رجال الأمن.. جوهرة الموسم

نوف محمد

ومن أكثر من ضيوف الرحمن يستحقون الرعاية والاهتمام والإكرام؟
وهذا ما دأبت عليه قيادة المملكة طيلة تاريخها، وبلغت أعلى حدودها في عهد خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله).
مشهد مهيب يبعث على الفخر والاعتزاز والاحترام لرجال الأمن السعودي في المشاعر المقدسة.
رجل أمن يعصر عبوة ماء بارد على رؤوس حجاج بيت الله الحرام، وآخر يحمل مسنا على ظهره ليجنبه مشقة الزحام، وآخر يمسك طفلا بين يديه ليتمكن والداه من رمي الجمرات لتجنبيه خطر الزحام، وآخر يمسك طفلا ويحمله ليقبل الحجر الأسود، وآخرون يحملون مسنة بكرسيها المتحرك ليمكنوها من رمي الجمرات.
صور تناقلتها الصحف والقنوات الفضائية وأثنى عليها كل الشرفاء المنصفون على شبكات التواصل الاجتماعي.
رجال تسكن الإنسانية كل جنبات أرواحهم، استشعروا هيبة المكان والمناسبة، ووطنهم الذي سكن قلوبهم حبا وإيمانا لا يضاهيه شيء، فكانوا كأنبل ما يكون النبل، وأجزل ما يكون العطاء، لا يبتغون به إلا وجه الله تعالى وخدمة ضيوفه الكرام.
هؤلاء الرجال كانوا جوهرة الموسم، وأنموذجا مشرفا لإنسان هذه الأرض، ومواطنون مثلوا بلدهم التي شرفها الله بخدمة الحجيج خير تمثيل، جزاهم الله عن الحجاج الذين قدموا لهم العون وعن بلادهم خير الجزاء.
وعندما شاهدت صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وهو يصافحهم ويربت على أكتافهم ويلاطفهم بتواضع جم وألفة وحميمية راقية عرفت كيف تككلت أرواحهم بكل هذا الحب والعطاء والتفاني منقطع النظير، دمتم لدينكم ولأمتكم ولوطنكم سالمين ومصدر فخرها على الدوام.
وكم هي عظيمة اللفتة الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة بتكريم الجندي الذي يرش الماء على رؤوس الحجيج.
موسم حج هذا العام ناجح بكل المقاييس ولله الحمد، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي شهادات حجاج بيت الله الحرام من كل أصقاع الأرض، بنجاح الموسم وحسن التنظيم وإدارة الحشود، بينما دعاة الفتنة إياهم يغردون خارج السرب بغير ذلك كذبا من عند أنفسهم لخدمة القنوات المعادية لبلادنا وتلقفت «نعيقهم» وليس تغريداتهم لتبث سمومها، حتى متى يعمل هؤلاء ضد وطنهم؟ متى يفيقون ويثوبون إلى رشدهم ويكتشف مريدوهم زيف دعاواهم، دمت بخير يا وطني، والله الموفق.