جدران «ديرة تاروت» تتساقط بتسرب غامض

«المياه»: لم نبلغ رسمياً

جدران «ديرة تاروت» تتساقط بتسرب غامض

? محمد العبدالله (الدمام)

انهارت أجزاء من 7 منازل في حي الديرة بجزيرة تاروت في محافظة القطيف، بسبب هبوط الأرض، نظرا لتسرب مياه لا يعرف مصدره. وتواجه تلك المنازل خطر السقوط على أصحابها، بعدما انهار العام الماضي منزلان جراء تصدع في المبنيين، الأمر الذي ضاعف القلق من الأهالي باستمرار التصدع والانهيارات لكافة المباني في الحي.

وشكا اصحاب المنازل من المشكلة القائمة منذ عام 1434 تقريبا، مؤكدين، ان المخاطبات التي قدمت للجهة المعنية لم تثمر عن نتائج ملموسة، الأمر الذي ساهم في تفاقم المشكلة في الأيام القليلة الماضية، مطالبين بضرورة التدخل لايجاد حلول مناسبة للمنازل التي تواجه خطر السقوط بين فترة وأخرى.
وأوضح عبدالمحسن الصفوان مالك أحد المنازل، أن اسرته المكونة من 11 فردا تواجه البقاء في العراء جراء تعرض منزله لخطر السقوط، حيث بدأت الجدران بالتصدع منذ اسبوعين تقريبا، مشيرا إلى أن الدفاع المدني الذي عاين المنزل البالغة مساحته 200 متر مربع طلب اخلاء المنزل على الفور، لكنه غير قادر على استئجار منزل جديد، نظرا للوضع المالي الصعب الذي يعيشه في الوقت الراهن من جانب، وبسبب المبالغ المالية التي صرفها على المنزل في عمليات الترميم.
واشار إلى أن المشكلة لا تزال قائمة جراء تحويل المحافظة الملف إلى جمعية تاروت الخيرية للنظر في عملية ايجاد شقة أو منزل بديل بعد اخلاء المنزل، مضيفا إن الجمعية قامت خلال الأيام الماضية بزيارة للمنزل للاطلاع على الوضع وإننا في انتظار الحل المقدم من الجمعية.
وأفاد عبدالرزاق شلي أن المشكلة التي تواجه المنازل كونها مأهولة بعدد كبير من الاسر، فالكثير لا يمتلك القدرة المالية لإيجاد بديل آخر، محملا مديرية المياه مسؤولية الوضع الحالي، نظرا لعدم تحركها بشكل سريع لمعالجة تسرب المياه في باطن الارض، مؤكدا، أن ملاك المنازل قدموا خطابات في محرم 1434هـ، لمديرية المياه بهذا الخصوص، بل إن المديرية بالرغم من المراجعات المستمرة طالبت باعادة تقديم خطابات جديدة، الأمر الذي ساهم في تفاقم الوضع وبالتالي انهيار الكثير من الجدران، مما ينذر بكارثة حقيقية تطال الكثير من الأسر القاطنة في تلك المنازل.
وقال إن ملاك المنازل لا يملكون الكثير من الخيارات سوى انتظار الفرج، حيث بادروا في البداية للتحرك مع مديرية المياه والبلدية بهدف ايجاد حلول سريعة تنقذ الوضع، بيد أن الامور ساءت بشكل كبير خلال محرم الجاري، فقد هبطت بعض الجدران بأكثر من 30 سم تقريبا، مما اخل بتوازن الأبواب وبالتالي صعوبة فتحها حاليا.
ورأى أن الدفاع المدني قام بدوره بمجرد تلقي البلاغات بحدوث انهيارات في الجدران، حيث عمد لإخلاء المنازل بشكل فوري حفاظا على أرواح الاسر القاطنة فيها.
وقال مدير مصلحة المياه بمحافظة القطيف المهندس محمد العباد إن المديرية لم تتلق بلاغا من ملاك المنازل بوجود مشكلة تسرب مياه في باطن الأرض، مشيرا إلى أن المديرية ستقوم بمجرد ابلاغها بخطابات رسمية بتعميد أحد المقاولين المعتمدين لاتخاذ الاجرات النظامية، بهدف الكشف عن الخلل الناجم من تسريب المياه سواء بسبب خلل في الشبكة أو وجود مياه جوفية ساهمت في حدوث انهيارات في التربة، مضيفا أن المقاول سيقدم تقريرا متكاملا مما يسهم في معالجة الامور بشكل سريع، مبينا أن المديرية ليست معنية بمعالجة وجود تراخ في التربة، فهذه العملية من اختصاص جهات أخرى، نافيا في الوقت نفسه تلقى المديرية بلاغات أو خطابات من ملاك المنازل قبل سنة.
وقال مدير الدفاع المدني في محافظة القطيف العقيد راشد المري، إن الدفاع المدني أخلى الاسبوع الماضي عائلة تقطن في منزل يقع بالقرب من قلعة تاروت الاثرية بسبب تصدعات في الأساسات وتشققات في جدران المنزل، مشيرا إلى أن هذا الاجراء يأتي عقب الكشف الذي قام به طاقم من السلامة بالدفاع المدني على المنزل ودون في تقريره أن الوضع القائم يشكل خطرا على القاطنين فيه كما خاطب الدفاع المدني بلدية تاروت لاتخاذ اجراءاتها في هذا الخصوص.