وهل يوم الوطن .. موضع جدل ؟!

تركي الدخيل

امتلأت الشاشات، خلال الأيام الماضية، باللون الأخضر، وبالحديث عن السعودية وإنجازات قادتها، وقد تفاعلت مع هذا اليوم دول حليفة وشقيقة مهمة، على رأسها الإمارات والبحرين، بالأناشيد والأغنيات والأهازيج، بالروح والمعنى، بالشكل والمضمون، تفاعل غير متكلف وعفوي، رفعت صورة الملك عبدالله على برج العرب بدبي، وأطلقت الأغاني السعودية الوطنية في النافورة الراقصة وسط دبي. وأهدي شال يحمل علمي السعودية والإمارات على الواصلين لمطارات الإمارات مع قصيدة تبارك للمملكة وتؤكد أننا شعب واحد، لا شعبان.
هذا التفاعل أثلج الصدور، وألهب الحماسة تجاه تراب الوطن المعطاء الذي نحبه ونهيم به ونحرسه بعيوننا وأرواحنا. لقد كان لمحبة أبي متعب من قبل العرب والمسلمين الدور الفارق في جعل يوم الوطن هو يوم الإنسانية والمحبة والتسامح والاعتدال؛ لأن أبا متعب يمثل هذا الاعتدال والمحبة.
العجب أن يكون اليوم الوطني موضع جدالٍ أو نقاشٍ من قبل البعض، إما بسبب التحريم، أو بسبب الأيديولوجيا، فإن كان بسبب الأولى، فإن الاحتفال بالوطن هو قربة إلى الله تعالى وليس معصية، وإن كان بسبب الثانية فإن الأيديولوجيا تعمي وتصم!
لدى البعض القدرة على وضع أعلام رابعة وصور بعض رموز الإخوان والإرهاب، لكن يستحون من وضع علم السعودية أو على الأقل المباركة للوطن بهذا اليوم العظيم، صمت البعض من المتحزبين لمرضٍ في قلوبهم تجاه هذه البلاد، لكنهم يباركون لأيام ومناسبات لدول شقيقة تشترك معهم في الأيديولوجيا وتدعمهم.
لكن بنهاية المطاف هذه التصرفات غير مستغربة، بل الغريب لو فعلوا عكس ذلك لكنا تفاجأنا، لو رأينا هؤلاء المؤدلجين يحتفلون بيوم الوطن لكنا استغربنا بالفعل، أما الاعتراض فهو معروف ومتوقع، على اعتبار الوطنية لديهم ليست من ضمن تربيتهم أو أيديولوجيتهم، بل يعتبرون أفغانستان ــ على سبيل المثال ــ أحب إليهم، وقد قال ذلك الموقوف وليد السناني الذي زعم أن الأرض الطاهرة الوحيدة في العالم هي أفغانستان!
حمى الله الوطن من كل مكروه ومتربص.