حتى لا يستهان بمصطلح «الحرام»

صالح إبراهيم الطريقي

صديقي..
إن كان يهمك دينك وما هو مقدس فيه ولا يحتمل التأويل والتفسير لذكره بنص واضح لا لبس فيه، عليك ألا تستخدم مصطلح «الحرام» على شيء لم يذكره القرآن بوضوح، وأن تستبدله بمصطلح آخر كغير قانوني أو ضرره أكثر من نفعه للمجتمع لهذا لابد من منعه، حتى لا يستهين المسلم بمصطلح «الحرام»، الذي هو خاص بعالم الغيب وهو أبدي لوضوح الظلم فيه، وربما أغلب ما حرم في القرآن بنص واضح تطبقه كل مجتمعات العالم، وإن أعطته صبغة أخرى كمادة بالدستور أو كان نصا قانونيا.
دعني أوضح لك خطورة أن يستخدم العلماء والمسلمون وإن اجتهدوا مصطلح «حرام» الذي من المفترض أن يكون حكرا على عالم الغيب، فهو وحده يملك العدل المطلق فلا يتبدل الحرام.
لن آخذك إلى داخل التاريخ البعيد حتى لا نغرق فيه، وسأذكرك بالمعاشة الآن، حين دخل جهاز «الراديو» اجتهد البعض ووضعوه في خانة «الحرام»، فيما بعد نقل لخانة الحلال، وهكذا مضى الأمر «في الهاتف والتلفزيون والدش والجوال و..و.. إلخ» ، يتم التحريم ثم ينقل من الحرام إلى الحلال، وكأن «الحرام» يمكن له وبسهولة أن يصبح حلالا إن أراد العالم أو المسلم هذا.
أعرف أنه من الصعب أن يتخلى الإنسان عن عادته القديمة، بألا يستخدم مصطلح «الحرام» في ما لم يذكره «القرآن الكريم» ، وأن يستبدلوه في الاجتهادات بقانوني وغير وقانوني أو صواب وخطأ، فالبناء صعب جدا وليس بسهولة الهدم.
ولكن هل تعرف أن مصطلح «الحرام» إن استخدمه شيخ بغير ما ذكره القرآن، بمواجهة شيخ آخر يستخدم نفس المصطلح، سيؤدي دائما لتمزق وتشرذم في المجتمع؟
وهذه كارثة أخرى غير كارثة الاستخفاف «بالحرام» وأنه يمكن بسهولة أن يصبح حلالا.
التوقيع : صديقك..