وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق: هناك متسلقون لا يستحقون «الضمان»
كشف أن الدولة تنفق %4 من ميزانيتها للأعمال الخيرية الخارجية
الجمعة / 18 / ربيع الأول / 1428 هـ الجمعة 06 أبريل 2007 16:57
حاوره :عبدالعزيز النهاري « الحلقة الاولى»
الدكتور علي بن ابراهيم النملة.. الطالب والاستاذ والدكتور والوزير.. هو نفسه علي النملة الوفي لاسرته واصدقائه وكتابه وقلمه.. ولولا هذا الوفاء منه لما تحدث الي على مدار اربع ساعات متواصلة.. بعد ان استخدمت معه حق الزمالة عندما طلبت منه الحوار.. ذلك انه مقل في حواراته الصحفية.. ومكب على دراساته وابحاثه وكتبه حيث يجد نفسه فيها ولم تغادره حتى وهو وزير حيث جعلها جزءا من مسؤوليته.. فانطلق ميدانيا في ساحات العمل الخدمي الاجتماعي.. واخذ يزداد من جنباته خبرة وعلما حمله معه وهو يغادر الوزارة حيث اصبح خبيرا في ادارة العمل الاجتماعي. في حياة علي النملة الاستاذ الدكتور.. الكثير من المحطات في حياته الجديدة.. نبدأها من اليوم.
* خرجتم من الوزارة الى الجامعة.. هل كانت الجامعة خياركم الأول؟
- خيار الجامعة كان موجوداً من قبل لإنني أجد نفسي فيها من خلال البحث والتدريس وغيرها من المهمات التي أوكلت اليّ وشرفٌ لي خدمة هذا الوطن وقيادته ومن هذا المنطلق عملت فيها.. الجامعة خياري الأول والأخير ولا يعني هذا انني اعاف أية مهمة اسندت لي سابقا ولكن الحقيقة كما ذكرت لك آنفاً ان أفضل مكان أجد نفسي فيه هو الجامعة.
* اذكر انكم كنتم على صلة كبيرة بمجال البحث العلمي حتى وأنتم في مجلس الشورى؟
- نعم، هذا صحيح، فبعد ان امضيت 6 سنوات في مجلس الشورى وجدت لديّ رغبة في العودة الى الجامعة فاستأذنت رئيس المجلس الشيخ محمد بن جبير -يرحمه الله- في إلقاء محاضرات بها اضافة الى اشرافي على بعض الرسائل العلمية ومناقشتها فلم يتردد في الاستجابة لرغبتي.
وعندما وليت الوزارة وجدت ان من حقها عليّ ان اتفرغ لها تماما وأن أنسى أي ارتباط لي بالمجالات الاكاديمية إلا انني لم أنس مسألة البحث العلمي كلما وجدت الفرصة مناسبة خاصة خلال الاجازات.
واذا كانت الاجازة تعني للكثيرين الراحة والاسترخاء فانها تعني لديّ ان تعمل ما تريد وليس الراحة، أو أن تتخلى عن كل شيء جاد وتركن الى الاسترخاء..
الاسترخاء في فلسفتي يعني البحث ومواصلة الكتابة في الصحافة.. والحقيقة انني لم اتوقف عن الكتابة في الصحافة إلا ريثما أعيد ترتيب اوراقي البحثية.
* وحصلت على الاستاذية وانتم بالشورى؟
- نعم وانا على رأس العمل بالشورى عام 1417هـ
الاستاذية
* كنتم من القلائل من اعضاء هيئة التدريس الذين حصلوا على درجة الاستاذية.. هل كنت حريصا على انجاز هذه المرتبة العلمية؟
- للحصول على الاستاذية كان نظام الجامعات ان يُعار من خارج الجامعة فإن كان يعمل في مجال تخصصه تقبل له المدة وان كان لا يعمل في مجال التخصص من سنة الى سنتين احيانا لا تقبل، فكان انه أسند اليّ الشيخ محمد بن جبير الاشراف غير المباشر على مكتبة المجلس وكان لي اسهام مع الزملاء في انشاء المكتبة من منطلق فني بحت يتعلق بمسألة المجموعات وان تكون مكتبة متخصصة لأنه كانت تصل إليها عروض كثيرة وكل مؤلف يريد من المكتبة بحكم انها ناشئة ان تشترى منه مئات النسخ، فكنت أول من ينادي بأن لا تزيد النسخ عن خمس في المكتبة وكنت عرضت عليهم كتابا لي فقالوا نبدأ بك فقلت: انا مقتنع بهذه الفكرة، ثم ان تدريسي في الجامعة اعانني على انني اقدم للاستاذية وتُقبل.. والحقيقة انني تأخرت بين استاذ مساعد الى استاذ مشارك وتأخرت من استاذ مشارك الى استاذ بسبب انشغالي خارج الجامعة، فانا منذ 1405هـ وأنا مشغول في مهمات خارج نطاق الجامعة.. تعلم انني ذهبت الى ألمانيا عملت 1405 / 1406هـ وفي 1409هـ ذهبت الى أمريكا وعملت في الملحقية الثقافية وفي 1410هـ الى 1412هـ عملت في الهيئة العامة لجمع التبرعات للمجاهدين الافغان حينها، ثم 1414هـ في مجلس الشورى، فهذه الانقطاعات بالاضافة الى عملي وكيلا لكلية العلوم الاجتماعية لمدة أربع سنوات اثرت على قدرتي في البحث العلمي الذي يحتاج الى صفاء ذهني والى وقت تتفرغ فيه للبحث.
ومن الاعراف الجميلة في الجامعة ان يعطى الاستاذ يوما في الاسبوع القصد منه ان يتفرغ للبحث العلمي لأنه يفترض في بقية الايام الاربعة أن يكون قد ركّز وقته على محاضراته تحضيرا واداء ومتابعة وما الى ذلك.. فأنا حُرمت من هذه النعمة في اعمالي هذه كلها لكني بفضل الله لم أتوقف عن البحث العلمي فكان ان تأخرت في الترقية من استاذ مساعد الى استاذ مشارك لمدة سنتين والحد الادنى هو أربع سنوات فأنا امضيت ست سنوات ثم امضيت سبع سنوات للاستاذية وهذه كانت مدة طويلة بالاضافة الى الاعراف العلمية الاكاديمية انه احيانا تقدم للترقية ثم لايقبل اما ان ترفض تماما أو يطلب منك تعزيز وقد طلب مني تعزيز «مرتين» وعزّزت بسماحة خاطر.
العمل هو الذي يسيّرني
* بعد الوزارة هل وجدت ميلا لأبحاث اخرى غير التخصص الذي تخصصتم فيه، هل وجدت ميلا الى البحث في الشؤون الاجتماعية؟
- من فضل الله عليّ أنني عشت هذه السنوات من عمري بالعمل في الوزارة بما اسميه بأسلوب «المعايشة» بمعنى أنني لم أكن اعمل فقط من اجل ان املأ الوقت أو أن أسيّر اعمالا، إذكان العمل هو الذي يسيّرني..
كان هناك دعم غير محدود وقناعة بالمشروعات الاجتماعية لا سيما ذات الطابع الخيري والطابع الانساني فبالتالي كان هناك نوع من المعايشة في العمل لست سنوات سواء في المجال العُمّالي أو المجال الاجتماعي وكلاهما فيه بعد انساني قوي لاسيما انني بتوفيق من الله وظّفت البعد الاكاديمي في العمل الاجتماعي وكان لي ان اساهم في البحث العلمي في مجال العمل.. حيث كتبت كتيبا صغيرا عن (العولمة وتهيئة الموارد البشرية) والآن اعدت النظر فيه وطوّرته مما كان عليه من قبل، ايضا بدأت محاضرات عامة حول ادارة العمل الاجتماعي وألقيت حتى الآن محاضرتين في ادارة العمل الاجتماعي، كنا نمارس العمل ميدانيا بمعنى ان المكتب كان آخر ما يصل اليه المرء، فالنزول الى الميدان كان هاجسا مهما وأظن انه من متطلبات كل الاعمال.
نحن نرتاح الآن عندما نسمع أن أحد المسؤولين قام بجولة في المرافق التي هو مسؤول عنها..
ثم ان الله تعالى وفقني الى مجموعة من الموظفين والموظفات وجدت منهم -ذكورا وإناثا- كل تفان في العمل لأن البعد الانساني كان هو الطاغي وكنا نتبادل الخواطر بان هذه ليست وظيفة بمفهوم الوظيفة وإنما كانت عملا انسانيا له أجر دنيوي واخروي..
هذا ماعنيته بالمتسلقين وهنا أود أن أنبه إلى ان احدى الصحف نقلت على لساني كلاما حول المتسلقين وفهم المحرر من كلمة «المتسلقين» انني اقصد بعض الموظفين والموظفات وهذه فرصة في هذه المقابلة انني اصحح فهم المحرر وأؤكد ان هناك متسلقين في الشأن الاجتماعي فلو أخذنا مثلا الضمان الاجتماعي الذي هو زكاة تؤخذ من الاغنياء وتعطى للفقراء هناك بعض المتسلقين ممن يرون انهم يستحقون الضمان وهم لايستحقونه فهؤلاء أنا اعدهم من المتسلقين.
الصورة الثانية انه لدينا مراكز تأهيل شامل للمعوقين فوجدت ان بعض الذين تشملهم الخدمة يعودون الى أسر ميسورة الحال وبامكانهم ان ينشأوا داخل الأسرة في جو افضل من جو المركز، فوجدت ان بعضهم يرمي طفله المعوّق، سواء كان ذكرا أو انثى، بحكم مجّانية الخدمة.. فكنت أتمنى من هؤلاء الميسورين ان يفتحوا المجال لغير القادرين، هذا ما أردت ان أذكره في مسألة المتسلقين، وهناك صور مؤلمة لا داعي لذكرها لكنها جزء من المعاناة وجزء من طبيعة العمل الاجتماعي.
* هل تعتقد انه كان لهؤلاء المتسلقين تأثير في تقديم الخدمة الاجتماعية للفئات التي تستحقها كالضمان؟
- لا.. وليست هناك قوائم انتظار في الضمان الاجتماعي والدولة تنفق 3 مليارات و 60 مليونا منها زكاة وجزء منها من ميزانية الدولة حتى يتم المبلغ 3 مليارات و 60 مليونا.
مملكة الإنسانية
* ما الذي جعل المملكة من وجهة نظرك تهتم بالخدمة الانسانية والاجتماعية؟
- البعد الانساني وجد مع وجود هذه البلاد لأن هذه البلاد استندت إلى بُعد شرعي، والبعد الشرعي كله انسانية وبالتالي ما فرض من زكوات وما شجّع عليه من صدقات وما يُحث عليه من أوقاف وهبات ومنح وما الى ذلك، ليس أمرا جديدا وهو مستمر. لكن ربما يكون المأخذ عليه هو قلة الضخّ الاعلامي في السابق لأن الدولة لا تعلن عن الخدمات التي تقدمها من منطلق انها واجب وهذا يحتاج الى اعادة نظر.
الناس تعلم اننا نقدم 4% من ميزانية الدولة للاعمال الخيرية والانسانية الخارجية سنويا في حين ان المعدل العالمي 1%.
الزكاة
* كان هناك كثير من الكتّاب كتبوا حول الزكاة وبعض التجار الذين يقدمون الزكاة يقولون أين تذهب هذه؟
- هذه من انطباعات بعض التجار وغيرهم، وذلك لابسبب غياب المعلومة ولكن بسبب عدم ايصال المعلومة.. المعلومة موجودة ليست غائبة لكنها لاتوصل وهذه مهمة قطاع اخر وزارة المالية ممثلة في مصلحة الزكاة والدخل كان عليها ولايزال عليها ان تعلم المواطنين وغير المواطنين ان الزكاة التي تجبى من الدولة تصب في صندوق الضمان الاجتماعي في مؤسسة النقد العربي السعودي ولا تستفيد الدولة منها في مشروعاتها اطلاقا وقد تأكد لي هذا من واقع وجودي على رأس العمل في الوزارة.
* خرجتم من الوزارة الى الجامعة.. هل كانت الجامعة خياركم الأول؟
- خيار الجامعة كان موجوداً من قبل لإنني أجد نفسي فيها من خلال البحث والتدريس وغيرها من المهمات التي أوكلت اليّ وشرفٌ لي خدمة هذا الوطن وقيادته ومن هذا المنطلق عملت فيها.. الجامعة خياري الأول والأخير ولا يعني هذا انني اعاف أية مهمة اسندت لي سابقا ولكن الحقيقة كما ذكرت لك آنفاً ان أفضل مكان أجد نفسي فيه هو الجامعة.
* اذكر انكم كنتم على صلة كبيرة بمجال البحث العلمي حتى وأنتم في مجلس الشورى؟
- نعم، هذا صحيح، فبعد ان امضيت 6 سنوات في مجلس الشورى وجدت لديّ رغبة في العودة الى الجامعة فاستأذنت رئيس المجلس الشيخ محمد بن جبير -يرحمه الله- في إلقاء محاضرات بها اضافة الى اشرافي على بعض الرسائل العلمية ومناقشتها فلم يتردد في الاستجابة لرغبتي.
وعندما وليت الوزارة وجدت ان من حقها عليّ ان اتفرغ لها تماما وأن أنسى أي ارتباط لي بالمجالات الاكاديمية إلا انني لم أنس مسألة البحث العلمي كلما وجدت الفرصة مناسبة خاصة خلال الاجازات.
واذا كانت الاجازة تعني للكثيرين الراحة والاسترخاء فانها تعني لديّ ان تعمل ما تريد وليس الراحة، أو أن تتخلى عن كل شيء جاد وتركن الى الاسترخاء..
الاسترخاء في فلسفتي يعني البحث ومواصلة الكتابة في الصحافة.. والحقيقة انني لم اتوقف عن الكتابة في الصحافة إلا ريثما أعيد ترتيب اوراقي البحثية.
* وحصلت على الاستاذية وانتم بالشورى؟
- نعم وانا على رأس العمل بالشورى عام 1417هـ
الاستاذية
* كنتم من القلائل من اعضاء هيئة التدريس الذين حصلوا على درجة الاستاذية.. هل كنت حريصا على انجاز هذه المرتبة العلمية؟
- للحصول على الاستاذية كان نظام الجامعات ان يُعار من خارج الجامعة فإن كان يعمل في مجال تخصصه تقبل له المدة وان كان لا يعمل في مجال التخصص من سنة الى سنتين احيانا لا تقبل، فكان انه أسند اليّ الشيخ محمد بن جبير الاشراف غير المباشر على مكتبة المجلس وكان لي اسهام مع الزملاء في انشاء المكتبة من منطلق فني بحت يتعلق بمسألة المجموعات وان تكون مكتبة متخصصة لأنه كانت تصل إليها عروض كثيرة وكل مؤلف يريد من المكتبة بحكم انها ناشئة ان تشترى منه مئات النسخ، فكنت أول من ينادي بأن لا تزيد النسخ عن خمس في المكتبة وكنت عرضت عليهم كتابا لي فقالوا نبدأ بك فقلت: انا مقتنع بهذه الفكرة، ثم ان تدريسي في الجامعة اعانني على انني اقدم للاستاذية وتُقبل.. والحقيقة انني تأخرت بين استاذ مساعد الى استاذ مشارك وتأخرت من استاذ مشارك الى استاذ بسبب انشغالي خارج الجامعة، فانا منذ 1405هـ وأنا مشغول في مهمات خارج نطاق الجامعة.. تعلم انني ذهبت الى ألمانيا عملت 1405 / 1406هـ وفي 1409هـ ذهبت الى أمريكا وعملت في الملحقية الثقافية وفي 1410هـ الى 1412هـ عملت في الهيئة العامة لجمع التبرعات للمجاهدين الافغان حينها، ثم 1414هـ في مجلس الشورى، فهذه الانقطاعات بالاضافة الى عملي وكيلا لكلية العلوم الاجتماعية لمدة أربع سنوات اثرت على قدرتي في البحث العلمي الذي يحتاج الى صفاء ذهني والى وقت تتفرغ فيه للبحث.
ومن الاعراف الجميلة في الجامعة ان يعطى الاستاذ يوما في الاسبوع القصد منه ان يتفرغ للبحث العلمي لأنه يفترض في بقية الايام الاربعة أن يكون قد ركّز وقته على محاضراته تحضيرا واداء ومتابعة وما الى ذلك.. فأنا حُرمت من هذه النعمة في اعمالي هذه كلها لكني بفضل الله لم أتوقف عن البحث العلمي فكان ان تأخرت في الترقية من استاذ مساعد الى استاذ مشارك لمدة سنتين والحد الادنى هو أربع سنوات فأنا امضيت ست سنوات ثم امضيت سبع سنوات للاستاذية وهذه كانت مدة طويلة بالاضافة الى الاعراف العلمية الاكاديمية انه احيانا تقدم للترقية ثم لايقبل اما ان ترفض تماما أو يطلب منك تعزيز وقد طلب مني تعزيز «مرتين» وعزّزت بسماحة خاطر.
العمل هو الذي يسيّرني
* بعد الوزارة هل وجدت ميلا لأبحاث اخرى غير التخصص الذي تخصصتم فيه، هل وجدت ميلا الى البحث في الشؤون الاجتماعية؟
- من فضل الله عليّ أنني عشت هذه السنوات من عمري بالعمل في الوزارة بما اسميه بأسلوب «المعايشة» بمعنى أنني لم أكن اعمل فقط من اجل ان املأ الوقت أو أن أسيّر اعمالا، إذكان العمل هو الذي يسيّرني..
كان هناك دعم غير محدود وقناعة بالمشروعات الاجتماعية لا سيما ذات الطابع الخيري والطابع الانساني فبالتالي كان هناك نوع من المعايشة في العمل لست سنوات سواء في المجال العُمّالي أو المجال الاجتماعي وكلاهما فيه بعد انساني قوي لاسيما انني بتوفيق من الله وظّفت البعد الاكاديمي في العمل الاجتماعي وكان لي ان اساهم في البحث العلمي في مجال العمل.. حيث كتبت كتيبا صغيرا عن (العولمة وتهيئة الموارد البشرية) والآن اعدت النظر فيه وطوّرته مما كان عليه من قبل، ايضا بدأت محاضرات عامة حول ادارة العمل الاجتماعي وألقيت حتى الآن محاضرتين في ادارة العمل الاجتماعي، كنا نمارس العمل ميدانيا بمعنى ان المكتب كان آخر ما يصل اليه المرء، فالنزول الى الميدان كان هاجسا مهما وأظن انه من متطلبات كل الاعمال.
نحن نرتاح الآن عندما نسمع أن أحد المسؤولين قام بجولة في المرافق التي هو مسؤول عنها..
ثم ان الله تعالى وفقني الى مجموعة من الموظفين والموظفات وجدت منهم -ذكورا وإناثا- كل تفان في العمل لأن البعد الانساني كان هو الطاغي وكنا نتبادل الخواطر بان هذه ليست وظيفة بمفهوم الوظيفة وإنما كانت عملا انسانيا له أجر دنيوي واخروي..
هذا ماعنيته بالمتسلقين وهنا أود أن أنبه إلى ان احدى الصحف نقلت على لساني كلاما حول المتسلقين وفهم المحرر من كلمة «المتسلقين» انني اقصد بعض الموظفين والموظفات وهذه فرصة في هذه المقابلة انني اصحح فهم المحرر وأؤكد ان هناك متسلقين في الشأن الاجتماعي فلو أخذنا مثلا الضمان الاجتماعي الذي هو زكاة تؤخذ من الاغنياء وتعطى للفقراء هناك بعض المتسلقين ممن يرون انهم يستحقون الضمان وهم لايستحقونه فهؤلاء أنا اعدهم من المتسلقين.
الصورة الثانية انه لدينا مراكز تأهيل شامل للمعوقين فوجدت ان بعض الذين تشملهم الخدمة يعودون الى أسر ميسورة الحال وبامكانهم ان ينشأوا داخل الأسرة في جو افضل من جو المركز، فوجدت ان بعضهم يرمي طفله المعوّق، سواء كان ذكرا أو انثى، بحكم مجّانية الخدمة.. فكنت أتمنى من هؤلاء الميسورين ان يفتحوا المجال لغير القادرين، هذا ما أردت ان أذكره في مسألة المتسلقين، وهناك صور مؤلمة لا داعي لذكرها لكنها جزء من المعاناة وجزء من طبيعة العمل الاجتماعي.
* هل تعتقد انه كان لهؤلاء المتسلقين تأثير في تقديم الخدمة الاجتماعية للفئات التي تستحقها كالضمان؟
- لا.. وليست هناك قوائم انتظار في الضمان الاجتماعي والدولة تنفق 3 مليارات و 60 مليونا منها زكاة وجزء منها من ميزانية الدولة حتى يتم المبلغ 3 مليارات و 60 مليونا.
مملكة الإنسانية
* ما الذي جعل المملكة من وجهة نظرك تهتم بالخدمة الانسانية والاجتماعية؟
- البعد الانساني وجد مع وجود هذه البلاد لأن هذه البلاد استندت إلى بُعد شرعي، والبعد الشرعي كله انسانية وبالتالي ما فرض من زكوات وما شجّع عليه من صدقات وما يُحث عليه من أوقاف وهبات ومنح وما الى ذلك، ليس أمرا جديدا وهو مستمر. لكن ربما يكون المأخذ عليه هو قلة الضخّ الاعلامي في السابق لأن الدولة لا تعلن عن الخدمات التي تقدمها من منطلق انها واجب وهذا يحتاج الى اعادة نظر.
الناس تعلم اننا نقدم 4% من ميزانية الدولة للاعمال الخيرية والانسانية الخارجية سنويا في حين ان المعدل العالمي 1%.
الزكاة
* كان هناك كثير من الكتّاب كتبوا حول الزكاة وبعض التجار الذين يقدمون الزكاة يقولون أين تذهب هذه؟
- هذه من انطباعات بعض التجار وغيرهم، وذلك لابسبب غياب المعلومة ولكن بسبب عدم ايصال المعلومة.. المعلومة موجودة ليست غائبة لكنها لاتوصل وهذه مهمة قطاع اخر وزارة المالية ممثلة في مصلحة الزكاة والدخل كان عليها ولايزال عليها ان تعلم المواطنين وغير المواطنين ان الزكاة التي تجبى من الدولة تصب في صندوق الضمان الاجتماعي في مؤسسة النقد العربي السعودي ولا تستفيد الدولة منها في مشروعاتها اطلاقا وقد تأكد لي هذا من واقع وجودي على رأس العمل في الوزارة.