أندية أدبية أم محاكم إداريـة؟

شتيوي الغيثي

منذ انتخابات الأندية الأدبية قبل حوالى ثلاث سنوات ونصف تقريبا، وفي أكثر من نادٍ أدبي حصلت هناك العديد من المشكلات التي وصلت إلى المحاكم الإدارية حتى اعتبر البعض أن مشكلات الأندية لا يمكن أن تحل إلا في المحاكم الإدارية، بدءا من إصدار المحكمة الإدارية بالرياض ببطلان انتخابات نادي أبها وحل مجلس الإدارة، وكذلك ما حصل في الدمام من مشكلات التقاضي بين وزارة الثقافة ونادي الدمام الأدبي، كما رفع بعض مثقفي جازان على النادي الأدبي قضية للمحاكم لكي تنظر في أمر النادي الذي يستفرد بالقرارات، إضافة إلى أن أحد رؤساء الأندية رفع قضية على الوزارة لخلعه من الرئاسة بدون مبـرر. هذا غير أنه صدر على أحد الصحفيين بالجلد أمام بوابة أحد الأندية.
أما آخر ما شهدناه من تحول الأندية إلى المحاكم ما نشر عن تهديد نادي حائل الأدبي لمن تطاول عليه بعد عدد من المشكلات التي انتشرت حول مبنى النادي الجديد. هذا غير أن أحد كتاب المنطقة وهو الكاتب براك البلوي قد طالب بجلد المثقفين والصحفيين الذين ينتقدون النادي أمام المبنى، والمشكلة أنه سوف يحضر هذا الجلد رغم أنه لاعلاقة له بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد إلا كونه مهتما بالأدب والثقافة. وأستغرب كيف يتشفى مثقف بجلد زملائه المثقفين أو الصحفيين بدلا من أن يقف إلى جانب الحق وإظهار الحقيقة بمعلومات شافية ووافية تضع النقاط على الحروف سواء مع النادي أو ضده، لا أن يطالب بالجلد، فهذه ليست صيغة مثقف!!
لقد تحولت الأندية الأدبية في عموم السعودية إلى أندية صراعات ومحاكم بدلا من أن تكون أندية أدب وثقافة، ومهما كان في الثقافة من صراعات فهي في الأخير لا تتعدى وجهات النظر المختلفة التي يمكنها توضيح الخلل إن كان هناك من خلل بإصدار بيانات توضيحية لا أن تكون هناك تهديدات إلا فيما يخص المشكلات الإدارية والمالية والقانونية البحتة التي في العادة هي قضايا إدارية وليست قضايا ثقافية.
من حق كل إنسان أن ينتقد المؤسسات الثقافية، كما يحق لكل المؤسسات الثقافية أن تـرد عن نفسها بتوضيح الأمور فهذا من حق أبناء المنطقة والمثقفين بعموم البلاد لا أن تكون المؤسسات أماكن للصراعات الإدارية فهل تحولت أنديتنا إلى محاكم إدارية بدلا من مؤسسات ثقافية؟.. يبدو ذلك.