رذاذ الإصرار
الاثنين / 08 / شوال / 1435 هـ الاثنين 04 أغسطس 2014 18:45
رندا الشيخ
نفتقده، ونتطلع إليه! شيئا كان أم شخصا، وحين نقترب منه ننشغل عنه بتفاصيل الاحتفال والاحتفاء به.
وفي كل مرة نكرر السيناريو ونرتكب نفس الخطأ! وكأننا نملك ضمانات على أننا سنعيش للأبد وسننعم بتعويض الفرص التي ضيعناها في أيام أو أعوام مقبلة. الاتكالية التي نشعر بها تجاه الأيام تخنق فرص الإنجاز والتمتع بلحظات قيمة في حياتنا، ندرك بأنها لن تعود. إنها ليست بالأمر الهين أو التافه أو البسيط إن فكرنا فيها من زوايا مختلفة لم نعتد عليها. بل هي عادة تبدأ بالتغلغل في أرواحنا وتنخر في عظام عزيمتنا شيئا فشيئا حتى تجهز عليها! لكن وطالما أننا ننعم بتنفس الحياة، فإن التغيير للأفضل مهما كان صعبا يبقى ممكنا.. إن أردنا تحقيقه. في الواقع أن أي تغيير في نمط الحياة سيبدو في البداية مزعجا ومربكا إلى حد يجعلك تتوقف أحيانا في منتصف الطريق وتعود من حيث بدأت، فقط لترتاح من آثار التغيير! وهذه المرحلة بالذات هي الفارق بينك وبين غيرك ممن يملك إرادة أقوى تدفعه للاستمرار وعدم التراجع. أتعلم ما المزعج بالأمر؟ أننا نشعر فعلا بأمان زائف حين نفكر بالاستسلام والتخاذل! لكنه سرعان ما يختفي بمجرد أن ننثر رذاذ الإصرار في الأجواء.
أعجبني جدا إصرار فتاة تدعى «لولوة العبدالله»، فهي فتاة كفيفة فقدت ضوء عينيها بعد سنوات من التمتع ببصرها وحياة طبيعية لا تختلف عما أعيشه أنا أو أنت. لكن المختلف أن ذلك لم يمنعها من الاستمرار في تحقيق كل أحلامها سواء على مستوى الدراسة والتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف من كلية الإعلام، أو على مستوى العمل حيث التحقت مؤخرا كمذيعة ومعدة برامج في إذاعة جدة لتصبح زميلتي الجديدة!
الكثير تداول خبر التحاقها بالإذاعة ونثره على مسامع غيره، أو نشره في الصحف أو المواقع الإلكترونية، لكن ومن حسن حظي أن كان لي نصيب العمل معها لأول مرة هذا الأسبوع. فمن الجميل أن أقترب من أنموذج إنساني مشرف يجسد معنى الممكن في الحياة. ويكفي بأنك لن تشعر وأنت تتحدث إليها بأنك تستمع إلى روح منكسرة أو جسد يفتقد شيئا ما تملكه أنت، بل لكيانٍ شغوف وواثق ورقيق وقريب جدا من القلب.
أخيرا أقول، كتبت كثيرا عن الإرادة والتغيير والإصرار، وسأبقى أكتب عنها مرارا حتى يأتي اليوم الذي أشعر فيه أننا لسنا بحاجة للأفضل بل فقط نبحث عن طرق للحفاظ عليه.
Randa_sheikh@yahoo.com
وفي كل مرة نكرر السيناريو ونرتكب نفس الخطأ! وكأننا نملك ضمانات على أننا سنعيش للأبد وسننعم بتعويض الفرص التي ضيعناها في أيام أو أعوام مقبلة. الاتكالية التي نشعر بها تجاه الأيام تخنق فرص الإنجاز والتمتع بلحظات قيمة في حياتنا، ندرك بأنها لن تعود. إنها ليست بالأمر الهين أو التافه أو البسيط إن فكرنا فيها من زوايا مختلفة لم نعتد عليها. بل هي عادة تبدأ بالتغلغل في أرواحنا وتنخر في عظام عزيمتنا شيئا فشيئا حتى تجهز عليها! لكن وطالما أننا ننعم بتنفس الحياة، فإن التغيير للأفضل مهما كان صعبا يبقى ممكنا.. إن أردنا تحقيقه. في الواقع أن أي تغيير في نمط الحياة سيبدو في البداية مزعجا ومربكا إلى حد يجعلك تتوقف أحيانا في منتصف الطريق وتعود من حيث بدأت، فقط لترتاح من آثار التغيير! وهذه المرحلة بالذات هي الفارق بينك وبين غيرك ممن يملك إرادة أقوى تدفعه للاستمرار وعدم التراجع. أتعلم ما المزعج بالأمر؟ أننا نشعر فعلا بأمان زائف حين نفكر بالاستسلام والتخاذل! لكنه سرعان ما يختفي بمجرد أن ننثر رذاذ الإصرار في الأجواء.
أعجبني جدا إصرار فتاة تدعى «لولوة العبدالله»، فهي فتاة كفيفة فقدت ضوء عينيها بعد سنوات من التمتع ببصرها وحياة طبيعية لا تختلف عما أعيشه أنا أو أنت. لكن المختلف أن ذلك لم يمنعها من الاستمرار في تحقيق كل أحلامها سواء على مستوى الدراسة والتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف من كلية الإعلام، أو على مستوى العمل حيث التحقت مؤخرا كمذيعة ومعدة برامج في إذاعة جدة لتصبح زميلتي الجديدة!
الكثير تداول خبر التحاقها بالإذاعة ونثره على مسامع غيره، أو نشره في الصحف أو المواقع الإلكترونية، لكن ومن حسن حظي أن كان لي نصيب العمل معها لأول مرة هذا الأسبوع. فمن الجميل أن أقترب من أنموذج إنساني مشرف يجسد معنى الممكن في الحياة. ويكفي بأنك لن تشعر وأنت تتحدث إليها بأنك تستمع إلى روح منكسرة أو جسد يفتقد شيئا ما تملكه أنت، بل لكيانٍ شغوف وواثق ورقيق وقريب جدا من القلب.
أخيرا أقول، كتبت كثيرا عن الإرادة والتغيير والإصرار، وسأبقى أكتب عنها مرارا حتى يأتي اليوم الذي أشعر فيه أننا لسنا بحاجة للأفضل بل فقط نبحث عن طرق للحفاظ عليه.
Randa_sheikh@yahoo.com