الجمعيات لجشع التجار

ياسر سلامة

سوبر ماركت ضخم لا يختلف في شكله ومحتواه عن فروع شركات السوبر ماركت الشهيرة المنتشرة اليوم في الشوارع الرئيسية. هذا هو شكل ومضمون الجمعية التعاونية الاستهلاكية المنتشرة فروعها في كافة مناطق وأحياء الكويت والتي بلغ عددها تقريبا 60 جمعية تعاونية استهلاكية وأكثر من 350 فرعا تغطي جميع أحياء الدولة.
انشئت الجمعيات التعاونية الاستهلاكية في الكويت مع بداية الستينات، ووضع لها قانون يجعل الناس أو أهل المنطقة المقام عليها الجمعية هم المساهمون الرئيسيون فيها، وبذلك تدار الجمعية من مجلس إدارة منتخب من ملاك أسهمها، وحسب القانون يجدد ثلث أعضائه كل عام.
في عام 1971 انشئ اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية، ليصبح المسؤول عن علاقة الجمعيات فيما بينها وكذلك علاقتها بالجهات الخارجية، ويمارس دور الرقيب على أعمال الجمعيات والموحد لأنظمتها وممارساتها التجارية، وكذلك أصبح الاتحاد الضامن لثباتية الأسعار والمتحكم والمسيطر في تثبيت أسعار آلاف السلع بعض التقارير تقول إن عددها تجاوز الخمسة والعشرين ألف سلعة، والأهم من ذلك أصبح شراء أهم سلع الجمعيات لا يتم إلا من خلال اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية ما أعطاه قدرة وقوة أكبر على فرض أقل تكلفة سعرية للمنتجات يعوضها الكميات الشرائية الكبيرة التي يقوم بها.
الشراء الجماعي للجمعيات التعاونية الاستهلاكية من خلال الاتحاد، ودعم دولة الكويت لهذه الجمعيات بتوفير الأراضي لها وفي جميع أحياء ومناطق الكويت ومساهمة أهل الحي أو المناطق في ملكيتها وإدارتها ومن ثم شراكتهم في توزيع أرباحها، جميعها عوامل ساعدت على استمرار هذه الجمعيات وأسهمت في تحقيق الهدف الرئيسي من إنشائها وهو مساعدة الناس في توفير لوازمهم المعيشية اليومية وعدم تركها لبعض التجار الجشعين الذين همهم الأول والأخير مضاعفة وتعظيم أرباحهم وليس بمضاعفة حصتهم السوقية أو دخول أسواق جديدة ولكن فقط بزيادة أسعار السلع وبصفة مستمرة وبمبالغ قد تبدو بسيطة إلا أنها كنسب مئوية مرتفعة جدا ولا يقبل بها أي سوق رأسمالي في العالم يكون تحت طائلة جهة رقابية فاعلة.