الدراما الرمضانية.. لم ينجح أحد

شتيوي الغيثي

الفن يحكي مدى تطور الثقافة في أي حضارة تنتجه، وابن خلدون يعتبر أن أول انهيار للحضارة يظهر أكثر ما يظهر في انهيار فنونها، لذلك يكون من المهم نقد تجاربنا الفنية بشكل مستمر، والفن البصري والدرامي له ثقافته التي تحتاج منا إلى تقييم طويل، فمع كل موسم رمضاني نكون أمام حزمة كبيرة من الأعمال الدرامية، وقليل من هذه الأعمال يمكن لها أن ترسخ في ذاكرة المشاهدين. المشاهد العربي ليس هو ذاك المتلقي السلبي الذي يستقبل العمل دون أدنى قراءة وتحليل ثقافي، وإنما هو قادر على التقييم الفني، خاصة مع توفر عدد من الأعمال التي رفعت ذائقة المشاهدين طيلة سنوات مضت. بعد أن انقضى شهر رمضان يكون من المهم معرفة ما أنتجته الدارما العربية من موضوعات وهي أقرب إلى انطباعات شخصية منها إلى تحليل عميق ودقيق. هنا عدد من الملاحظات يمكن أن أسوقها هنا. لعل الملاحظة الأولى التي ربما يتفق معي البعض حولها أنه لم يكن هناك عمل كبير يختلف حوله المشاهدون سواء بالثناء أو النقد كما حصل لمسلسل عمر بن الخطاب قبل سنتين تقريبا. كانت الأعمال الكوميدية أكثر من تلك الأعمال الدرامية التي تطرح قضايا تاريخية أو اجتماعية إلا أنه غلب عليها الطابع التهريجي أكثر من كوميديا الموقف كما يحصل في المسلسل الكوميدي: (واي فاي) على الرغم من أنه امتد إلى الجزء الثالث. الملاحظة الثانية والأهم هي أن الثورات العربية والصراعات التي تجري في المنطقة كان لها حضورها (النسبي) في بعض الأعمال لكن كان حضورا باهتا إلى حد ما كما في مسلسل: (حلاوة روح) وهو المسلسل الوحيد ربما الذي ناقش الأحداث العربية الجارية خلاف العام الماضي الذي رأينا عملين تم التطرق فيهما إلى الثورات وهما (الولادة من الخاصرة) و(سنعود بعد قليل) وربما كان السبب في قلتها هو عدم وضوح الرؤية تجاه تلك الأحداث ومآلاتها حتى الآن. بشكل عام لم نشهد هذه السنة عملا دراميا متميزا حتى لدى مسلسل مشهور هو (باب الحارة) الذي وصل إلى جزئه السادس فتمطيطه بهذا الشكل أضعفه كثيرا. ويمكننا أن نقول إن تقييم الأعمال الدرامية لهذا العام (لم ينجح أحد).