جزارون: حجاج يمتنعون عن أكل الأضحية.. وآخرون يكتفون بالصوف

أشواق الطويرقي (مكة المكرمة)

سيطرت مفاهيم ومعتقدات خاطئة على البعض من الناس عن حكم أضحية العيد وتقسيمها، فالبعض منهم يخصصها للأموات دون الأحياء، ومنهم من يحرم الأكل منها، وآخرون لا يأخذون إلا صوفها. «عكاظ» رصدت بعضا من المفاهيم الخاطئة التي يعتقد بها بعض من المتواجدين بمجازر الذبح بالعاصمة المقدسة وتعليق الشرع عليها في التقرير التالي، إذ رصدت الخمسيني عبدالله سالم يجر خلفه 3 خرفان في مجزرة الكعكية يتجه بها إلى قسم الذبح والسلخ للتضحية بها عن بيته وعن والديه المتوفيين.
وأوضح عبدالله أنه اعتاد في كل عام تخصيص خمسة آلاف ريال؛ لذبح هذه الكمية من الأضاحي التي ترتفع أسعارها إلى الضعف في موسم الحج، معللا بأن الأموات يتباهون فيما بينهم بهذه الأضاحي التي يشترونها في يوم العيد الأكبر، مبينا بأن الأموات يحزنون إذا لم يضح ذووهم عنه، متحدثا عن الأجر العظيم والغفران الذي يحصل عليه الأموات من الله نظير تضحية الأبناء أو ذويهم من الأحياء عنهم. ولم تنته المفاهيم الخاطئة عند عبدالله فقط، فإن أحمد زين المتزوج من أربع نساء يقوم بذبح 4 أضاحي لكل بيت واحده بالإضافة إلى منزل والدته التي يعولها. فيما تتشارك الشقيقات الثلاث (عبير، هند، حنان) في ثمن الأضحية؛ بسبب غلاء أسعارها في هذا الموسم وضعف أحوالهن المادية التي أجبرتهن على تقاسم قيمة الأضحية التي يعتقدن بأنها فرض إلزامي على جميع المسلمين في عيد الأضحى.
ويذكر الجزار حسين عبدالحي أن بعض الناس يجهلون الحكم الشرعي في تقسيم الأضحية، مبينا أن البعض يعتقد بتحريم الأكل منها فيقوم بذبحها وتركها كاملة ليتم توزيعها من الجزارين والجمعيات الخيرية إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين والأيتام، وآخرون يأخذون من الأضحية صوفها للاستفادة منه ويعتقدون بعدم جواز أكل لحمها بحجة أنه حق للفقراء ومن تجوز الصدقة عليهم، وطالما أنهم يملكون قيمة الأضحية لا يحق لهم الأكل منها فهو ليس من مستحقيها، كما يقوم البعض بتقسيمها إلى نصفين يأخذ نص لبيته ويترك النصف الآخر للصدقة. بدوره، أكد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور محمد بن ماطر السهلي أن ما يقوم به بعض الناس من تخصيص الأضاحي في يوم العيد الأكبر عن أمواتهم كالوالدين أو الإخوان وغيرهم بأن هذا الأمر ليس من السنة النبوية المأخوذة عن رسول الأمة صلى الله عليه وسلم، والصحيح أن الأضحية الواحدة تكفي أهل البيت جميعاً من الأحياء والأموات، مشيرا إلى أنه لا يصح تخصيص الأضحية للأموات، بل تجوز عنهم الصدقة التي نص عليها القرآن الكريم والسنة المطهرة، ودليل ذلك «أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضحى عن جميع زوجاته وأهل بيته من الأحياء والأموات بأضحية واحدة»، مبيناً أن التخصيص يعد من البدع المنهي عنها. وذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم دل المسلمين على ما ينفع الأموات في قبورهم في حديثه «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».. ولم يذكر التضحية للأموات.. منوها بأنه لا يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إلا في ثمن البدنة -الجمل- الذي يمكن لسبعة أشخاص الاشتراك بثمنه، مبيناً أن الشخص لا يملك شراء الأضحية بمفرده يدل على أنه معسر وليس عليه حرج إن لم يضح، مبينا أنه الأضحية توزع وفق الشريعة الإسلامية ثلث يتصدق بها وثلث يهديه وثلث يأكل منه.