د. كريمة شميلة: سكري الحمل.. مخاطر محتملة على الأم والجنين من الضروري التحكم بها

المتابعة الطبية للسيطرة على مستويات السكر في الدم الجزء الأهم في العلاج

د. كريمة شميلة: سكري الحمل.. مخاطر محتملة على الأم والجنين من الضروري التحكم بها

د. كريمة شميلة
استشارية طب أمراض النساء والولادة
مركز صحة المرأة
مستشفى المركز الطبي الدولي
‏KShmila@imc.med.sa

عمري 28 سنة وحامل للمرة الأولى، وأنا الآن في الشهر الثاني من الحمل.. لدى الكثير من سيدات عائلتي إصابات سابقة بسكري الحمل عانين بسببها كثيراً، وأريد تفادي ذلك إن كانت هناك طرق وقائية ممكنة.. ماذا عليَّ أن أفعل؟

أختي الكريمة.. أسأل الله أن يمن عليكِ بالصحة والعافية وأن تقر عينك بمولود يتمتع بالصحة.. من الممكن أن تصاب المرأة بالسكري خلال الحمل حتى لو لم تكن تعاني منه قبل حملها، وهو ما يعرف بـ (سكري الحمل)، وإذا لم يتم السيطرة عليه بالشكل الصحيح وبمتابعة طبية دقيقة، فمن الممكن أن يسبب مشاكل للأم والطفل.
يحدث سكري الحمل في العادة في النصف الثاني من فترة الحمل ويختفي بعد الولادة،
وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى إصابة بعض النساء بارتفاع في ضغط الدم، وتزداد فرصة النساء اللواتي يصبن به في الإصابة به في حالات الحمل القادمة، كما تزداد نسبة إصابتهن بالنوع الثاني من السكري (سكري البالغين) خلال فترة حياتهن، وهو ما يستلزم الحذر واتباع السبل الوقائية الممكنة تحت إشراف استشارية أو استشاري في طب أمراض النساء والولادة.
وترتفع نسبة إصابة الطفل بمشاكل خلقية مثل قصور القلب، وقد يولد الطفل أحيانا مصاباً بمرض في الجهاز التنفسي، حيث يواجه صعوبة في التنفس لأن رئتيه لم تنموا بشكل طبيعي، وهناك خطر موت الطفل في رحم الأم أو وفاته عند ولادته، ولكن إذا تم اكتشاف سكري الحمل وتمت السيطرة عليه بالشكل الصحيح فإن احتمالية الموت تصبح نادرة، كما ترتفع نسبة إصابة الطفل في المستقبل بالنوع الثاني من السكري (سكري البالغين) أو زيادة في الوزن.
يتم تشخيص الارتفاع في سكر الدم إن وجد في الفترة بين 24-28 أسبوعا من الحمل، وإذا ساور الطبيبة شكوك حول احتمالية إصابة المرأة بسكري الحمل فقد يجرى هذا الفحص قبل مضي 24-28 أسبوعا من الحمل، ويجب على أي امرأة يُظهر تاريخها الطبي ارتفاعا في خطر إصابتها بالسكري أو تساورها الشكوك حول أي أعراض تصيبها أن تستشير الطبيبة فورا.
أما عن خطة العلاج التي نتبعها، فإن السيطرة على مستويات السكر في الدم هي الجزء الأهم في عملية المعالجة، وهذا يعني للعديد من النساء إجراء الفحوص الدورية لمستويات سكر الدم (الجلوكوز)، الاختيار الحذر لبرنامج الغذاء وممارسة التمارين بشكل دوري، واستخدام أجهزة قياسات السكري المنزلية، وأنصح بإجراء فحص جلوكوز الدم عدة مرات يومياً، ويجب قياس الجلوكوز في الصباح قبل تناول الفطور ومرة أخرى بعد ساعتين من الفطور، وبعد وجبة الغداء والعشاء.
للمساعدة في الوقاية من الإصابة بسكري الحمل يجب على المرأة أن تقوم بتغييرات جذرية في أسلوب حياتها مثل تناول طعام صحي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري والمحافظة على وزن يتناسب مع الطول.
علماً أن مستوى السكر في الدم قد يبقى مرتفعاً لدى بعض النساء الحوامل مع اتباع النمط المشار إليه، وقد يحتجن إلى حقن الأنسولين اليومية، وتقوم الطبيبة بتعليم السيدة الحامل كيفية أخذ الحقنة بنفسها، ولن تسبب كمية الأنسولين الزائدة أي ضرر للجنين لأنها تعبر من المشيمة.