الأوصياء على السعودية!

تركي الدخيل

يحاول البعض أن يتخذ من السعودية مطية لإثبات حسن سيرته بين أتباعه وجموعه. بين من يطالب بإزالة «ستاربكس» من مكة والمدينة، وهي دعوة أطلقها عبدالله النفيسي، وبين من يعطينا ملاحظات على هيئة البيعة كما فعل ياسر الزعاترة، وبين من يحاضر علينا في كيفية دعم غزة كما يفعل رموز الإخوان المسلمين. هذه الحالة نعرفها قديما منذ أن بدأت التيارات الشيوعية واليسار والقوميين وسواهم من التيارات الخشبية القديمة تعارض السعودية وتسخر من خيراتها ومن نفطها، بل بلغ الحال ببعضهم إلى السخرية من الأمراض التي تصيب السعوديين كما قال نزار قباني وهو يقطر غيرة وغيظا من السعودية: أيا من يأكل الجدري منه الوجه والمعصم!
يسخر من مرض الجدري الذي كان يصيب الأجداد آنذاك، ولا يجدون له علاجا. ولا أجد أبلغ رد على مثل هذه التهكمات مثل قول الأمير بندر بن سلطان ردا على مثل هذه الترهات: «يوم ما كان عندنا خير لم نحتج لأحد، ويوم أمدنا الله بالخيرات لم نحتج أيضا لأحد، كنا ولا زلنا نحن المسؤولون عن أنفسنا» كلمات بليغة من أمير خبر الأمور والسجالات والصراعات التي تحاك ضد السعودية من قبل الحناجر القديمة.
ولأن السعودية قلبها واسع للجميع، وليست دولة عدوانية، وليست فارغة لإقامة الدعوات والمحاكمات ضد كل من ينتقدها، فنبراسها المثل الشعري الذي يقول:
لو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا
لأصبح الصخر مثقالا بدينار
السعودية دولة غنية بأهلها وبخيراتها وبموقعها الجغرافي، وهي تدعم غزة ولبنان والعراق وسوريا وكل مناطق العالم، وخيرها ممتد ولا تنتظر مدحا من أحد أو شكرا. وعليه فإن كثرة التهكم والسخرية أو إلقاء المواعظ أو النصائح ليست مجدية، ومن يريد أن يصعد على أكتاف السعودية فإنما يعبر عن مشكلته ونقصه، على الجميع أن يهتم بشأن بلده وأن يترك السعودية بقادتها وأهلها فأهل مكة أدرى بشعابها.