أصيح بالخليج .. يا خليج!
الأربعاء / 19 / محرم / 1436 هـ الأربعاء 12 نوفمبر 2014 18:57
صالح الفهيد
ينطلق اليوم في عاصمتنا الحبيبة الرياض العرس الخليجي الكروي الكبير، عرس كروي يستقطب أنظار الشباب الخليجي على مدى أسبوعين، عادة تكون حافلة بالتحدي والتشويق والإثارة.. وأيضا النجاحات والخيبات والمشاكل، أجل المشاكل الصغيرة وأحيانا الكبيرة، وهو ما يعطي هذا التجمع الخليجي أهمية خاصة تفوق ما عداه من تجمعات.
في دورات الخليج يحضر كل شيء، قليل من الفن الكروي، وقليل من التاريخ، وقليل من البداوة، وقليل من المراهنات الشخصية، ولا أقصد هنا مكاتب المراهنات، فالمشكلة دائما في دورات الخليج ليست في «الأقدام» بل في «الرؤوس» الحامية التي كانت تنقل التنافس من الملعب إلى خارجه!!
لكن عندما تنهمك الرؤوس بالأقدام نمتلي كلنا بالهواء، وينتفخ المعلقون وينفخون أجسادنا بالمزيد من الهواء، لكننا بعد نهاية كل دورة ننفجر «أحيانا ننفجر بالبكاء»، ثم نكتشف أن كرة القدم ليست الكرة الأرضية!! وإنها مجرد «جلد منفوخ»، وعادة يكون نصيبنا من الجلد «خفي حنين»!
دونها خرط القتاد!
ولكل دولة من الدول الخليجية قصة تروى مع هذه الكأس، ونحن السعوديين بالطبع لنا قصتنا الخاصة، بل الخاصة جدا، فقد عاندتنا طويلا، وتحدتنا كثيرا، وتمنعت علينا ونحن راغبون، وشغوفون باحتضانها، أتينا إليها حبوا، مشيا، ركضا، سيرا على الأحلام، بل سيرا على الآلام، لكننا لم نفز بها إلا بعد «خرط القتاد»، كما يقول المثل. وبعد أن ذهبنا إلى آخر القارة الآسيوية، وحصلنا على كأس أكبر القارات «مرتين» وقدمناه مهرا للكأس الخليجية.
ورغم أن دورة كأس الخليج انطلقت في 1970م، لكننا لم نحصل عليها إلا عام 1994م في أبوظبي أي بعد مرور 24 عاما من انطلاقتها الأولى في البحرين.
وأتذكر جيدا هذه الدورة فقد كنت موفدا من هذه الجريدة لتغطيتها، وكان المنتخب السعودي حضر إلى أبوظبي بعد أن حقق مكانة كبيرة على الساحة الدولية عبر سلسلة من الإنجازات الكبيرة، وكان شعار المنتخب السعودي «نجيبه يعني نجيبه» وجبناه!!
كانت هيبة المنتخب السعودي التي استمدها من المكانة الرفيعة التي حققها على الساحة الدولية هي السلاح الأمضى والأقوى في إخضاع المنتخبات الأخرى والفوز عليها، أقول الهيبة؛ لأن العوامل الفنية غالبا ما يكون تأثيرها محدودا في دورات كأس الخليج. كنا قبل نصل إلى الدورة ونحن الأكثر جدارة بها والأكثر ترشيحا لها، لكننا نخرج مع الباب الخلفي ولا نصل للمنصة، مع أن أحلامنا كانت تصل للمنصة وترفع الكأس!!
التحدي من جديد
واليوم يتجدد هذا العرس في نسخته الـ «22» ويتجدد التحدي مع الكأس الخليجية بعد أن فزنا بها ثلاث مرات، ونتطلع أن تكون هذه الرابعة، فهل تكون؟
وأقول يتجدد التحدي بها لأننا فشلنا في الفوز بهذه الكأس خلال خمس دورات متتابعة، آخرها منذ عامين في البحرين. فهل نعيد هذه الكأس إلى بيت الطاعة من جديد؟ أم تستمر في عنادها وتمردها؟ فبعد ساعات سيلتقي منتخبنا مع شقيقه القطري في مباراة الافتتاح والآمال الكبيرة معلقة على نجوم الأخضر في تقديم المستوى الذي يطمئن الجماهير على منتخبهم في هذه الدورة، فالكأس ينبغي أن تبقى في الرياض، هذه هو ما يعوضهم عن «بعض» سنوات التخلي واليباس التي لا يزال منتخبنا تائها في صحاريها المقفرة.
قلوب السعوديين تدق اليوم لتصفق للأخضر، بمحبة جارفة.. وخضرة وارفة!
* هذا قولي: أسوأ ما يمكن للمتابع أن يراه في مشهدنا الإعلامي هذه الأيام هو مقاطع المتعصبين وهم يحاضرون في مكافحة التعصب ويلقون المواعظ والنصائح للحد منها في وسطنا الرياضي!! آه من يتبرع ويقول لهم أنتم آخر من يحق له ذلك!
في دورات الخليج يحضر كل شيء، قليل من الفن الكروي، وقليل من التاريخ، وقليل من البداوة، وقليل من المراهنات الشخصية، ولا أقصد هنا مكاتب المراهنات، فالمشكلة دائما في دورات الخليج ليست في «الأقدام» بل في «الرؤوس» الحامية التي كانت تنقل التنافس من الملعب إلى خارجه!!
لكن عندما تنهمك الرؤوس بالأقدام نمتلي كلنا بالهواء، وينتفخ المعلقون وينفخون أجسادنا بالمزيد من الهواء، لكننا بعد نهاية كل دورة ننفجر «أحيانا ننفجر بالبكاء»، ثم نكتشف أن كرة القدم ليست الكرة الأرضية!! وإنها مجرد «جلد منفوخ»، وعادة يكون نصيبنا من الجلد «خفي حنين»!
دونها خرط القتاد!
ولكل دولة من الدول الخليجية قصة تروى مع هذه الكأس، ونحن السعوديين بالطبع لنا قصتنا الخاصة، بل الخاصة جدا، فقد عاندتنا طويلا، وتحدتنا كثيرا، وتمنعت علينا ونحن راغبون، وشغوفون باحتضانها، أتينا إليها حبوا، مشيا، ركضا، سيرا على الأحلام، بل سيرا على الآلام، لكننا لم نفز بها إلا بعد «خرط القتاد»، كما يقول المثل. وبعد أن ذهبنا إلى آخر القارة الآسيوية، وحصلنا على كأس أكبر القارات «مرتين» وقدمناه مهرا للكأس الخليجية.
ورغم أن دورة كأس الخليج انطلقت في 1970م، لكننا لم نحصل عليها إلا عام 1994م في أبوظبي أي بعد مرور 24 عاما من انطلاقتها الأولى في البحرين.
وأتذكر جيدا هذه الدورة فقد كنت موفدا من هذه الجريدة لتغطيتها، وكان المنتخب السعودي حضر إلى أبوظبي بعد أن حقق مكانة كبيرة على الساحة الدولية عبر سلسلة من الإنجازات الكبيرة، وكان شعار المنتخب السعودي «نجيبه يعني نجيبه» وجبناه!!
كانت هيبة المنتخب السعودي التي استمدها من المكانة الرفيعة التي حققها على الساحة الدولية هي السلاح الأمضى والأقوى في إخضاع المنتخبات الأخرى والفوز عليها، أقول الهيبة؛ لأن العوامل الفنية غالبا ما يكون تأثيرها محدودا في دورات كأس الخليج. كنا قبل نصل إلى الدورة ونحن الأكثر جدارة بها والأكثر ترشيحا لها، لكننا نخرج مع الباب الخلفي ولا نصل للمنصة، مع أن أحلامنا كانت تصل للمنصة وترفع الكأس!!
التحدي من جديد
واليوم يتجدد هذا العرس في نسخته الـ «22» ويتجدد التحدي مع الكأس الخليجية بعد أن فزنا بها ثلاث مرات، ونتطلع أن تكون هذه الرابعة، فهل تكون؟
وأقول يتجدد التحدي بها لأننا فشلنا في الفوز بهذه الكأس خلال خمس دورات متتابعة، آخرها منذ عامين في البحرين. فهل نعيد هذه الكأس إلى بيت الطاعة من جديد؟ أم تستمر في عنادها وتمردها؟ فبعد ساعات سيلتقي منتخبنا مع شقيقه القطري في مباراة الافتتاح والآمال الكبيرة معلقة على نجوم الأخضر في تقديم المستوى الذي يطمئن الجماهير على منتخبهم في هذه الدورة، فالكأس ينبغي أن تبقى في الرياض، هذه هو ما يعوضهم عن «بعض» سنوات التخلي واليباس التي لا يزال منتخبنا تائها في صحاريها المقفرة.
قلوب السعوديين تدق اليوم لتصفق للأخضر، بمحبة جارفة.. وخضرة وارفة!
* هذا قولي: أسوأ ما يمكن للمتابع أن يراه في مشهدنا الإعلامي هذه الأيام هو مقاطع المتعصبين وهم يحاضرون في مكافحة التعصب ويلقون المواعظ والنصائح للحد منها في وسطنا الرياضي!! آه من يتبرع ويقول لهم أنتم آخر من يحق له ذلك!