أحلام «عيد» وأزمة واقع
الثلاثاء / 21 / ذو القعدة / 1435 هـ الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 19:06
حسين الشريف
تمنى السيد أحمد عيد في مستهل حملته الانتخابية لرئاسة الاتحاد السعودي قبل 20 شهرا، الارتقاء بطموحات وأحلام منظومة كرة القدم وعشاقها بصفته أحد أبنائها الأبرار، والمضي قدما نحو إيجاد أرض خصبة تساعد على نمو الحراك الرياضي تنظيميا وتنافسيا كعمل مؤسساتي يدفع بدورينا إلى المقدمة كواحد من الدوريات المميزة في المنطقة ولا يمنع العمل على تصعيد ذلك عالميا، ولكن ليس كل ما يتمناه أحمد عيد يدركه تجري رياح المجتمع الرياضي بما لا تشتهي سفنه.
كان أحمد عيد وغيره من الرياضيين العقلاء يعتقدون اعتقادا جازما بأن أزمة الكرة السعودية هي أزمة تشريع أنظمة ولوائح مقننة تحكم الإطار العام لهذه المنظومة وإيجاد مسلك ثابت تنتهجة كرة القدم المحلية لبلوغ مكانتها القارية والإقليمية، إلا أن هذا الاعتقاد ذاب وذابت معه أحلام عيد في ظل محدودية قدراتنا كمجتمع رياضي «عجز» عن رسم خارطة طريقه وتاه في سكة التائهين، مستسلما لواقعه المرير..
مجتمعنا الرياضي الذي ينشد محاكاة نجاحات الآخرين لا ينظر إلا إلى أرنبة أنفه حيث فشل في خلق بيئة تنافسية وانساق خلف مخرجاته السلبية التي أفرزها الاحتقان فكريا ونقديا وإعلاميا، فلم يعد قادرا على تأدية رسالته السامية نحو صناعة رياضة أفضل..
وأمام هذه المعطيات وأمام هذه المتغيرات لم يعد أمامنا الكثير من مساحات التفاؤل، لكي نأمل فيما يمليه علينا مجتمعنا الرياضي مستقبلا، إلا أن نكون منصفين في طروحاتنا، ومتجردين من ميولنا، صادقين في آرائنا، وصرحاء مع أنفسنا، معترفين بأن لا أحمد عيد ولا لجانه يستطيعوا إصلاح ما أفسده المحتقنون، طالما لم يعد ذلك المجتمع قادرا على أن يفرق بين المشجع بالقلم والمشجع بالطبلة، فجميعهم يتراقصون هنا وهناك على أنغام الميول.
وعلينا أن نعترف كمجتمع رياضي لا يزال لديه قصور في إدراك المسؤولية تجاه أبنائه وقصور في النهوض برياضة وطنه، حتى الانفتاح الرياضي الذي جعلنا وجها لوجه مع الدول المتحضرة كرويا لم نستفد منه بل سخرنا كافة أدواتنا الإعلامية وقنواتنا الفضائية لتوسيع الرقعة، فتسابقت البرامج على تصدير التعصب والانحدار الرياضي، فكم شاهدنا من برامج مبرمجة ومعدة مسبقا لخدمة ناد على آخر وكم تابعنا من مذيعين متشنجين بابتسامات «صفراء» ساهموا في ارتفاع درجة الغليان، وإعلاميين عفوا مهرجين.. يتصايحون.. يتنابزون يتغامزون بالألقاب شعارهم «خذوهم بالصوت»، مستمدين ثقافتهم الإعلامية من المدرجات وإلى المدرجات، لا هم لهم ولا هدف إلا ممارسة الضغوطات وتسفيه وجهات نظر الآخرين.
نحن أمام حقيقة يجب أن لا نهرب من مواجهتها، فما نشاهده اليوم على مسرح البرامج «الكروية» من مهازل والضحك على الدقون والطرح القاسي بهدف الانتقاص من عمل لجان اتحاد الكرة والعاملين بها والتشكيك في الذمم ومحاولة إسقاطهم لمجرد عدم السماح لأنديتهم بتجاوز النظام، متجاهلة الأخطاء التي وقعت فيها الأندية من تعاقدات فاشلة وسمسرة فاضحة وإخفاقات داخلية وخارجية لا حدود لها.
حزنت كثيرا على قنواتنا الرياضية التي تحولت إلى منابر أندية أكثر ما هي منابر رسالة صادقة حيث تنفذ ما يطلب منها، تستقطب من هب ودب لا ثقافة ولا رؤية ولا حتى حسن نية في الطروحات، وحزنت أكثر على من يقوم بدور البطولة الرخيصة هم إعلاميون تم صناعتهم لتحقيق ذلك.
كان أحمد عيد وغيره من الرياضيين العقلاء يعتقدون اعتقادا جازما بأن أزمة الكرة السعودية هي أزمة تشريع أنظمة ولوائح مقننة تحكم الإطار العام لهذه المنظومة وإيجاد مسلك ثابت تنتهجة كرة القدم المحلية لبلوغ مكانتها القارية والإقليمية، إلا أن هذا الاعتقاد ذاب وذابت معه أحلام عيد في ظل محدودية قدراتنا كمجتمع رياضي «عجز» عن رسم خارطة طريقه وتاه في سكة التائهين، مستسلما لواقعه المرير..
مجتمعنا الرياضي الذي ينشد محاكاة نجاحات الآخرين لا ينظر إلا إلى أرنبة أنفه حيث فشل في خلق بيئة تنافسية وانساق خلف مخرجاته السلبية التي أفرزها الاحتقان فكريا ونقديا وإعلاميا، فلم يعد قادرا على تأدية رسالته السامية نحو صناعة رياضة أفضل..
وأمام هذه المعطيات وأمام هذه المتغيرات لم يعد أمامنا الكثير من مساحات التفاؤل، لكي نأمل فيما يمليه علينا مجتمعنا الرياضي مستقبلا، إلا أن نكون منصفين في طروحاتنا، ومتجردين من ميولنا، صادقين في آرائنا، وصرحاء مع أنفسنا، معترفين بأن لا أحمد عيد ولا لجانه يستطيعوا إصلاح ما أفسده المحتقنون، طالما لم يعد ذلك المجتمع قادرا على أن يفرق بين المشجع بالقلم والمشجع بالطبلة، فجميعهم يتراقصون هنا وهناك على أنغام الميول.
وعلينا أن نعترف كمجتمع رياضي لا يزال لديه قصور في إدراك المسؤولية تجاه أبنائه وقصور في النهوض برياضة وطنه، حتى الانفتاح الرياضي الذي جعلنا وجها لوجه مع الدول المتحضرة كرويا لم نستفد منه بل سخرنا كافة أدواتنا الإعلامية وقنواتنا الفضائية لتوسيع الرقعة، فتسابقت البرامج على تصدير التعصب والانحدار الرياضي، فكم شاهدنا من برامج مبرمجة ومعدة مسبقا لخدمة ناد على آخر وكم تابعنا من مذيعين متشنجين بابتسامات «صفراء» ساهموا في ارتفاع درجة الغليان، وإعلاميين عفوا مهرجين.. يتصايحون.. يتنابزون يتغامزون بالألقاب شعارهم «خذوهم بالصوت»، مستمدين ثقافتهم الإعلامية من المدرجات وإلى المدرجات، لا هم لهم ولا هدف إلا ممارسة الضغوطات وتسفيه وجهات نظر الآخرين.
نحن أمام حقيقة يجب أن لا نهرب من مواجهتها، فما نشاهده اليوم على مسرح البرامج «الكروية» من مهازل والضحك على الدقون والطرح القاسي بهدف الانتقاص من عمل لجان اتحاد الكرة والعاملين بها والتشكيك في الذمم ومحاولة إسقاطهم لمجرد عدم السماح لأنديتهم بتجاوز النظام، متجاهلة الأخطاء التي وقعت فيها الأندية من تعاقدات فاشلة وسمسرة فاضحة وإخفاقات داخلية وخارجية لا حدود لها.
حزنت كثيرا على قنواتنا الرياضية التي تحولت إلى منابر أندية أكثر ما هي منابر رسالة صادقة حيث تنفذ ما يطلب منها، تستقطب من هب ودب لا ثقافة ولا رؤية ولا حتى حسن نية في الطروحات، وحزنت أكثر على من يقوم بدور البطولة الرخيصة هم إعلاميون تم صناعتهم لتحقيق ذلك.