أمير الرياض ورسالة لكل مسؤول ومخالف

نوف محمد

لا يخفى على أحد منا أن حملة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة في المملكة، التي استمرت لعدة أشهر قد أسفرت عن نتائج ممتازة بتقليص نسبة كبيرة من العمالة المخالفة لنظام الإقامة وترحيل من لا يملك منهم إقامة نظامية ودخل إلى البلاد بطريقة غير مشروعة، أو بطريقة مشروعة ثم قرر البقاء ولم يعد لبلاده، وتصحيح أوضاع من يملكون إقامة نظامية في الأساس ولكنهم يعملون لدى غير كفلائهم وبنسبة كبيرة أيضا.
ولكن وبعد انتهاء الحملة، يلاحظ الجميـع أن هذه العمالة بدأت تعود وتتسلل إلى المنازل وإلى الشركات والمؤسسات، ويجدون من يتسترون عليهم ويؤجرونهم منازلهم للسكن من المواطنين الذين يغلبون مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن للأسف الشديد، متخليين عن حسهم الوطني وواجبهم تجاه بلادهم وبني جلدتهم.
وبعودة هذه العمالة المخالفة، نعلم جميعا أنهم في مثل ظروف ما بعد حملة التصحيح فإنهم يعودون أكثر حذرا وتحوطا لئلا يقبض عليهم من جديد، ويستغلون شح وندرة العمالة سواء من قبل سماسرة سوق العمالة، أو من قبل العمالة نفسها، التي ستبدأ بمساومة أصحاب العمل على رفع أجورها، وتظهر عصابات الاحتيال والنصب، وستظهر مشكلة كبيرة في المنازل، تتمثل في البحث عن عمالة منزلية تسد الفراغ الذي تركه السائقون والخادمات المخالفون الذين تم ترحيلهم سابقا، وستنشأ سوق سوداء جديدة بالتأكيد، وستعود جرائمهم ومخالفاتهم، وسنحتاج لتصحيح ما بعد حملة التصحيح، وكل هذا على حساب الوطن والمواطن.
هذه العمالة المخالفة لم تعد مجددا، إلا لأنها رأت أن هناك تراخيا من قبل الجهات التي كانت تلاحقها أثناء الحملة السابقة؛ ولذلك عادت وستكون أكثر حذرا من ذي قبل كما أسلفت.
ولأن صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، يستشعر مدى خطورة أن يعود هؤلاء المخالفون مجددا، رأيناه يضرب مثلا ونموذجا فريدا ومتميزا ــ وهو ليس بالغريب على مسؤول مؤتمن على عاصمة الوطن، وبروحه ووطنيته العالية المخلصة التي يشهد بها الجميـع ــ وينزل بنفسه إلى الميدان مع الجهات الأمنية لملاحقة هذه العمالة المخالفة التي تهدد الأمن الاجتماعي والاقتصادي وحتى الأمني في بلادنا ويقبض عليها في أوكارها، ليوجه رسالة شديدة الوضوح لكل مسؤول له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بمعالجة أوضاع هذه العمالة المخالفة وتخليص البلاد منها، ورسالة شديدة الحزم لكل مخالف تسول له نفسه خرق نظام الوطن وحدوده، ولا بد للجميع أن يعوا أهمية رسالة أمير الرياض، لنصنع معا «الحملة الدائمة لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة»، وليس حملة لأشهـر معدودة فقط، شكرا تركي بن عبدالله .. والله الموفق.