خمسة وخمسون فأراً!!
الثلاثاء / 21 / ذو القعدة / 1435 هـ الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 19:06
رؤى صبري
اليوم سأروي لكم حكاية الخمسة وخمسين فأرا، وقد يستعجب كثيرون من هذه الحكاية، لكن بالرغم من غرابتها فإني وجدتها تحمل الكثير من العظة والحكمة، فمفاد الحكاية هو أن هناك دراسة أمريكية أجريت منذ عدة سنوات على الفئران ووجدت أنه حين نفاجأ بوجود فأر في المنزل فمعنى ذلك هو أن هذا الفأر هو المستكشف! الذي خرج ليبحث على منزل جديد لقبيلة الفئران، وقد يتعجب البعض لخروج ذلك الفأر في ذلك التوقيت، فعللت الدراسة ذلك بأنه عندما يزيد تعداد الفئران عن خمس وخمسين بالذات يضيق بهم المكان ويبدؤون بالبحث عن مأوى جديد!
وقد تثير هذه الدراسة حفيظة البعض ما بين ساخر وناقد، لكن العبرة هنا في أهمية الأبحاث، فكم مرة قام الباحث بإعادة التأكد من النتائج قبل نشر الدراسة، وكم من السنوات مضى حتى قام باستخلاص هذه النتيجة والتي كانت مهمة بالنسبة لهم، وحين ننظر لواقعنا اليوم في الأبحاث نجد أنه على الرغم من التطور السريع الذي تشهده المملكة مازال وضع البحث العلمي في حالة يرثى لها، فمن المفترض أن يبدأ تعليم الطلاب والطالبات عن أساليب وطرق البحث العلمي منذ المدرسة الثانوية بحيث يتلقى الطلاب والطالبات نبذة موجزة عن ماهية الأبحاث وأهميتها في تطوير الدول، وحين ينتقلون إلى الجامعة يبدأ تدريس مادة البحث (Research) من السنة الدراسية الأولى، ومن المفترض أن يطالب كل طالبة وطالبة ببحث علمي يقدم في آخر العام. والغرض من التشديد الذي أطالب به في تدريس الأبحاث هو كثرة أنواعها وصعوبة إتقانها، ولذلك يجب أن يبدأ تعليمها من وقت مبكر حتى يتمكن منها الطلاب، فالأبحاث ليست حكرا على خريجي الدراسات العليا بل من المفترض أن يكون خريجو الجامعات على دراية بكيفية عمل الدراسات أو على الأقل كيفية قراءة البحوث لأنها تحتوي على جزء إحصائي كبير يحتاج إلى دراسة و فهم.
وقد يظن كثيرون أن ما أقوله صعب أو مستحيل وهو على العكس تماما لماذا؟ لأن وجود الإنترنت سهل كثيرا على الباحثين فأصبحت مراجعة الدراسات والتوصيات السابقة أسهل بمراحل مقارنة بالزمن البعيد الذي كان الباحث يقضي يومه كاملا بالمكتبة مدفونا بين كتب ومراجع عملاقة يخرج منها آخر اليوم وهو يعاني الإنهاك النفسي والجسدي، بينما أصبح وجود الأجهزة الذكية اليوم نعمة تتيح للباحث استغلال وقته بشكل جيد.
ومازلت أؤمن بأننا نملك الإمكانيات والعقول لتقديم أبحاث تبهر العالم كله في جميع المجالات وترفع باسم المملكة عاليا خاصة أننا لدينا الكثير من المواد العلمية والاجتماعية التي يمكن أن تكون مواضيع دراسة مفيدة.
ولعل آخر حكمة أقدمها للقارئ هو أنه عندما ترى فأرا فلا تبحث عنه لتقتله بل ابحث وراء خمسة وخمسين فأرا وربما أكثر!!.
وقد تثير هذه الدراسة حفيظة البعض ما بين ساخر وناقد، لكن العبرة هنا في أهمية الأبحاث، فكم مرة قام الباحث بإعادة التأكد من النتائج قبل نشر الدراسة، وكم من السنوات مضى حتى قام باستخلاص هذه النتيجة والتي كانت مهمة بالنسبة لهم، وحين ننظر لواقعنا اليوم في الأبحاث نجد أنه على الرغم من التطور السريع الذي تشهده المملكة مازال وضع البحث العلمي في حالة يرثى لها، فمن المفترض أن يبدأ تعليم الطلاب والطالبات عن أساليب وطرق البحث العلمي منذ المدرسة الثانوية بحيث يتلقى الطلاب والطالبات نبذة موجزة عن ماهية الأبحاث وأهميتها في تطوير الدول، وحين ينتقلون إلى الجامعة يبدأ تدريس مادة البحث (Research) من السنة الدراسية الأولى، ومن المفترض أن يطالب كل طالبة وطالبة ببحث علمي يقدم في آخر العام. والغرض من التشديد الذي أطالب به في تدريس الأبحاث هو كثرة أنواعها وصعوبة إتقانها، ولذلك يجب أن يبدأ تعليمها من وقت مبكر حتى يتمكن منها الطلاب، فالأبحاث ليست حكرا على خريجي الدراسات العليا بل من المفترض أن يكون خريجو الجامعات على دراية بكيفية عمل الدراسات أو على الأقل كيفية قراءة البحوث لأنها تحتوي على جزء إحصائي كبير يحتاج إلى دراسة و فهم.
وقد يظن كثيرون أن ما أقوله صعب أو مستحيل وهو على العكس تماما لماذا؟ لأن وجود الإنترنت سهل كثيرا على الباحثين فأصبحت مراجعة الدراسات والتوصيات السابقة أسهل بمراحل مقارنة بالزمن البعيد الذي كان الباحث يقضي يومه كاملا بالمكتبة مدفونا بين كتب ومراجع عملاقة يخرج منها آخر اليوم وهو يعاني الإنهاك النفسي والجسدي، بينما أصبح وجود الأجهزة الذكية اليوم نعمة تتيح للباحث استغلال وقته بشكل جيد.
ومازلت أؤمن بأننا نملك الإمكانيات والعقول لتقديم أبحاث تبهر العالم كله في جميع المجالات وترفع باسم المملكة عاليا خاصة أننا لدينا الكثير من المواد العلمية والاجتماعية التي يمكن أن تكون مواضيع دراسة مفيدة.
ولعل آخر حكمة أقدمها للقارئ هو أنه عندما ترى فأرا فلا تبحث عنه لتقتله بل ابحث وراء خمسة وخمسين فأرا وربما أكثر!!.