العربية ودول الغرب تواجهها بتهمة وحيدة لا غير: «العمالة أو الخيانة»، وطوال بداية نشأة الدول العربية بعد سقوط «الخلافة العثمانية» لم تختبر الشعوب هذه الأحزاب، حتى في التسعينات حين فاز حزب «الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائري» بالانتخابات، قبل أن يتصادم مع الجيش ويزيحه عن السلطات، كان هناك من يقول: لماذا لم يمنحوهم الفرصة لتجربهم الشعوب العربية؟
الآن، وبعد 40 عاما، أصبح لدى من يريد رؤية الواقع ثلاثة نماذج تساعد على القياس، وهل هم مختلفون بإدارة الدولة؟
النموذج الأول «دولة إيران الإسلامية» أو «الشريعة» على طريقة «الخميني» التي لا تختلف كثيرا عن «دولة الشاه»، فالدولة تعمل بنفس الطريقة: شخص واحد يحكم ويحدد كل شيء، وميزانية الدولة تذهب للتسليح العسكري، فزاد عدد الفقراء في الشعب، وزاد القمع.
النموذج الثاني «الإخوان» الذي بدأ بأقصاء الأحزاب بذريعة «أنهم ضد الشريعة»، إلى أن وصل لحزب «النور» الذي يرفع نفس شعاره «الشريعة»، وتصادم معه ليستفرد بالسلطة، كما فعل قبله «الحزب الوطني» الذي ثار عليه الشعب.
النموذج الثالث حاملو شعار «شرعية الجهاد في سبيل الله» الذين فجروا وما زالوا داخل المجتمعات العربية، ثم تصادموا مع بعض متطرفي المذاهب الأخرى، قبل أن يتصادموا مع بعضهم البعض كما يحدث بين «داعش وجبهة النصرة» الذين يقتلون بعضهم البعض باسم «شريعة الجهاد».
اليوم، هذه النماذج أو الأحزاب تلعب كثيرا على نشر الفوضى؛ لأن شعبيتهم ستوصلهم للسلطة بعد الفوضى، ولكن هل ستنتج الفوضى ما هو أفضل، أو هل نظام الخميني كان أفضل من «الشاه»، والإخوان الذين أقصوا حتى حزبا يحمل نفس شعارهم «الشريعة» أفضل من «الحزب الوطني»، أم قتلى «داعش» هم من سيدخلون الجنة فيما «جبهة النصرة» سيكونون بالنار؟
بقي أن أقول: إن المأزق العربي مأزق فكري يرفض التعددية؛ لهذا إن انتصرت الفوضى لن يتغير شيء، ما لم تكن الثورة ضد الفكر الذي لا يؤمن بالتعددية والحرية وتداول السلطة.
S_alturigee@yahoo.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة