يستاهلون أكثر!

محمد بن محمد الحربي

تحرص المنظمات الناجحة على تحفيز منسوبيها معنويا وماديا، دون أن تألو جهدا أو مالا لتحقيق ذلك في جميع الظروف والأوقات، ولو بمجرد الإشادة بالعاملين على الملأ بكلمة طيبة، قد تكون أكثر تأثيرا وتحفيزا من المال.
وعلى الرغم من البرامج والمخصصات التي تقدمها المؤسسات الحكومية والأهلية لتحفيز منسوبيها ومكافأتهم؛ إلا أنها غير مستمرة، ولا تشمل جميع المتميزين، فضلا عن تأخرها، أو منحها لغير المستحقين في بعض الأحيان!
وهناك فئات من العاملين والعاملات في مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية يقدمون لوطنهم ومجتمعهم خدمات جليلة تفوق ما يقدمه البعض، مقابل التباين في مقدار الرواتب والمكافآت التحفيزية المادية منها والمعنوية.
ولعل من هذه الفئات المعلمون والمعلمات الذين يعملون في المناطق النائية، ويقطعون صباح كل يوم مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم، معرضين أرواحهم لأخطار الطريق وحوادثه المميتة، دون الحصول على بدلات تحفيزية؛ كبدل الخطر، وبدل العمل في المدارس النائية.
كما يحتاج العاملون في الدفاع المدني، والهلال الأحمر المزيد من التحفيز المعنوي والمادي، كونهم يقدمون خدمات إنسانية جليلة على مدار الساعة لا ترتبط بوقت معين؛ فهم جاهزون لتلبية النداء في أي زمان ومكان، بل إن بعضهم قدم حياته مقابل إنقاذ آخرين.
أما العاملون في المنافذ الحدودية والجمارك فهم من أهم الفئات الذين يستحقون أضعاف ما يمنح لهم من المكافآت التحفيزية المادية والمعنوية، وذلك لدورهم الفعال في الوقوف أمام الحملات المستمرة لتدمير الوطن، وإغراقه بالمخدرات، والبضائع المقلدة واكتشافهم للعديد من عمليات التهريب الفاشلة.
ويشارك الكثير من شبان وشابات الوطن في الخدمات التطوعية التي تقدم كل عام للحجاج والمعتمرين،دون البحث عن أي مقابل مادي، ولذلك فهم يستحقون التحفيز المعنوي أولا، كونهم يقدمون صورة مشرفة عن المواطن السعودي.
إن هؤلاء المتميزين يقدمون خدمات لا غنى للمجتمع عنها أفرادا ومؤسسات؛ لكن حماة الوطن من أفراد الجيش والأمن الذي يحرسون حدوده، ويذودون عن حياضه، ويقدمون أرواحهم فداء له، تعد الفئة الأهم الذين يستحقون المزيد والمزيد من مكافآت التحفيز المادية والمعنوية على حد سواء.
* كلمة أخيرة:
قليل دائم خير من كثير منقطع.