وحم الحوامل

د. محمد يحيي قطان (*)

تنتاب السيدات الحوامل خلال فترة الحمل حالة «الوحم»، وهي حالة شائعة تصيب ما نسبته 80% من النساء، وفي أغلب الحالات يكون خفيفا ويمكن السيطرة عليه بالأدوية الخفيفة. ويرى الباحثون أن الوحم ناتج عن التغيير الكبير في هرمونات الحامل، حيث تزداد قوة الحواس خاصة حاستي الشم والتذوق فتندفع نحو نوع معين من الأطعمة وتنفر من غيرها. فيما تشير نظرية أخرى عن الوحم بأنه قد يكون مبني على أساس تغذوي، يعني مثلا «الوحم» على الموالح يعطي فكرة عامة عن نقص الأملاح المعدنية في جسم الحامل، أو قد يكون بسبب نقص السوائل مما يدفع الحامل لتناول الأطعمة المالحة التي بدورها تدفعها لزيادة شرب الماء تعويضا عن نقص السوائل، كما يعبر وحام الحلويات عن نقص مستوى السكر في الدم أو التعب والإرهاق.
ويقال أيضا في الأوساط الشعبية مثل أن المرأة عندما تتوحم على شيء ولا يحضرونه لها ينعكس ذلك على الولادة في صورة من الصور كالبصمة أو الشامة أو الخال..
وتنصح الحوامل لمواجهة الوحم بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة والتنزه والمشي الخفيف مما ينعكس أثره إيجابا في تهدئة الأعصاب وإراحة النفس وزيادة كمية الأكسجين في الدم، والقراءة التلفزيون، وتجنب التفكير بالقيء أو الغثيان، تجنب المواد الدهنية في وجبة الصباح والاكتفاء بشيء من الطعام الخفيف مثل العسل واللبن والفواكه الطازجة، وتناول الأطعمة الخفيفة عند الظهر مثل شوربة الخضار والسلطة والخبز الأسمر، أما وجبة العشاء فلابد أن تكون طازجة مع قليل من الخضار أو البطاطا المسلوقة أو المشوية أو سلطة الطماطم مع الخس.
وفي الحالات الصعبة والمتقدمة من الوحام، فإن الطبيب قد يصف بعض الأدوية عند الضرورة التي تعطى على شكل حقن في العضل أو حبوب تؤخذ عن طريق الفم مع تقديم بعض النصائح الهامة التي تخص التغذية والرياضة الخفيفة لمواجهة «الوحم».

(*) استشاري طب وجراحة النساء
والولادة بمستفى الثغر