سطل وخرقة بالية يدمران أسفلت العروس

? عبدالمحسن السابطي (جدة)

مع إطلالة كل صباح جديد تشهد الشوارع الرئيسة في بعض الأحياء في جدة مشاهد مغسلي السيارات وهم يسكبون الماء بعد كل عملية غسيل على الأسفلت الأمر الذي يساهم في إتلاف الشوارع.
وما إن يتوقف مواطن أو مقيم بجوار مغسلي السيارات حتى يهرع إليه عدد من مفتولي العضلات ويساومون صاحب السيارة حول تكلفة الغسيل وكل واحد منهم يريد أن يتم تكليفه بغسل السيارة.
وأجمع عدد من المواطنين على أن جميع غاسلي السيارات من العمالة المخالفة يقيمون في الأحياء الشعبية وأن الضرورة تقتضي بالقضاء على مثل هذه المشاهد العشوائية بتطبيق قرار منع غسيل السيارات في الشوارع الذي يطال حتى صاحب السيارة.
وقال محمد المنصور للأسف نجد ثمة عمالة مخالفة متناثرة يمنة ويسرة متسلحة بأدوات المهنة المخالفة والمتمثلة في خرقة بالية وسطل مليء بالماء وصابون للغسيل، ولم يعد يفرق المواطنون بين ما تخلفه مهنة غسيل السيارات من برك مائية وبرك الأمطار، ولم يبالوا بقيمة الأسفلت المتشقق جراء تراكم المياه عليه، فضلا عن الحشرات التي تتجمع حولها وما تنتج عنها من أمراض وبائية، حيث تطورت مهنتهم المخالفة فأصبحوا يتواجدون في الأماكن الأكثر إقبالا مثل المولات والأسواق أو بعض الدوائر الحكومية، واختلفت طرق الأفارقة المخالفين في جلب الماء، ففي المنطقة المحيطة بأشياب الفيصلية مثلا يشدك منظر هؤلاء المخالفين عندما يقتنصون صهاريج الماء عند وقوفها في الإشارات لسرقة ما يكفيهم من الماء وتعبئتها في براميلهم، في مشهد غريب قد لا تراه في بلدانهم، وحولوا المعنى الحقيقي للإشارة الحمراء التي تعني التوقف، حولوها إلى نقطة انطلاقهم للصهاريج، وانتشرت ظاهرة غسيل السيارات في أماكن عدة من جدة، خصوصا بجوار مخرج حي قويزة خط الحرمين، وكثفوا تواجدهم أيضا في سوق الأمير متعب بحي الجامعة، بينما اتجه آخرون إلى مواقف المجمعات التجارية والمولات والأسواق، وذلك بسبب تواجد أعداد كثيرة من السيارات، في محاولة منهم لكسب أكثر عدد من الزبائن، وتتراوح أسعار الغسيل في هذه البؤر المخالفة ما بين 10 إلى 15 ريالا. «عكاظ» التقت عددا من المواطنين الذين عبروا عن استغرابهم من انتشار هذه الظاهرة التي شوهت العروس. حيث قال محمد العمري إن الموضوع تطور وأصبح يضايق مرتادي الأماكن العامة، وطالب الجهات الرسمية بالضرب بيد من حديد للحد من هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة أدت لتآكل الطبقة الأسفلتية بسبب المواد الكيميائية المستعملة في الغسيل.
من جانب آخر، تتواصل حملات الجوازات وبشكل مستمر للقضاء على ظاهرة العمالة المخالفة الذين يمتهنون غسيل المركبات في الأماكن العامة، مطالبا المواطنين بعدم التعامل معهم للقضاء على هذه الظاهرة بشكل كامل.