«ضحية الكيماوي» تصل بريدة بعد 12 عملية تصحيحية في أمريكا

«ضحية الكيماوي» تصل بريدة بعد 12 عملية تصحيحية في أمريكا

عبدالله اليوسف (بريدة)

عادت الطفلة راما عبدالله المحيميد المعروفة بـ«ضحية الكيماوي» إلى أرض الوطن سليمة معافاة، بعد رحلة علاجية في الولايات المتحدة الأمريكية استمرت 13 شهرا، خضعت خلالها إلى 12 عملية تصحيحية، بعد أن وجه الديوان الملكي بعلاجها في أرقى مستشفيات العالم، وتدارك الخطأ الطبي الذي تعرضت في مركز الأورام في بريدة، بحقنها بالكيماوي، على الرغم من أنها لا تشكو سوى من التهاب بالغدد اللمفاوية.
وتوجهت الصغيرة التي لا يزيد عمرها على خمس سنوات، مع ذويها في شهر شوال من العام الماضي 1434هـ إلى ولاية منيسوتا في مدينة شوستر وبدأت العلاج في مستشفى مايو كلينك الأشهر في العالم، وكانت أولى الصدمات بعد إجراء كامل الفحوصات عندما قال الطبيب المشرف على الحالة لراما الصغيرة ووالديها يستمعان: «أعتذر باسم الطب على مستوى العالم على هذا الخطأ الذي لا يحدث».
وروى والدها لـ«عكاظ» رحلة علاج ابنته والفرح يخيم على الأسرة بشفائها، قائلا: «الحمد لله الذي أعاد الحياة لابنتي بعد معاناة 17 شهرا أربعة منها في المملكة و13 في أمريكا، وأشكر القيادة الرشيدة وخادم الحرمين الشريفين الذي أصدر أمر سامي بعلاجها في أهم مستشفيات العالم، ولم يكتف بذلك، بل تابع إصدار متطلبات السفر والحجز والوصول والتنسيق مع المستشفى والمتابعة المباشرة وتسهيل كافة الأمور لنا».
وتناول المحيميد رحلة علاج ابنته راما من حقنها بالكيماوي، وتأثير ذلك على نموها، مشيرا إلى أن الفريق المعالج في أمريكا كان مصدوما وأكدوا أنه الحالة الأولى التي تمر عليهم، معتبرين حالة راما استثنائية وتستحق الدراسة مع العلاج الذي استمر ثلاثة أشهر، بدأت مرحلة التعافي.
وأشار إلى أن راما بدأت التعافي بعد شهر من العلاج وخرجوا من المستشفى وقرروا زيارة أقارب في ولاية لوس أنجليس وفي منتصف الطريق ارتفعت درجة حرارة الطفلة وتوجهوا إلى أقرب مركز طبي، وأبلغهم الطبيب أن الحالة حرجة وعاجلة بسبب التهاب شديد في القصبة الهوائية وأجرى لها عملية سريعة حيث كانت تعجز عن التنفس، لافتا إلى أن الطبيب أخبرهم أنهم لو تأخروا قليلا لتدهور وضع الطفلة، ثم نقلتهم الطائرة خلال دقائق إلى مستشفى متخصص للأطفال، وأدخلت العناية وأجريت لها هناك 7 عمليات متنوعة وفتح لها فتحة بالرقبة وأزيلت 8 من الأسنان.
وذكر أنه حضر إلى المستشفى ذاته أربعة أطباء معروفين من خارج الولاية، لدراسة الحالة، بعد أن استأذنوا لإجراء دراساتهم، لأنه على حد قولهم لم يروا خطأ حقن إنسان سليم بالكيماوي.
وأفاد المحيميد أنهم عادوا إلى مستشفى مايو كلينك، واضطر الأطباء فيه لفتح فتحات عدة في جسدها لتصريف السوائل وأصيبت بضعف بالبصر والسمع وصعوبة بالنطق ما استدعى إجراء عمليات أخرى، مبينا أن الأطباء الأربعة الذين درسوا حالة راما أكدوا أنهم يحتاجون إلى سنوات عدة لنشر نتائج الدراسة بحالة راما.
وذكر والد راما أن مرحلة مهمة من العلاج انتهت ومنحوا موعدا بعد عام، لافتا إلى أنه عاش صدمة من اختلاف تقارير المستشفيات هناك عما سمعوه من المستشفى التخصصي في بريدة، موضحا أن ابنته حاليا في مركز العاقول تتنفس هواء عليلا من المزارع المحيطة.
وأعلن المحيميد أنه سيعود لفتح ملف القضية ضد صحة القصيم التي صدمته عندما اتهمته أنه من تسبب بحالة ابنته وأنه من حلق شعرها، مستغربا إصدارهم بيانا دون أن يلتقوا به، سوى مقابلة مركز الأمير فيصل بن بندر للأورام، ملمحا إلى أنه سيوضح كثيرا من تداعيات القضية لاحقا، مثمنا متابعة سمو أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي فيصل بن بندر «الذي قابلني مع ابنتي بعد نشر القضية عبر عكاظ وواجهني بمسؤولي الصحة كما تلقيت اتصالا منه عندما كنت في أمريكا».
وكانت «عكاظ» انفردت في عددها الصادر في شعبان 1434هـ بنشر الخطـأ الطبي الذي تعرضت له راما حين حقنت بالكيماوي، بعد أن التبس على الطبيبة اسم راما (خمس سنوات) مع شاب اسمه رامي (15 عاما) وأعطت الإذن للأطباء بالبدء بحقن الصغيرة بالكيماوي رغم أن حالتها كانت فقط التهابا بالغدد اللمفاوية وبدأ الكيماوي يتسلل إلى جسدها الصغير مما تسبب في انهيار حالتها الصحية وبدأ شعرها يتساقط.