هيئة الغذاء والدواء ولعبة «حقرة بقرة»
الأربعاء / 17 / شوال / 1435 هـ الأربعاء 13 أغسطس 2014 18:32
صالح إبراهيم الطريقي
صديقي..
كنت قد قرأت مقالات كثيرة لك وللبقية حول آلية عمل «الهيئة العامة للغذاء والدواء» بعد كل تحذير لها للمواطنين بعدم استعمال منتج غذائي أو دوائي في الأسواق، آخر تحذير لها عن نوعين من شامبوهات الشعر في الأسواق، لاحتوائهما على كميات كبيرة من البكتيريا تتجاوز الحد الأعلى المسموح به، وهما (شامبو لونج لايف وشامبو السدر الطبيعي).
وكنت تطالب «الهيئة العامة للغذاء والدواء» بأن تكون سدا منيعا يحمي المجتمع من المواد المضرة قبل أن تدخل للسوق، لتقيه من جشع تجار ووكلاء لا هم لهم سوى الربح، وإن كان على حساب صحة أفراد المجتمع.
وكان أحد اقتراحاتك أن توضع عقوبة مادية تقصم ظهـر التجار أو الوكيل والشركة، إن قدموا منتجا للفسح، ثم أخلوا بالشروط بعد أن أخذوا موافقة الفسح.
دعني أوضح لك أمرا مهما أو خللا كبيرا في اعتقاداتك اتجاه عمل «الهيئة العامة للغذاء والدواء»، فآلية عملها ــ وهذا ما أتخيله ــ يختلف عما تعتقده أنت، فثقافة الاستهلاك أوجدت نظرية اقتصادية مفادها «دعة يعمل.. دعه يمر»، وبما أن السلع تنوعت، والسلعة الواحدة لها شركات عدة «كالشامبو على سبيل المثال» أصبحت أنواعه أكثر مما يحتمله «الأمل بألا يتساقط الشعر»، فجاءت فكرة «دع كل شيء يمر» حتى لا تتوقف عجلة الاقتصاد، ويخسر التجار بسبب «وقوف منتجاتهم في طابور أمام الهيئة» ؛ لأخذ الموافقة على صلاحية السلعة للاستعمال الآدمي.
وبهذه الآلية ولكثرة السلع يخيل إلي أن الهيئة تمارس لعبة «حقرة بقرة»، فتضع كل السلع التي دخلت للسوق أمامها، وتبدأ بالعد «حقرة بقرة قللي ربي عد العشرة»، والسلعة التي يقع عليها رقم «10» تحال للمختبرات، إن كانت سليمة فلن تحذر، إن كانت مضرة حذرت المواطنين بعد شرائها للسلعة، وترمى أموالهم دون تعويضات، وأظن من سوء حظ «شامبو لونج لايف وشامبو السدر الطبيعي» أن لعبة «حقرة بقرة» وقعت عليه فجاء التحذير.
قد تتساءل: وماذا عن صحة المواطن ودخله ومن سيعوضه ؟
وهذا يجعلنا ندخل لجدلية «يموت المواطن أو الاقتصاد»، بالتأكيد الاقتصاد أهم من الإنسان بكثير عند التجار على الأقل، وإن مات كل أفراد المجتمع لن يموت الاقتصاد، فالتجار سيذهبون لمجتمع آخر لديهم «هيئة عامة للغذاء والدواء» تعشق لعبة «حقرة بقرة»..
التوقيع : صديقك.
كنت قد قرأت مقالات كثيرة لك وللبقية حول آلية عمل «الهيئة العامة للغذاء والدواء» بعد كل تحذير لها للمواطنين بعدم استعمال منتج غذائي أو دوائي في الأسواق، آخر تحذير لها عن نوعين من شامبوهات الشعر في الأسواق، لاحتوائهما على كميات كبيرة من البكتيريا تتجاوز الحد الأعلى المسموح به، وهما (شامبو لونج لايف وشامبو السدر الطبيعي).
وكنت تطالب «الهيئة العامة للغذاء والدواء» بأن تكون سدا منيعا يحمي المجتمع من المواد المضرة قبل أن تدخل للسوق، لتقيه من جشع تجار ووكلاء لا هم لهم سوى الربح، وإن كان على حساب صحة أفراد المجتمع.
وكان أحد اقتراحاتك أن توضع عقوبة مادية تقصم ظهـر التجار أو الوكيل والشركة، إن قدموا منتجا للفسح، ثم أخلوا بالشروط بعد أن أخذوا موافقة الفسح.
دعني أوضح لك أمرا مهما أو خللا كبيرا في اعتقاداتك اتجاه عمل «الهيئة العامة للغذاء والدواء»، فآلية عملها ــ وهذا ما أتخيله ــ يختلف عما تعتقده أنت، فثقافة الاستهلاك أوجدت نظرية اقتصادية مفادها «دعة يعمل.. دعه يمر»، وبما أن السلع تنوعت، والسلعة الواحدة لها شركات عدة «كالشامبو على سبيل المثال» أصبحت أنواعه أكثر مما يحتمله «الأمل بألا يتساقط الشعر»، فجاءت فكرة «دع كل شيء يمر» حتى لا تتوقف عجلة الاقتصاد، ويخسر التجار بسبب «وقوف منتجاتهم في طابور أمام الهيئة» ؛ لأخذ الموافقة على صلاحية السلعة للاستعمال الآدمي.
وبهذه الآلية ولكثرة السلع يخيل إلي أن الهيئة تمارس لعبة «حقرة بقرة»، فتضع كل السلع التي دخلت للسوق أمامها، وتبدأ بالعد «حقرة بقرة قللي ربي عد العشرة»، والسلعة التي يقع عليها رقم «10» تحال للمختبرات، إن كانت سليمة فلن تحذر، إن كانت مضرة حذرت المواطنين بعد شرائها للسلعة، وترمى أموالهم دون تعويضات، وأظن من سوء حظ «شامبو لونج لايف وشامبو السدر الطبيعي» أن لعبة «حقرة بقرة» وقعت عليه فجاء التحذير.
قد تتساءل: وماذا عن صحة المواطن ودخله ومن سيعوضه ؟
وهذا يجعلنا ندخل لجدلية «يموت المواطن أو الاقتصاد»، بالتأكيد الاقتصاد أهم من الإنسان بكثير عند التجار على الأقل، وإن مات كل أفراد المجتمع لن يموت الاقتصاد، فالتجار سيذهبون لمجتمع آخر لديهم «هيئة عامة للغذاء والدواء» تعشق لعبة «حقرة بقرة»..
التوقيع : صديقك.