النشاط الثقافي في الأندية الرياضية
الجمعة / 24 / ذو القعدة / 1435 هـ الجمعة 19 سبتمبر 2014 20:29
محمد بن عبدالرزاق القشعمي
لعلها فرصة مناسبة عندما احتفل النادي الأدبي بالرياض مساء الثلاثاء 14/11/1435هـ بمرور أربعين عاما على تأسيسه، وإقامته مجموعة من النشاطات، ومنها ندوة بعنوان: (جهود الأمير فيصل بن فهد لخدمة الثقافة)، شارك بها الأساتذة الأفاضل: أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري وعبدالله الشهيل وحسن الهويمل، وأدارها الأستاذ سلطان البازعي، واقتصر حديثهم على النشاط الثقافي بالأندية الأدبية وظروف تأسيسها، إلى جانب بعض الأنشطة الثقافية الأخرى التي كان سمو الأمير فيصل يهتم بها ويشجع على تنميتها، أما اهتمامه وتشجيعه لشباب الأندية الرياضية في جانبيه الثقافي والاجتماعي فلم يتطرق إليهما أحد، فطلبت التعليق في نهاية الندوة وذكرت جانبا مهما مما لم يذكر بحكم عملي ومعايشتي لتلك الفترة، وبالذات في السنوات 95 ــ 1401هـ، إذ كنت مسؤولا عن مكتبي رعاية الشباب بالأحساء، ثم في حائل، والأندية الأدبية لم تبدأ نشاطها بالشكل الذي عليه اليوم. فما زالت في طور التهيئة والإعداد وتجهيز المقرات.
بدأت العمل بحماس وتشجيع ومتابعة من الأمير فيصل، واستفدت من أدباء ورجال العلم الشرعي في المنطقة، واستضفت عددا ممن هم خارجها من مناطق المملكة المختلفة، فقد دعوت للأحساء الأساتذة محمد العلي وراشد الحمدان وأحمد السعد ومنصور الخضيري وأبا عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ومحمد الشويعر وخالد السيف، إضافة لأبناء الأحساء كالمبارك والحليبي والعمر، وكان سموه يشجع النشاطات الأخرى كالمسرح والتشكيل والموسيقى والشعر، وتقام منافسات في تلخيص الكتب أذكر منها (الغزو الفكري) لعبدالله عبدالجبار ومسابقات أخرى في الشعر والقصة والمقال، ويقام حفل بالمناسبة لتوزيع الجوائز. وتصعد الفقرات والأعمال الفائزة لتشارك مركزيا بمهرجان سنوي يمتد لمدة أسبوع في العاصمة الرياض، يشارك به شباب الأندية الفائزة في مناطقها، ويحضره سمو الأمير، وبالذات الحفل الختامي لتعرض فيه أفضل الفقرات المختارة من مسرحيات وقصائد وخطابة ومواقف ضاحكة، والتركيز كان على المسرح. إذ تسلم الكؤوس والميداليات والجوائز المادية وشهادات التقدير، ثم يختار مجموعة من أفضل الممثلين الهواة للسفر لمدة ثلاثة أشهر خارج المملكة، وبالذات الدول المتقدمة مسرحيا لفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وغيرها للاستفادة من تجاربها وخبراتها.
انتقل عملي من الأحساء إلى حائل منتصف عام 1398هـ، واستمر النشاط الثقافي واستفدت من الخبرة السابقة، وكان تشجيع الأمير فيصل الدافع لمواصلة العمل، فاستضفت عددا كبيرا من أدباء المملكة، أذكر منهم الأساتذة الأفاضل عبدالعزيز الربيع مدير التعليم بالمدينة وإياد مدني وأحمد محمود وتركي السديري وخالد المالك ورويد العقاد ومنصور الحازمي ومحمد نصر الله وأحمد الصالح وإبراهيم الدامغ وعلي الدميني وعبدالله الصيخان وعثمان الصالح وزهير السباعي وحسن الهويمل وأبا عبدالرحمن بن عقيل ومحمد الهويش وغيرهم كثير.. كما استضفت عددا من الفنانين التشكيليين مع بعض أعمالهم وإشراكهم بتحكيم الأعمال المعروضة لفناني حائل، أذكر من الفنانين محمد السليم وخالد العبدان وعبدالحميد البقشي وأحمد المغلوث.. وقد أخذتهم في زيارة لبلدة جبة، حيث بهروا من جبل أم سنمان، وتمنوا البقاء به للاستفادة من الطبيعة في إبداع أعمال فنية. لقد كان الأمير فيصل يشجع ويشكر كلما قرأ خبر في جريدة أو أرسل له تقرير عن إقامة نشاط ثقافي.. وعندما زارنا المربي الراحل عثمان الصالح وألقى محاضرة عن شبابنا والابتعاث ــ كما أعتقد ــ كتب للأمير فيصل مشيدا بدور المكتب ونشاطه، فكتب سموه لوالده (ولي العهد وقتها) طالبا منه استثناء ترقيتي من المرتبة الخامسة للتاسعة، مكافأة لي على نشاطي.
واختتم بطرفة، عند مقابلتي للشيخ محمد إبراهيم الهويش قاضي التمييز والمستشار الشرعي بوزارة الإعلام، قابلته بعد بضع سنوات في الرياض على هامش حفل جائزة الدولة التقديرية في الأدب، قال: إنني أدعو لك ولا أنسى زيارتي لكم في حائل وما قضيناه بين كثبان الرمال في بلدة (جبة)، حيث ألقى محاضرة (الشباب وبناء الوطن)، وكان يحضر المناسبة مندوب من الإذاعة الراحل محمد الشعلان، والذي كان يقدم برنامج (مع التنمية) قبل مغرب كل يوم، وقد أذاع المحاضرة ــ على حلقات ــ ضمن فقرات البرنامج، وصادف أن سافر سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز (ولي العهد ــ آنذاك) من جدة إلى الطائف عن طريق البر، فسمع في الإذاعة جزءا من المحاضرة، فاتصل بوزارة الإعلام التي كان وزيرها وقتها الدكتور محمد عبده يماني وسأل عن المحاضرة والمحاضر، وعندما عرف قال لهم: هذا هو المناسب، ومثل هذه يجب أن تشجع وتبرز وتوزع لتعم الفائدة، فبعث سموه خطاب شكر للشيخ الهويش مرفقا به شيكا بمائة ألف ريال.. ولهذا فهو يشكرني لأنني السبب، وأردف قائلا: إنني قد تزوجت بهذا المبلغ، ولهذا أكرر دعائي لك.. فرددت عليه أن خوفي من أم أولادك أن تدعو علي.
فهل تعود تلك النشاطات على ما كانت عليه قبل عقود من الزمن؟
فشباب الأندية الرياضية بحاجة إليها، فأرجو من سمو الرئيس العام الجديد عبدالله بن مساعد أن يحقق ذلك.
Abo-yarob.kashami@hotmail.com
بدأت العمل بحماس وتشجيع ومتابعة من الأمير فيصل، واستفدت من أدباء ورجال العلم الشرعي في المنطقة، واستضفت عددا ممن هم خارجها من مناطق المملكة المختلفة، فقد دعوت للأحساء الأساتذة محمد العلي وراشد الحمدان وأحمد السعد ومنصور الخضيري وأبا عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ومحمد الشويعر وخالد السيف، إضافة لأبناء الأحساء كالمبارك والحليبي والعمر، وكان سموه يشجع النشاطات الأخرى كالمسرح والتشكيل والموسيقى والشعر، وتقام منافسات في تلخيص الكتب أذكر منها (الغزو الفكري) لعبدالله عبدالجبار ومسابقات أخرى في الشعر والقصة والمقال، ويقام حفل بالمناسبة لتوزيع الجوائز. وتصعد الفقرات والأعمال الفائزة لتشارك مركزيا بمهرجان سنوي يمتد لمدة أسبوع في العاصمة الرياض، يشارك به شباب الأندية الفائزة في مناطقها، ويحضره سمو الأمير، وبالذات الحفل الختامي لتعرض فيه أفضل الفقرات المختارة من مسرحيات وقصائد وخطابة ومواقف ضاحكة، والتركيز كان على المسرح. إذ تسلم الكؤوس والميداليات والجوائز المادية وشهادات التقدير، ثم يختار مجموعة من أفضل الممثلين الهواة للسفر لمدة ثلاثة أشهر خارج المملكة، وبالذات الدول المتقدمة مسرحيا لفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وغيرها للاستفادة من تجاربها وخبراتها.
انتقل عملي من الأحساء إلى حائل منتصف عام 1398هـ، واستمر النشاط الثقافي واستفدت من الخبرة السابقة، وكان تشجيع الأمير فيصل الدافع لمواصلة العمل، فاستضفت عددا كبيرا من أدباء المملكة، أذكر منهم الأساتذة الأفاضل عبدالعزيز الربيع مدير التعليم بالمدينة وإياد مدني وأحمد محمود وتركي السديري وخالد المالك ورويد العقاد ومنصور الحازمي ومحمد نصر الله وأحمد الصالح وإبراهيم الدامغ وعلي الدميني وعبدالله الصيخان وعثمان الصالح وزهير السباعي وحسن الهويمل وأبا عبدالرحمن بن عقيل ومحمد الهويش وغيرهم كثير.. كما استضفت عددا من الفنانين التشكيليين مع بعض أعمالهم وإشراكهم بتحكيم الأعمال المعروضة لفناني حائل، أذكر من الفنانين محمد السليم وخالد العبدان وعبدالحميد البقشي وأحمد المغلوث.. وقد أخذتهم في زيارة لبلدة جبة، حيث بهروا من جبل أم سنمان، وتمنوا البقاء به للاستفادة من الطبيعة في إبداع أعمال فنية. لقد كان الأمير فيصل يشجع ويشكر كلما قرأ خبر في جريدة أو أرسل له تقرير عن إقامة نشاط ثقافي.. وعندما زارنا المربي الراحل عثمان الصالح وألقى محاضرة عن شبابنا والابتعاث ــ كما أعتقد ــ كتب للأمير فيصل مشيدا بدور المكتب ونشاطه، فكتب سموه لوالده (ولي العهد وقتها) طالبا منه استثناء ترقيتي من المرتبة الخامسة للتاسعة، مكافأة لي على نشاطي.
واختتم بطرفة، عند مقابلتي للشيخ محمد إبراهيم الهويش قاضي التمييز والمستشار الشرعي بوزارة الإعلام، قابلته بعد بضع سنوات في الرياض على هامش حفل جائزة الدولة التقديرية في الأدب، قال: إنني أدعو لك ولا أنسى زيارتي لكم في حائل وما قضيناه بين كثبان الرمال في بلدة (جبة)، حيث ألقى محاضرة (الشباب وبناء الوطن)، وكان يحضر المناسبة مندوب من الإذاعة الراحل محمد الشعلان، والذي كان يقدم برنامج (مع التنمية) قبل مغرب كل يوم، وقد أذاع المحاضرة ــ على حلقات ــ ضمن فقرات البرنامج، وصادف أن سافر سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز (ولي العهد ــ آنذاك) من جدة إلى الطائف عن طريق البر، فسمع في الإذاعة جزءا من المحاضرة، فاتصل بوزارة الإعلام التي كان وزيرها وقتها الدكتور محمد عبده يماني وسأل عن المحاضرة والمحاضر، وعندما عرف قال لهم: هذا هو المناسب، ومثل هذه يجب أن تشجع وتبرز وتوزع لتعم الفائدة، فبعث سموه خطاب شكر للشيخ الهويش مرفقا به شيكا بمائة ألف ريال.. ولهذا فهو يشكرني لأنني السبب، وأردف قائلا: إنني قد تزوجت بهذا المبلغ، ولهذا أكرر دعائي لك.. فرددت عليه أن خوفي من أم أولادك أن تدعو علي.
فهل تعود تلك النشاطات على ما كانت عليه قبل عقود من الزمن؟
فشباب الأندية الرياضية بحاجة إليها، فأرجو من سمو الرئيس العام الجديد عبدالله بن مساعد أن يحقق ذلك.
Abo-yarob.kashami@hotmail.com