فرنسا غير
الأربعاء / 19 / محرم / 1436 هـ الأربعاء 12 نوفمبر 2014 18:57
حمود أبو طالب
في هذا الوقت بالذات، نحن في أمس الحاجة للتواصل مع المجتمعات الأخرى، ولا سيما نخبها الفكرية والثقافية؛ لمعرفة نظرتهم لنا وتصحيح ما شاب صورتنا من خلل وتشويه بسبب النماذج التي تريدنا أن نعيش في عزلة عن العالم وتصر على تأسيس علاقاتنا بالآخرين من جانب الكراهية والعداء. لدينا كثير من البعثات الدبلوماسية الغربية، لكن معظمها يعمل في الإطار الرسمي بعيدا عن التواصل مع الآخرين، وقد يكون الاستثناء البارز لهذه الحالة ما تقوم به القنصلية الفرنسية في مدينة جدة من نشاط ثقافي مستمر لترسيخ علاقة البلدين والشعبين السعودي والفرنسي.
هذا الأسبوع، فاجأتنا القنصلية بتدشين احتفاليتها بمناسبة مرور 175 عاما على إنشائها، معلومة مثيرة لم يكن يعرفها الكثير، بل لم يتصور البعض وجود هذه الفترة الزمنية الطويلة من العلاقات المشتركة، ولأنه لا توجد صداقة حقيقية دون تفاهم متبادل ــ كما يقول القنصل العام الدكتور لويس بلين، فقد اتكأ فريق العمل في القنصلية على الملمح البارز لفرنسا متمثلا في الجانب الثقافي الذي ما زال يميزها عن غيرها في علاقاتها بالعالم، فلا تمر فترة قصيرة إلا ونسمع عن قيام فعالية ثقافية مشتركة في القنصلية، أو احتفاء بأديب سعودي، أو قراءة لكتاب في التأريخ أو الفكر أو الفنون. إنها فرنسا التي قال عنها الدكتور بلين: مثلما تقولون جدة غير كذلك فرنسا غير.
عندما قرأت برنامج الاحتفالية على مدى أسبوع كامل قررت حضور فعالياتها، وبهذه المناسبة فإنني أخاطب التكتل الذي اخترع مصطلح زوار السفارات ليطلقه على المناوئين لفكره الظلامي وفلسفة القطيعة التي يريد أن يجبرنا عليها مع شعوب العالم، أريد أن أقول له إنني حضرت ضمن عدد كبير من المثقفين والمفكرين والكتاب والفنانين لنمثل مجتمعنا في حوار ثقافي وتفاهم مشترك ونظرة حضارية مستقبلية يمكنها تصحيح ما أفسدتموه، كما أنتهز هذه المناسبة لأقول للشيخ الذي اتهمني قبل فترة قريبة بأني «مجند» وأهملته ــ حينذاك، أقول له: نعم أنا مجند لإظهار الوجه الحقيقي والصورة الحقيقية لوطننا ومجتمعنا العربي المسلم الذي أصاب صورته كثير من العطب بسبب أمثالك.
استمتعنا كثيرا بمعلومات تاريخية تعرض للمرة الأولى، من ضمنها أول فيلم وثائقي يصور في منطقة الحجاز أوائل القرن الـ19، إضافة إلى فقرات فنية وتراثية ومحاضرات ثقافية وتاريخية وحوارات ثرية في مختلف جوانب تعزيز التواصل، وهذا ما يستدعي الشكر للقنصلية على هذه المبادرة، خصوصا رئيس فريق عملها المثقف الحقيقي الدكتور لويس بلين.
هذا الأسبوع، فاجأتنا القنصلية بتدشين احتفاليتها بمناسبة مرور 175 عاما على إنشائها، معلومة مثيرة لم يكن يعرفها الكثير، بل لم يتصور البعض وجود هذه الفترة الزمنية الطويلة من العلاقات المشتركة، ولأنه لا توجد صداقة حقيقية دون تفاهم متبادل ــ كما يقول القنصل العام الدكتور لويس بلين، فقد اتكأ فريق العمل في القنصلية على الملمح البارز لفرنسا متمثلا في الجانب الثقافي الذي ما زال يميزها عن غيرها في علاقاتها بالعالم، فلا تمر فترة قصيرة إلا ونسمع عن قيام فعالية ثقافية مشتركة في القنصلية، أو احتفاء بأديب سعودي، أو قراءة لكتاب في التأريخ أو الفكر أو الفنون. إنها فرنسا التي قال عنها الدكتور بلين: مثلما تقولون جدة غير كذلك فرنسا غير.
عندما قرأت برنامج الاحتفالية على مدى أسبوع كامل قررت حضور فعالياتها، وبهذه المناسبة فإنني أخاطب التكتل الذي اخترع مصطلح زوار السفارات ليطلقه على المناوئين لفكره الظلامي وفلسفة القطيعة التي يريد أن يجبرنا عليها مع شعوب العالم، أريد أن أقول له إنني حضرت ضمن عدد كبير من المثقفين والمفكرين والكتاب والفنانين لنمثل مجتمعنا في حوار ثقافي وتفاهم مشترك ونظرة حضارية مستقبلية يمكنها تصحيح ما أفسدتموه، كما أنتهز هذه المناسبة لأقول للشيخ الذي اتهمني قبل فترة قريبة بأني «مجند» وأهملته ــ حينذاك، أقول له: نعم أنا مجند لإظهار الوجه الحقيقي والصورة الحقيقية لوطننا ومجتمعنا العربي المسلم الذي أصاب صورته كثير من العطب بسبب أمثالك.
استمتعنا كثيرا بمعلومات تاريخية تعرض للمرة الأولى، من ضمنها أول فيلم وثائقي يصور في منطقة الحجاز أوائل القرن الـ19، إضافة إلى فقرات فنية وتراثية ومحاضرات ثقافية وتاريخية وحوارات ثرية في مختلف جوانب تعزيز التواصل، وهذا ما يستدعي الشكر للقنصلية على هذه المبادرة، خصوصا رئيس فريق عملها المثقف الحقيقي الدكتور لويس بلين.