المدينة المنورة ـ المكانة والتاريخ

عبدالله عمر خياط

.. عكف الأستاذ أحمد أمين صالح مرشد خلال عشرين سنة على تأليف وتجميع سير أهل المدينة المنورة وقد وصل إلى الجزء السادس منها وهو بعنوان: (المدينة المنورة المكانة والتاريخ) ويضم تراجم نحو أربعين من سكان المدينة ومن ارتبط بها جزءاً من حياته ومنهم فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
كما ضم الكتاب عشرات الصور التاريخية الملونة للمدينة المنورة ومعالمها مثل: باب المصري، والعنبرية، وبقية المعالم التي اندثرت ضمن التوسعة السعودية الهائلة للحرم النبوي الشريف.
والكتاب يزيد على 400 صفحة. وقد ذكر بعض الأحواش في المدينة التي يقطنها كثير من الناس هناك والعديد من المساجد مثل: مسجد الغمامة، ومسجد القبلتين، ومسجد قباء .. ومن نافلة القول المسجد النبوي.
كما ترجم للعلماء في المدينة المنورة أمثال: الشيخ عمر حمدان المحرسي، والشيخ حماد بن محمد الأنصاري، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي .. وانفرد بسبق صحفي حسب تعبير الصحفيين بنشر صورة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي التي لم يسبق لي رؤيتها من قبل وكنت أتوق لها.
وترجم الأستاذ مرشد للوجهاء بالمدينة المنورة مثل: السيد حسين بن هاشم جمل الليل المتوفى عام 1387هـ.
وأضاف: والحقيقة ومن خلال بحثي توصلت أن السيد محمد كان بمثابة أمير المدينة، وقد تولاها في بعض الأزمنة، وقصة مقتله قصة شهيرة يؤسف عليها، فقد صعد إلى مزرعته الشهيرة سوالة، وكان على العادة يجتمع الناس إليه، إلا أنه في أحد الأيام كان منفردا، فدخل ثلاثة أشخاص من أهل ذلك الوادي يقال لهم: السكانية، فقطعوه بعد أن ذبحوه ظلما ومثلوا به، وكان منفردا، فركب جملة من أهل المدينة المنورة وفزعوا بالسلاح وجملة من العساكر فلم يظفروا بهم، وكان ذلك سنة 1285هـ، فمات مؤسفا عليه وحزنت المدينة لمقتله ورثاه المدنيون وغيرهم.
والخلاصة أن هذا الكتاب حديقة غناء لمجتمع المدينة المنورة المعاصر. فشكرا للمؤلف الكريم على إهدائه هذا الكتاب القيم.
السطر الأخير:
قال أبو الطيب المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم