المرأة والشباب ..أولا؟!

رؤى صبري

احتفت المملكة حكومة وشعبا أمس بالذكرى 84 لليوم الوطني، هذا اليوم الذي أسس فيه المغفور له الملك عبدالعزيز ومعه رجاله الأوفياء هذا الكيان الكبير الذي نراه اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يخطو خطوات حثيثة لأخذ مكانته اللائقة بين الأمم المتحضرة على سطح كوكبنا.
ومن هذا المنطلق وبعيدا عن ذكر مسارات التنمية التي تحققت في كافة المجالات إلا أنني رأيت استغلال هذه الفرصة السانحة لأتطرق عبر هذه المساحة إلى قطاعين مهمين يحتاجان للأولوية القصوى في تنميتهما أكثر من غيرهما وهما قطاعا «المرأة والشباب» لأن في تنميتهما البعيدة عن حسابات الماضي اختصارا للزمن المطلوب في تحقيق أهدافنا الوطنية كافة.
وعندما أقول ذلك فإنني أعي ما أقول حيث إن المرأة السعودية أضحت اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى إعادة النظر بكل القيود التي تقف في طريق انطلاقتها نحو أخذ دورها المنتظر إلى جانب شقيقها الرجل كونها أثبتت تفوقها على كافة الأصعدة محليا وعربيا ودوليا ولنا في ذلك نماذج من النساء السعوديات اللاتي رفعن راية الوطن خفاقة في أكثر من محفل دولي.
إلا أننا للأسف نجد اليوم من لا يزال يحاول فرملة هذه الانطلاقة أو الحد منها ،سواء بالقول أو بالفعل بدون مسوغات شرعية أو قانونية في مخالفة واضحة لتوجهات الدولة نحو المرأة وتنميتها، على الرغم من الدعم الذي حظيت به المرأة السعودية من قبل خادم الحرمين الشريفين خلال السنوات القليلة الماضية، غير مدركين أن في تنمية المرأة بكل ما تعنيه الكلمة فيه الخير الكثير وفي تخلفها شر وعواقب وخيمة على المجتمع والوطن وتقدمه.
وبناء على ما تقدم أتمنى في هذه المناسبة الغالية أن أرى خطوات جديدة تمنح المرأة ما تبقى من حقوقها المجتمعية كمواطنة أولا وكإنسانة ثانيا لها الحق الكامل في ممارسة عملها وحياتها دون وصاية من أحد، وهذا بالطبع لن يتحقق إلا عبر سن التشريعات والأنظمة التي تلبي حاجتها تلك وتمنحها الحصانة ضد من يدعون الدفاع عن مصالحها تحت أي مبرر.
أما القطاع الآخر الذي أجد أنه يمثل الجناح الآخر لتنمية وتقدم الوطن فهو الشباب بنوعيه الاجتماعي حيث يمرون حاليا في المرحلة الأهم من حياتهم المليئة بالطاقة المتدفقة والتي يحتاجون فيها إلى عناية خاصة توفر لهم تعليما راقيا يمنحهم الأمان ويضمن مستقبلهم ويشعرهم بأهمية الانتماء لوطنهم ، خصوصا إذا علمنا أن في هذه الشريحة مبدعات ومبدعين يحتاجون إلى استثمار أفكارهم وإبداعاتهم الخلاقة التي لا تجد من يتبناها أو يترجمها إلى مشاريع على الأرض حتى يصابوا بالإحباط ويصرفوا النظر عنها، لأن الاستثمار في الشباب وتدريبهم هو أكثر أهمية من الاستثمار في البنى التحتية الأخرى كون ذلك يعني استثمارا في مستقبل الوطن ورفعته.