رأس النعامة المخفي
السبت / 20 / شوال / 1435 هـ السبت 16 أغسطس 2014 19:04
عبدالمحسن هلال
في حوار مع صحفي أمريكي، حاول الرئيس أوباما التملص من مسؤوليته المباشرة عما يحدث في عالمنا العربي، ذكره محاوره بما كتبه وزير خارجية أمريكا الأسبق دين آتشيسون أنه كان حاضرا في صنع نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية، وعما إذا كان أوباما يشعر أنه أيضا كان حاضرا، أو بالأحرى أكمل عملية التفكيك، وكأي دبلوماسي محنك حاد أوباما عن الجواب المباشر وذهب بعيدا بالقول إن ما نشهده في الشرق الأوسط أمر يعود إلى نظام للحرب العالمية الأولى بدأ يتفكك.
جميعنا يعرف أن الحربين العالميتين كانتا لتصحيح أوضاع لم تكن متوازنة، لم تكف الأولى التي حاولت تثبيت إرث «الرجل المريض» فجاءت الثانية لخلق واقع تقاسمه المنتصرون وفرضوه على المهزومين وغيرهم، ضحايا الحربين بالملايين ومع ذلك لم تسفرا سوى عن خلق عالمين منقسمين بين يمين رأسمالي ويسار اشتراكي سرعان ما أنهار، تكاليف انهياره كلفت أمريكا مديونيتها الحالية التي بدأت مع الرئيس رونالد ريجان وحرب نجومه ضد الستار الحديدي، خلال أقل من عقدين تمكن المارد الجريح من استعادة توازنه ليعود العالم مجددا لصراع القطبين بعدما ظنت أمريكا أنها ستسوس العالم لقرن قادم حسب ما صرح حزبها الجمهوري، وأنها يمكنها الحرب في أكثر من جبهة، فإذا بها تسقط في أكثر من جبهة حول العالم.
اعتمدت أمريكا كثيرا على قوتها الناعمة بعد انحدارها في أفغانستان والعراق وخروجها مثخنة الجراح عسكريا وماديا مما عمق خسارتها الاقتصادية فتفجرت أزمتها المالية التي تلعق جراحها اليوم. لم يعد النفط يشغل بال أمريكا بعد أن أصبح لديها ما يكفيها، وكان مقدرا أن تترك المنطقة لمصيرها، لكن العامل الإسرائيلي وخشيتها من وقوعها في شرك القطب الآخر دفعها لإعادة حساباتها فتحولت من القوة الناعمة المستهلكة إلى الحروب القذرة، أي عوالم المخابرات والأعمال السرية. علمت أن معظم عملائها في المنطقة قد كشفت عوراتهم فتخلت عنهم الواحد تلو الآخر، ابتداء من شاه إيران مرورا بصدام العراق وليس انتهاء بمجنون ليبيا، فعصفت بربيع شعبي عربي وحولته لحروب تصفية حسابات، لم تكتف بذلك بل سلحت ودعمت حركات انفصال كما حدث في حركة جارانج جنوب السودان وداعش في العراق وسوريا.
لذا تهرب الرئيس أوباما من السؤال الصريح عن المسؤولية في عمليات التفكيك التي قطعت المنطقة إربا إلى إجابة مواربة تخلط بين الحربين العالميتين مع أن سببهما واحد. انسحاب أمريكا «النظامي» من المسرح العالمي ينفذ على نار هادئة بانتظار تعثر المارد الروسي أو تأخر نهوض الصيني، وقد يسعفها سواء التهديد بقوتها العسكرية أو التلويح بقوتها الناعمة أو استخدام حروبها القذرة، وقد تنجح إلا أن كل ذلك لن يعفيها من مسؤوليتها التاريخية تجاه تفكيك المنطقة وزرع الشقاق بين سكانها.
جميعنا يعرف أن الحربين العالميتين كانتا لتصحيح أوضاع لم تكن متوازنة، لم تكف الأولى التي حاولت تثبيت إرث «الرجل المريض» فجاءت الثانية لخلق واقع تقاسمه المنتصرون وفرضوه على المهزومين وغيرهم، ضحايا الحربين بالملايين ومع ذلك لم تسفرا سوى عن خلق عالمين منقسمين بين يمين رأسمالي ويسار اشتراكي سرعان ما أنهار، تكاليف انهياره كلفت أمريكا مديونيتها الحالية التي بدأت مع الرئيس رونالد ريجان وحرب نجومه ضد الستار الحديدي، خلال أقل من عقدين تمكن المارد الجريح من استعادة توازنه ليعود العالم مجددا لصراع القطبين بعدما ظنت أمريكا أنها ستسوس العالم لقرن قادم حسب ما صرح حزبها الجمهوري، وأنها يمكنها الحرب في أكثر من جبهة، فإذا بها تسقط في أكثر من جبهة حول العالم.
اعتمدت أمريكا كثيرا على قوتها الناعمة بعد انحدارها في أفغانستان والعراق وخروجها مثخنة الجراح عسكريا وماديا مما عمق خسارتها الاقتصادية فتفجرت أزمتها المالية التي تلعق جراحها اليوم. لم يعد النفط يشغل بال أمريكا بعد أن أصبح لديها ما يكفيها، وكان مقدرا أن تترك المنطقة لمصيرها، لكن العامل الإسرائيلي وخشيتها من وقوعها في شرك القطب الآخر دفعها لإعادة حساباتها فتحولت من القوة الناعمة المستهلكة إلى الحروب القذرة، أي عوالم المخابرات والأعمال السرية. علمت أن معظم عملائها في المنطقة قد كشفت عوراتهم فتخلت عنهم الواحد تلو الآخر، ابتداء من شاه إيران مرورا بصدام العراق وليس انتهاء بمجنون ليبيا، فعصفت بربيع شعبي عربي وحولته لحروب تصفية حسابات، لم تكتف بذلك بل سلحت ودعمت حركات انفصال كما حدث في حركة جارانج جنوب السودان وداعش في العراق وسوريا.
لذا تهرب الرئيس أوباما من السؤال الصريح عن المسؤولية في عمليات التفكيك التي قطعت المنطقة إربا إلى إجابة مواربة تخلط بين الحربين العالميتين مع أن سببهما واحد. انسحاب أمريكا «النظامي» من المسرح العالمي ينفذ على نار هادئة بانتظار تعثر المارد الروسي أو تأخر نهوض الصيني، وقد يسعفها سواء التهديد بقوتها العسكرية أو التلويح بقوتها الناعمة أو استخدام حروبها القذرة، وقد تنجح إلا أن كل ذلك لن يعفيها من مسؤوليتها التاريخية تجاه تفكيك المنطقة وزرع الشقاق بين سكانها.