ليلة الأخضر ليلتكم

صالح الفهيد

اليوم هو يومكم.. الليلة هي ليلتكم، الأخضر من أمامكم وكل شيء من ورائكم، اذهبوا بعيونكم إلى الأخضر واتركوا كل شيء لكل شيء!
اغسلوا عيونكم من قذى التعصب وشجعوا وطنكم، اغسلوها من وجوه المتعصبين، وكحلوها برؤية نجوم الوطن، كل الوطن.. وهم يكتبون لكم قصيدة النصر، ويعزفون لكم أناشيد الفرح، فمثل هذا اليوم لن يتكرر كثيرا، أجل لن يتكرر كثيرا.. فلا تضيعوا هذه الفرصة تحت أي ذريعة كانت.
هذا المساء سيزدهر العشب تحت أقدام نجوم الأخضر، فكونوا نجوما معهم، ألم يتغير مسمى الجمهور إلى: اللاعب رقم «12»!! فلماذا تريدوننا نخوض مواجهة الحسم ونحن ناقصون لاعبا؟
لنؤجل العتاب، واللوم المتبادل، إلى الوقت المناسب.
الأسئلة التي تركها غيابكم كانت كبيرة، ومحيرة: لماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟
رسالتكم وصلت: فهمناكم!
لكن.. ألم يصالحكم المنتخب في مباراته الأخيرة؟ ألم يهديكم فوزا ثمينا كافيا ليزيل عتبكم وجفاءكم وصدودكم؟ لا تديروا ظهوركم للمنتخب، لا تخذلوا نجومه بالقعود في الصالونات والمقاهي والاستراحات والقول لهم: اذهبوا والعبوا ونحن هنا متفرجون!
غيابكم في المباريات السابقة كان رسالة قوية ووصلت، كان «قرصة أذن» وفهمت، كان صرخة مجلجلة في وجوه كثيرين لا يزال دويها وأصداؤها يتردد في كل مكان من وسطنا الرياضي، ومباراة النهائي لا تحتمل مثل هذه الرسائل، بل تحتاج رسالة من نوع آخر، رسالة تهتف بها الحناجر، وتهتز بها الأجساد، وتموج بها المدرجات في درة الملاعب.
كونوا الليلة في المدرجات مع ماجد عبدالله ويوسف الثنيان وغيرهم من نجوم العصر المذهب، لتشقوا الطريق أمام منتخبنا الحالي لصنع عصر مذهب جديد، فرنين الذهب لا بد أنه ستواصل في ذاكرة الأجيال، ولن يكون حكرا على جيل دون غيره، أجل كونوا مع ماجد والثنيان ومع تاريخكم الكروي الذي يحضر هو الآخر معهم وفيهم وسط المدرج، كونوا الجسر الذي سيربط ماضينا الكروي الجميل بمستقبل أجمل وأجمل.

نهاية سنوات اليباس
آن الأوان لتنتهي سنوات اليباس من تأريخنا الكروي، أجل يجب أن تنتهي، ويجب أن نضع حدا لها الليلة، أقول قولي هذا وأنا من أشد المتفائلين بأن ما بعد مباراة الليلة لن يكون مثل ما قبلها في مسيرة الأخضر، الليلة سينهي منتخبنا نحو عقد من التيه وسط صحراء الإخفاقات، سيضبط بوصلته بالاتجاه الصحيح، وسيضع قطار البطولات على السكة الصحيحة، وسوف يكمل هذه المنتخب مراكمة الإنجازات والبطولات، وسوف يضيء بنجوم ينسوننا ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان ومحمد الدعيع وصالح النعيمة ويوسف الثنيان ومحمد عبدالجواد وأحمد جميل وغيرهم، مثلما أن هؤلاء انسونا من سبقوهم إلى النجومية.
هذا قولي: لدينا كل أسباب النجاح والتفوق، فلماذا نسمح للفشل والإخفاق أن يتسلل إلينا؟