ثقافة «المرجلة»
الأحد / 21 / شوال / 1435 هـ الاحد 17 أغسطس 2014 19:02
شتيوي الغيثي
في لقاء الإعلامي المشهور علي الظفيري مع الإعلامي عبدالله المديفر في أواخر رمضان ببرنامجه (في الصميم) ذكر الظفيري كلمة بدوية في مسألة الخصومة الثقافية أو الفكرية مع الآخرين يمكن أن تؤسس لمصطلح عربي وهي كلمة «المرجلة» ومعروف أنها مأخوذة من الرجولة بوصفها تحمل صفات يمكن من خلالها التعامل مع الخصوم أو الأصدقاء من خلال ثقافة بدوية أصيلة كان لمثل تلك الصفات أثرها في التعامل العربي مع بعضهم البعض أو مع الآخرين، وأتصور أن الظفيري كان دقيقا في استخدام هذه الكلمة في توصيف مدى عدائية بعض الخطابات في نقدها لبعضها الآخر في كون بعض المنتقدين لا يتصفون بصفات «المرجلة» أو «الرجولة».
من الوهلة الأولى يمكن فهم المرجلة بوصفها رديفة لمعنى «المروءة» في الثقافة العربية أي كأخلاق ثقافية تأسس عليها الرجل العربي قديما خاصة في الثقافة الصحراوية التي تشكل خطا عريضا من الجزيرة العربية من شمالها إلى جنوبها.
المفكر المغربي محمد عابد الجابري في كتابه (العقل الأخلاقي العربي) يضع المروءة كقيمة مركزية في الموروث الأخلاقي العربي الخالص أي قبل تأثرها بالنظم الأخلاقية الأخرى كأخلاق الطاعة في الموروث الفارسي أو أخلاق السعادة في الموروث اليوناني، أو أخلاق الفناء والروحانية في الموروث الصوفي بل حتى قبل تأثرها بالموروث الإسلامي بوصف الدين محور الأخلاق في العقل الإسلامي، على اعتبار أن «مفهوم المروءة في الذهن العربي يجمع الخصال المحمودة كلها ويمنع من جميع الصفات المذمومة» (ص 511)، ويبدو أنها قريبة من مفهوم أخلاق الفرسان في بعض العصور الأوروبية قبل الحديثة. وتتوسع فكرة الرجولة بوصفها أخلاقا عربية مع الأديب السعودي حمزة شحاتة في محاضرته الشهيرة: (الرجولة عماد الخلق الفاضل) عام 1940م في جدة لتكون جامعة لمفاهيم عديدة حول الأخلاق والفلسفة والاجتماع وأصول الفكر وغيرها (راجع المحاضرة في مدونة محمود عبدالغني صباغ).
وأيا يكن المفهوم فإن ثقافة المرجلة أو الرجولة ثقافة يمكن أن تتأسس لتضع نوعا من الأخلاق التي يعف فيها الرجل العربي عن الخصومات غير الشريفة وغير المعتدلة وغير الأخلاقية، وقد حصلت هذه الخلاق في كثير من قصص الفرسان العرب سواء في العصور الجاهلية أو العصور الإسلامية وحتى في العصور قبل الدولة السعودية الحديثة حين كانت العرب تدور في ذهنية الغزو على الرغم مما في فكرة الغزو من مشكلات كثيرة، إلا أن هناك أخلاق فروسية عربية كانت ولازال أحد أهم الأسس التي قامت عليها ثقافة المرجلة في العقل العربي.
من الوهلة الأولى يمكن فهم المرجلة بوصفها رديفة لمعنى «المروءة» في الثقافة العربية أي كأخلاق ثقافية تأسس عليها الرجل العربي قديما خاصة في الثقافة الصحراوية التي تشكل خطا عريضا من الجزيرة العربية من شمالها إلى جنوبها.
المفكر المغربي محمد عابد الجابري في كتابه (العقل الأخلاقي العربي) يضع المروءة كقيمة مركزية في الموروث الأخلاقي العربي الخالص أي قبل تأثرها بالنظم الأخلاقية الأخرى كأخلاق الطاعة في الموروث الفارسي أو أخلاق السعادة في الموروث اليوناني، أو أخلاق الفناء والروحانية في الموروث الصوفي بل حتى قبل تأثرها بالموروث الإسلامي بوصف الدين محور الأخلاق في العقل الإسلامي، على اعتبار أن «مفهوم المروءة في الذهن العربي يجمع الخصال المحمودة كلها ويمنع من جميع الصفات المذمومة» (ص 511)، ويبدو أنها قريبة من مفهوم أخلاق الفرسان في بعض العصور الأوروبية قبل الحديثة. وتتوسع فكرة الرجولة بوصفها أخلاقا عربية مع الأديب السعودي حمزة شحاتة في محاضرته الشهيرة: (الرجولة عماد الخلق الفاضل) عام 1940م في جدة لتكون جامعة لمفاهيم عديدة حول الأخلاق والفلسفة والاجتماع وأصول الفكر وغيرها (راجع المحاضرة في مدونة محمود عبدالغني صباغ).
وأيا يكن المفهوم فإن ثقافة المرجلة أو الرجولة ثقافة يمكن أن تتأسس لتضع نوعا من الأخلاق التي يعف فيها الرجل العربي عن الخصومات غير الشريفة وغير المعتدلة وغير الأخلاقية، وقد حصلت هذه الخلاق في كثير من قصص الفرسان العرب سواء في العصور الجاهلية أو العصور الإسلامية وحتى في العصور قبل الدولة السعودية الحديثة حين كانت العرب تدور في ذهنية الغزو على الرغم مما في فكرة الغزو من مشكلات كثيرة، إلا أن هناك أخلاق فروسية عربية كانت ولازال أحد أهم الأسس التي قامت عليها ثقافة المرجلة في العقل العربي.