الحرب على السلم أمام قواعد التعايش

طارق محمد الحسين

التقريب بين المذاهب الاسلامية فكرة يحتاج العقل الاسلامي الى إعادة تشكيلها،، والمؤتمرات التي اقيمت وما زالت تقام تحت عنوان التقريب على أعلى مستويات النخب الدينية بسبب الازمة التاريخية بين السنة والشيعة في العراق ولبنان وغيرها، جاءت لتكمل مسيرة احبطها الغلاة يوما بحجة ان التقريب تمييع للاسلام وتنازل عن المبادئ ورضى بما يصنع الاخر الاسلامي، والكتب والنشرات والتسجيلات الصوتية والمرئية وثائق تثبت ان هناك من حمل راية (الحرب على السلم) بين المذاهب والفرقاء.
كم نتمنى لو أن هذه اللقاءات عالية المستوى لقيت تشجيعا من كافة المؤسسات الرسمية والفكرية والشعبية لحمل مسيرة السلام والاخاء والتعايش قبل هذه الانهار من الدماء التي جاءت على حسب رغبة الممانعين والاستئصاليين.
وبرغم ذلك لا يزال الأمل حيا في قلوب المخلصين وان الكل سيعلم يوما انه لا حل الا التعايش بدلا عن هذا الواقع الأسيف.
من اجل التقريب بين المذاهب لا بد من قواعد يسير عليها الفرقاء:
1- ابراز المفهوم الصحيح للتقريب، فيخطئ من يظن انه نوع من التنازل عن الثوابت المقررة عند كل مذهب إلا أن يكون مذهبا منحرفا، والصحيح ان التقارب ينطلق من منطلقين أولهما النقاط المشتركة، وثانيهما التقارب السياسي والوطني الذي هو لحمة التعايش وسداه.
2- التوقف عن التنافس السياسي تحت مظلة المذهبيات وتحويله الى تنافس تحركه المصالح الوطنية.
3- خطر التوسع المذهبي وتصدير الفكر، إذ من أشد اسباب النزاعات سعي كل مذهب الى خلخلة المذهب الآخر بجذب عناصره إليه بكل الاغراءات والوسائل وكم من فتنة قامت بسبب ذلك.
4- تطبيق القوانين الاسلامية الرادعة لغلاة المذاهب كقانون (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى أمر الله) وقوانين أخرى تدخل في التشريع الاجتهادي لقمع مثل هذه الظاهرة المذهبية التي تأكل الأخضر واليابس.
5- وأخيرا منع التصعيد المنابري بشتى اشكاله والتحذير بالبيانات المشتركة من كل وسيلة إعلام تصعّد المواقف وتزيد النار أواراً
عن قرب:
اذا لم يكن بوسعنا ان ندرك كيف عاش اليهود والمنافقون والمشركون تحت مظلة النبوة يوما فعلينا ان نعترف بأننا لا نفهم الإسلام.
alhusseen@hotmail.com