الحياة مغامرة.. و «بصمات بنات» توّج نجوميتي
المذيعة التلفزيونية مها السراج هجرت التدريس لتبحث عن آفاق الفضاء:
الخميس / 01 / ذو الحجة / 1435 هـ الخميس 25 سبتمبر 2014 19:20
عثمان الشلاش (بريدة)
تقول الاعلامية مها السراج عن فلسفة الحياة كما قالت الكاتبة الامريكية هلين كيللر «الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة.. أو لا شيء» فتبنت هذه الفلسفة طوال حياتها العملية، اذ بدأت خطواتها الاولى بالعمل في مهنة التدريس وهي المهنة الشاقة «فكانت بمثابة حجر الأساس الذي شكل أسلوب تعاملي مع الوظيفة و العمل بشكل عام فالتعليم مهنة تمنحك خبرات محددة تضع بصمتها على الشخصية بعمق، فالصبر وتحمل الجهد الكبير سمتان اكتسبتهما من مهنة التعليم إضافة إلى مهارة التعامل مع الجميع والقدرة على الوصول إلى كل المستويات الفكرية المتباينة، والأهم من هذا كله صفة العطاء النقي فالمعلم أو المعلمة يكون دائما في مرتبة الأسرة الثانية للطالب لذلك نجد أن التعليم لا يقف عند إلقاء المعلومة وإيصالها ولكنها مهمة تربوية وإنسانية خالصة وهذا ما صقل مفهومي للعمل وتعلمت أن لكل مهنة جوانب إنسانية وأهدافا سامية لا بد أن يدركها كل من يقدم على الحياة المهنية».
انهت مها السراج بكالوريوس اللغة الانجليزية في كلية التربية في جدة والماجستير في الانتاج الفني والإخراج من جامعة جيبسون بالولايات المتحدة ودبلوم التصميم الداخلي في امريكا.. وفي مرحلة ما من مسيرتها ظلت مها السراج تضيق ذرعا بالعوائق ورغم تقدمها في الوظيفة الى وكيلة مدرسة ثم مديرة ومحاضرة في كلية التربية إلا أنها كانت تشعر ان هناك الكثير خارج أسوار هذا العالم.. طموحها المغامرة لتدرك مساحات من الحياة لم تعرفها فكان قرارها الجريء بترك الوظيفة الآمنة والرائعة لتخوض في مجال لطالما تمنت أن تخوضه وهنا كنت نقطة التحول من التعليم إلى الإعلام.
تواصل مها السراج: في هذه المرحلة نظرت حولي فوجدت أن المناخ الإعلامي التلفزيوني لا يمنح فرصا تدريبية محددة ولا توجد قنوات احترافية كافية في جدة كي أبدا بها على أسس علمية واحترافية فكان اختياري دبي لأضع أساسا احترافيا لخبراتي الإعلامية، كانت رحلة إلى المجهول في أول تجربة لي دون عائلتي فكانت هناك مخاوف كثيرة ترافق هذا القرار الجريء.
بصمات بنات
في دبي اكتشفت السراج بيئة مختلفة اجتماعيا وثقافيا ومهنيا وهو الأمر الذي لم تعتد عليه ولعل أول موقف صادفها هو نوع ومكان السكن لأن دبي تختلف فيها مقاييس اختيار مكان السكن فلا توجد منطقة أو مبان للعزاب أو أخرى للعوائل.. «سخر مني مكتب العقار حين طلبت شقة في مبنى عوائل وبعد بحث مضن استقر اختياري على منطقة تمتاز بقربها من مدينة الاعلام».
عملت السراج بداية في قناة الاقتصادية محررة في قسم الأخبار ومعدة ومقدمة لبرنامجين أحدهما مسجل والآخر مباشر وهو الأمر الذي أفادها في وقت لاحق حيث تعلمت كيف تفكر في كل اتجاه في الوقت ذاته وتنفيذ عدة مهام في وقت واحد وبسرعة ودقة.. ورغم عدم وجود أي خبرات صحفية سابقة إلا أن خبرتها الثقافية وحصيلتها اللغوية كانت عالية جدا الأمر الذي أعانها على التعلم السريع لمهنة التحرير الإخباري وكتابة التقارير.
أنهت السراج عملها في قناة الاقتصادية وهي في منصب رئيس التحرير ثم انتقلت إلى قناة الآن الفضائية وهي تجربة مختلفة في جوانب العمل الاحترافي والفرص المتاحة «أعتبر قناة الآن معهدا عاليا لفن العمل الصحفي المرئي تعلمت كيف أكون إعلامية شاملة محترفة كمحررة ومراسلة ومقدمة برامج ومنفذة للنشرات وأبرز ما قدمته من برامج في تلفزيون الآن: بصمات بنات، سعوديات في القمة، إضافة إلى برنامج صباحي مباشر».
صوت العودة
أثناء عملها التلفزيوني في دبي تعرفت مها السراج على كثير من الوجوه والشخصيات الصحفية وكتبت مقالات وتحقيقات لصحف إماراتية والأهم من هذا كله إصدار مجموعتها الشعرية الأولى «وترحل الصغيرة» التي شاركت بها في معرض الكتاب الدولي الى جانب مساهمات في أمسيات شعرية.
«كان هناك صوت داخلي يدعوني للعودة لوطني وكان الصوت يرتفع مع كل عام أمضيه في دبي وكان لدي حنين دائم لبيت أمي واجتماعات الأسرة وضحكات إخوتي وجلساتنا الرائعة رغم أنني كنت أنجح وأتقدم وأتعلم في دبي إلا أن هذا الحنين كان يطغى على كل شيء فكان قرار عودتي». عند عودتها لم تجد المناخ الملائم بسبب التنافس الاحترافي في جدة فتقدمت للعمل في قناة الثقافية بتقديم برنامج «صباح الثقافية» المباشر الامر الذي جعلها تتعرف على المناخ الأدبي والثقافي والفني «رأيت هذا المناخ المضيء يكبر ويتألق يوما بعد يوم.. ومن هنا بدأ اسمي ينتشر في الأوساط الإعلامية والفنية والأدبية وتم ترشيحي لمنصب رئيسة اللجنة الإعلامية في جمعية الثقافة والفنون وبقيت في عملي في الجمعية لمدة 6 أشهر فقط ثم قررت ترك العمل بسبب انشغالي في العمل التلفزيوني إضافة إلى أنني كنت أسافر لتلبية دعوات للمشاركة في ملتقيات ومؤتمرات خارج الوطن».
الوقت منتصف البرد
أصدرت مها السراج مجموعة شعرية ثانية بعنوان «الوقت منتصف البرد» وشاركت بها في معرض الكتاب الدولي في الرياض.. أهم حدث لها هو دعوتها للمشاركة في أمسية شعرية في مهرجان عكاظ ومن ابرز نشاطاتها مشاركتها في دورات وورش عمل مع تلفزيون دي دبليو الألماني الى جانب مشاركتها مؤتمر الإعلاميات العرب في الأردن وملتقى الباحة الإعلامي الأول، الى جانب زاويتها «ظل امرأة» في صحيفة البلاد التي استمرت لأكثر من عامين، وتعمل الآن على إصدار مجموعتها الشعرية الثالثة وخوض مجال كتابة القصة القصيرة.
وفي رأيها أن العمل الإعلامي محدود جدا ومؤطر للغاية وتحتاج المرأة لمزيد من الثقة والفرص كما تحتاج الإعلامية أن تقاس مهنيتها من منظور احترافي وأن تمنح ميزات مادية ومعنوية كي لا تهاجر إلى بلد آخر كما تحتاج الى الرعاية والدعم والتشجيع المادي والمعنوي والفرص المتساوية.. «اليوم أنظر للخلف وأجد أنه لولا روح المغامرة والجرأة والسعي الحثيث للنجاح لما تقدمت خطوة واحدة ولما عرفت أن هناك عوالم أرحب في الحياة.. لا يجب علينا أن نقبع في صوامعنا ونكتفي بما هو حولنا.. فالحياة مغامرة رائعة وخوضها يمنحك حبا أكبر للحياة».
انهت مها السراج بكالوريوس اللغة الانجليزية في كلية التربية في جدة والماجستير في الانتاج الفني والإخراج من جامعة جيبسون بالولايات المتحدة ودبلوم التصميم الداخلي في امريكا.. وفي مرحلة ما من مسيرتها ظلت مها السراج تضيق ذرعا بالعوائق ورغم تقدمها في الوظيفة الى وكيلة مدرسة ثم مديرة ومحاضرة في كلية التربية إلا أنها كانت تشعر ان هناك الكثير خارج أسوار هذا العالم.. طموحها المغامرة لتدرك مساحات من الحياة لم تعرفها فكان قرارها الجريء بترك الوظيفة الآمنة والرائعة لتخوض في مجال لطالما تمنت أن تخوضه وهنا كنت نقطة التحول من التعليم إلى الإعلام.
تواصل مها السراج: في هذه المرحلة نظرت حولي فوجدت أن المناخ الإعلامي التلفزيوني لا يمنح فرصا تدريبية محددة ولا توجد قنوات احترافية كافية في جدة كي أبدا بها على أسس علمية واحترافية فكان اختياري دبي لأضع أساسا احترافيا لخبراتي الإعلامية، كانت رحلة إلى المجهول في أول تجربة لي دون عائلتي فكانت هناك مخاوف كثيرة ترافق هذا القرار الجريء.
بصمات بنات
في دبي اكتشفت السراج بيئة مختلفة اجتماعيا وثقافيا ومهنيا وهو الأمر الذي لم تعتد عليه ولعل أول موقف صادفها هو نوع ومكان السكن لأن دبي تختلف فيها مقاييس اختيار مكان السكن فلا توجد منطقة أو مبان للعزاب أو أخرى للعوائل.. «سخر مني مكتب العقار حين طلبت شقة في مبنى عوائل وبعد بحث مضن استقر اختياري على منطقة تمتاز بقربها من مدينة الاعلام».
عملت السراج بداية في قناة الاقتصادية محررة في قسم الأخبار ومعدة ومقدمة لبرنامجين أحدهما مسجل والآخر مباشر وهو الأمر الذي أفادها في وقت لاحق حيث تعلمت كيف تفكر في كل اتجاه في الوقت ذاته وتنفيذ عدة مهام في وقت واحد وبسرعة ودقة.. ورغم عدم وجود أي خبرات صحفية سابقة إلا أن خبرتها الثقافية وحصيلتها اللغوية كانت عالية جدا الأمر الذي أعانها على التعلم السريع لمهنة التحرير الإخباري وكتابة التقارير.
أنهت السراج عملها في قناة الاقتصادية وهي في منصب رئيس التحرير ثم انتقلت إلى قناة الآن الفضائية وهي تجربة مختلفة في جوانب العمل الاحترافي والفرص المتاحة «أعتبر قناة الآن معهدا عاليا لفن العمل الصحفي المرئي تعلمت كيف أكون إعلامية شاملة محترفة كمحررة ومراسلة ومقدمة برامج ومنفذة للنشرات وأبرز ما قدمته من برامج في تلفزيون الآن: بصمات بنات، سعوديات في القمة، إضافة إلى برنامج صباحي مباشر».
صوت العودة
أثناء عملها التلفزيوني في دبي تعرفت مها السراج على كثير من الوجوه والشخصيات الصحفية وكتبت مقالات وتحقيقات لصحف إماراتية والأهم من هذا كله إصدار مجموعتها الشعرية الأولى «وترحل الصغيرة» التي شاركت بها في معرض الكتاب الدولي الى جانب مساهمات في أمسيات شعرية.
«كان هناك صوت داخلي يدعوني للعودة لوطني وكان الصوت يرتفع مع كل عام أمضيه في دبي وكان لدي حنين دائم لبيت أمي واجتماعات الأسرة وضحكات إخوتي وجلساتنا الرائعة رغم أنني كنت أنجح وأتقدم وأتعلم في دبي إلا أن هذا الحنين كان يطغى على كل شيء فكان قرار عودتي». عند عودتها لم تجد المناخ الملائم بسبب التنافس الاحترافي في جدة فتقدمت للعمل في قناة الثقافية بتقديم برنامج «صباح الثقافية» المباشر الامر الذي جعلها تتعرف على المناخ الأدبي والثقافي والفني «رأيت هذا المناخ المضيء يكبر ويتألق يوما بعد يوم.. ومن هنا بدأ اسمي ينتشر في الأوساط الإعلامية والفنية والأدبية وتم ترشيحي لمنصب رئيسة اللجنة الإعلامية في جمعية الثقافة والفنون وبقيت في عملي في الجمعية لمدة 6 أشهر فقط ثم قررت ترك العمل بسبب انشغالي في العمل التلفزيوني إضافة إلى أنني كنت أسافر لتلبية دعوات للمشاركة في ملتقيات ومؤتمرات خارج الوطن».
الوقت منتصف البرد
أصدرت مها السراج مجموعة شعرية ثانية بعنوان «الوقت منتصف البرد» وشاركت بها في معرض الكتاب الدولي في الرياض.. أهم حدث لها هو دعوتها للمشاركة في أمسية شعرية في مهرجان عكاظ ومن ابرز نشاطاتها مشاركتها في دورات وورش عمل مع تلفزيون دي دبليو الألماني الى جانب مشاركتها مؤتمر الإعلاميات العرب في الأردن وملتقى الباحة الإعلامي الأول، الى جانب زاويتها «ظل امرأة» في صحيفة البلاد التي استمرت لأكثر من عامين، وتعمل الآن على إصدار مجموعتها الشعرية الثالثة وخوض مجال كتابة القصة القصيرة.
وفي رأيها أن العمل الإعلامي محدود جدا ومؤطر للغاية وتحتاج المرأة لمزيد من الثقة والفرص كما تحتاج الإعلامية أن تقاس مهنيتها من منظور احترافي وأن تمنح ميزات مادية ومعنوية كي لا تهاجر إلى بلد آخر كما تحتاج الى الرعاية والدعم والتشجيع المادي والمعنوي والفرص المتساوية.. «اليوم أنظر للخلف وأجد أنه لولا روح المغامرة والجرأة والسعي الحثيث للنجاح لما تقدمت خطوة واحدة ولما عرفت أن هناك عوالم أرحب في الحياة.. لا يجب علينا أن نقبع في صوامعنا ونكتفي بما هو حولنا.. فالحياة مغامرة رائعة وخوضها يمنحك حبا أكبر للحياة».